ماذا يعني سقوط سوريا ؟

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من بداية الازمة في سوريا اي من مارس / آذار 2011 ، بدأ تطور الأحداث في في درعا  حيث اطلقت اشاعات مغرضة عن نية الحكومة السورية  لتهجير كل أهالي درعا الى غير رجعة من أجل أن ينشب نزاع طائفي طاحن يضعف الدولة و يفقدها السيطرة على الجنوب السوري شيئا فشيئا، و في الساحل يتم إثارة السنيين على الشيعة العلويين، و حين تثور هذه الطائفة يقطع السلاح عن الطائفةالثانية لتهجيرها و يقوم مسلحون بأعمال تفجيرات تستهدف المارونيين،و هم مسيحيو سورية، فيكون صراع طائفي متعدد الأطراف هدفه اضعاف الدولة و انهاكها تمهيدا لتقسيمها، و في حمص نفس الأمر تقوم العصابات بترحيل طائفيتين من المدينة و بذلك تصبح العاصمة محاصرة و هي مشغولة بأحداث في دوما و ريف دمشق و تصبح مقطوعه عن باقي سوريا فتسقط الدولة المركزية في العاصمة و تبدأ عملية التقسيم. لكن ما حدث فعلا أربك المخطط الأمريكي في سورية، فقد صمد الجيش السوري و ناور بمهارة و استبسل في الدفاع عن سورية ، حيث نقلت شبكة فولتير السورية إنه ذهب وفد من درعا تضمن بعض قادة المجموعات المسلحة إلى الرئيس السوري،بمطلب خروج قوات الأمن من درعا، بحجة حل المشكلة مع المتظاهرين الذين لا يزيد عددهم على خمسة آلاف من اصل ميلون و ربع المليون مواطن، و فعلا تم سحب كل قوات الأمن، فأعتقد زعماء العصابات أنهم غدروا بالحكومة  وأنها وقعت بفخهم فقاموا باحتلال درعا عبر العصابات المسلحة، و مثل هذا الأمر يحتاج تدخل الجيش و لكن الجيش لم يتدخل، فظنت واشنطن أن النظام ضعيف خصوصا بعد أن أعلن النظام عن إصلاحات أصلاً لم يطالب بها المتظاهرون، فالإصلاح في سوريا كان رداً على الأحداث و ليس مطلبا للمتظاهرين، و لان الجيش لم يدخل درعا طلب عندها طلب الأمريكيون من العصابات المسلحة إرغام الجيش على التدخل  وقاموا بقتل خمس جنود سوريين بالقرب من بلدة نوى، و فعلا دخل الجيش، حيث حسم المعركة بخسائر لا تذكر.بتتالي الأحداث تزايد الظغط على الحكومة مع كل نصر يحققه الجيش العربي السوري و بدأ الغرب يلعب أوراقا جديدة فبدأت الماكينة الاعلامية الوهابية السعودية بتجييش مشاعر المسلمين ضد الحكومة  ثم تكفيرها و من ثم الدعوة الى الجهاد في سوريا نصرة لـالشعب السوري الذي لم ينتفض بالأساس،و بدأت الفتاوى تتوالى داعية الى الجهاد في سورية و قد تم كل هذا برعاية سعودية/قطرية و بأوامر أمريكية. من هذا المنطلق،وجدت تنظيم القاعدة موطئ قدم لها في سورية بعد أن استثمرت قطر في تجييش الشباب العربي المسلم المدمغج و تشكلت ما يعرف ب جبهة نصرة الشام و هي جزء لا يتجزأ من تنظيم القاعدة الارهابي،الامريكي الصنع و دخلت الحرب في سورية منعرجا آخر حيث بان أن الغرب مصمم على اسقاط سورية و لو كلفه ذلك تدخل عسكري،و هو ماحدث فعلا و لكن من دون ارسال جيوش غربية الى سورية. على هذا الأساس،يجب أن نقف على هدف أمريكا و حلفائها وراء إسقاط سورية،وقد اعلنت وسائل الاعلام ،أن الولايات المتحدة الأمريكية تطمح الى اسقاط نظام الحكومة  في سورية،و من ثم تقسيمها الى أربع دويلات،دولة لـلأغلبية السنية تخضع للنفوذ  التركي،و ثلاث دويلات محدودة المساحة لكل من المارونيين و العلويين و الاكراد و تخضع كلها لـلنفوذ الاسرائيلي ، كما كان المخطط يشمل كلا من مصر التي كانت ستقسم الى دولة قبطية و دولة سنية متشددة و دولة للنوبيين.
اذا قد كان من الواضح أن أمريكا و حلفائها استثمروا كل جهودهم في محاولات إسقاط سورية و من ثم تقسيمها، إلا إن الجيش السوري  استبسل في الدفاع عن سورية وأنـــــــقذ الشّرق العربي الاسلامي من الانتكاس و من التّقهقر الى القرون الوسطى لقد واجــــــــــــــــــــه حرب مُفتعلة و شرسة و طـــــويلة كان من المفروض لو أنّها نجحت في هزيـــمته أن تسدل ســـــتار أسود على البلدان العربيّة الاسـلاميّة   لزمن طويل و تــــــــــحولها الى حُطام دول ، و الى ملـــــــــل و نحل و مـذاهب مُتناحرة و غارقة في أساطيرها و تُخرجها من الزّمن المُــــعاصر ، و تهدي ثرواتها و أسواقها الثرية بالثروات النفطية و الغازية و الحيوانية و المائية لاسرائيل و حلفائها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/04



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يعني سقوط سوريا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net