صفحة الكاتب : حسين الركابي

الحجاج الثقفي والسياسة العربية
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ذات يوم كان الحجاج بن يوسف الثقفي يقرأ في كتاب عن حياة نبي الله نوح (عليه السلام ) فأمر قائد جيشه إن يأتي باحدا يدرك قصة نوح ويحدثهم عنها،  فذهب قائد الجيش حتى استدل على رجل كبير ومؤرخ،   فسأله هل تعرف شي عن حياة نبي الله نوح،  فأجاب الرجل نعم،  فأمر قائد الجيش باعتقاله وزجه في الطامورة،  حتى مرت اربع اعوام علية،   فقام الحجاج بزيارة إلى السجون والطوامير حيث انتهى به الامر إلى هذا الرجل الكبير والمؤرخ،  فسأله من الذي اتى بك إلى هنا،  فقال قائد جيشك،  فرد الحجاج إلى قائد الجيش لماذا ادخلت هذا الرجل إلى السجن،  فرد قائد الجيش انت الذي امرتني يا سيدي إن اتي برجل يعرف عن حياة نبي الله نوح (عليه السلام) فابتسم الحجاج وقال انا امرتك إن تأتي برجل يحدثنا عن امور جرت في حياة نوح اختلط امرها علينا وطلبنا منك إن تأتي برجل يعرفنا عليها.  
إن الذي جرى على ذلك الرجل انما اليوم يجري على الملايين من عامت المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية،  كونها لا تراعي حقوق المجتمع ولا تولي اهتماما لحياة الانسان وتجعله كالدمية تحركه حيث ما تشاء،  كل ذلك بسبب عدم الركون إلى الحق والعدل والمعرفة،  وخالية من الضمير الانساني وتتعامل بالطاعة العمياء إلى الحكام دون معرفة الحكم الصحيح من الخطاء،  حتى وصل الامر إلى حد العبودية حيث قال احدهم إلى الحاكم حتى خطئك صح.  
اليوم ما يجري في المحيط العربي والإقليمي من انقلابات عسكريه ومدنيه وحرق البلدان،  وجعلها حلبة للصراع الطائفي والقومي والإقليمي وضرب البنيه التحتية وانهيار الاقتصاد العربي،  وكل هذا ليس صراع من اجل طائفة أو قوميه أو دين بل صراع من اجل السلطة والتسلط على رقاب المجتمع،  وجعلهم عبيد للسلطان وأصحاب المصالح الشخصية ويتحكموا بما يحلوا لهم وحيث ما يشاؤن.  
وما يجري اليوم في مصر،  وسوريا،  والعراق بالتحديد،  هو صراع سلطوي من اجل الامساك بالسلطة لا غير،  وما تعمله حركة  الاخوان المسلمين في مصر من اعمال عنف واستباحة الدماء والإعراض،  وجعلوا البلد يعيش الفوضى وانهيار في الواقع السياسي والأمني والاقتصادي منذ عدة شهور،  ليست هدفهم الشرعية وإنما هدفهم الوحيد الحكم وقيادة الدولة حسب ارادتهم ورؤيتهم الخاصة،  وكذلك الحال في سوريا اجتمع على اسقاط حكمها من كل حدب وصوب للوصول إلى مقاليد حكمها ومقدراتها،  وأيضا اليوم الحكم في العراق قائم على التفرد بالسلطة،  والتنظير إلى قيادة الحزب الواحد والحاكم الأوحد،   ورمي الاخطاء على الآخرين...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/02



كتابة تعليق لموضوع : الحجاج الثقفي والسياسة العربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net