صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

من علي الى علي راية الحقيقة وصرخة الحقوق
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 روى الكليني عن الإمام الهادي (ع) قال: تقول عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام: السلام عليك ياولي الله أنت أول مظلوم وأول من غصب حقه ماظلم الناس والتاريخ والدهر رجلا كما ظلم عليًا عليه السلام .
ظلامات أمير المؤمنين (ع) :
ظلم الأمير علية السلام بنوعين من الظلامة 
أولاً / الافتراء عليه بالأباطيل 
ثانياً / ثانيا/ إسباغ مقاماته على غيره 
سيطر المنهج الأول وهو منهج الافتراءات الظالمة والباطلة بمسلسل الأكاذيب على علي (ع) على الساحة الإسلامية خلال السنين الأولى من الحكم الأموي , وأخذ مفعوله الهدام أثره على بعض المناطق الإسلامية كالشام مثلا فأصبح علي (ع) مجرما في نظر الشاميين بسبب الإعلام الضال .
ولكن هذا المنهج الظالم الفاضح لم يستطع أن يثبت طويلاً وانكشف أن أثره يتراجع بل قد يأتي بنتائج عكسية على الأمويين أنفسهم وبهذا سرعان ما رفضه بعض العقلاء المعتدلين منهم فأعلن عمر بن عبد العزيز رفض هذا المنهج الأسود المليئ بالأحقاد, ومَنَعَ السب لعلي (ع) على منابر المسلمين .
وتهاوى هذا المنهج الحاقد على علي (ع) حتى من أيدي الرواة والمحدثين ورفضوا الطعن الصريح في علي (ع)
سقط هذا المنهج رسميًا وهكذا تلاشت كل هذه الحرب الصريحة لعلي (ع) ولم تستطع أن تواصل مسيرتها بل سقطت سريعًا ولم يسقط علي (ع) من أنفس المسلمين بل ثبت كبطل من أبطالهم وعظيم من عظمائهم وسيد من ساداتهم 
ليبقى رمزًا إلى يومنا هذا لا يستطيع أحد أن ينال من عظمة علي (ع) أو أن يتجرأ عليه بسب أو شتم أ و قذف إلا سقط ووصم بالنفاق عدا بعض شذاذ الآفاق .
ولم يعرف أحداً منزله ألا أتباع اهل البيت بأعتباره أمام منصوب من الله عز وجل
وقد تجددت هذه المظلوميه بشخص المرجع الأعلى فالأيام تتعاقب والأحداث تتكرر 
والعاقل من يتعض 
من كان يحب هذا الرجل العظيم ويعشقه أو من لم يكن ، فأن علينا أن نتحدث بشفافية كاملة وإن كنّا سنتجنب الزوايا الحادة كي لا نجرح عواطف أحدٍ أو جهة 
هنالك ابتلاءًا وامتحاناً وحوادث يتعرض لها الإنسان، قد تكون اقتصادية ، وقد تكون سياسية ، وقد تكون اجتماعية، وقد تكون عائلية ، ثم هنالك موقف فمواقف يتخذها العبد والرب محيطٌ به ومشرفٌ عليه ، وبعد ذلك هنالك أجرٌ وعطاءٌ وحسابٌ وجزاءٌ إلهي ، فقد يُمتحن الإنسان في ماله أيخون في الأمانة أم لا يخون؟ أيسرق أم لا يسرق؟ أيدفع الخمس والزكاة أم لا يدفع؟ أيصلي صلاة الصبح أم لا يصلي؟ هل يجترع الحرام أم لا؟ وهذه السُنة تتطبق علينا في كل لحظة. 
أن الظلم هو أحد مصاديق الابتلاءات إذا حل بالإنسان كمرحلة أولى فكان موقفه كمرحلة ثانية هو أن يهاجر في الله وليس لأجل الهوى أو الرئاسة أو المال وبالتالي تأتي المرحلة الثالثة وهي العطاء الإلهي بأن ينزله الله ويكسبه منزلاً حسنا في الدنيا ولا يعلمون البشر بجزاءه الأخروي الذي هو أعظم وأكبر.
لقد كان آية الله العظمى السيد علي السيستاني «دام ظله الشريف» مظلوما بحق والشواهد على ذلك كثيرة ولو أردت أنا شخصيا أن أكتبها لبلغت مجلدات ، ولكن أشير إشارة عابرة فقط لشاهدين واضحين بيّنين وهما:
الشاهد الأول: سيل التهم والأكاذيب التي وجّهت له طوال أكثر من أربعين عاما ، وقد كان يتأسى بجده أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن أبي طالب «صلوات الله عليه» حيث أنه كان يُسب على المنابر لأكثر من ثمانين عاما على سبعين ألف منبر أو أكثر ، وكنموذجين من التهم:
أولاً ...انه لايتحدث باللغه العربيه فهم يتهمونه بالفارسية ويعلمون بانه امام في اللغة العربية وضليع في الفقه واصوله، فضلا عن كونه سليل الدوحة العلوية الهاشمية القرشية العربية.
ثانياً .. واتهموه بتخزين الاموال وهم يعلمون بانه علم في التقوى والورع والعرفان والزهد في مال الدنيا وزخرفها وقد رآه العالم اجمع ، كيف يجلس على الارض ويعيش بتقشف بالغ في غرفة متواضعة ليس فيها سوى الكتب والمراجع.
الشاهد الثاني: روجت الابواق النتنه لكذاب جديد اتاهم بأفتراءات دغدغت نفاقهم وعزفت على اوتار هزيمتهم واصبحت منتدياتهم تنشرها مطبله ومصفقه ..... 
وهو امر مضحك حقا حين ترى مثل هؤلاء وانت تنظر لهم في قعر الضحاله واللاقيمه وهم يطنطنون كالذباب ويتصوروه كدوي المدافع
فقد بدأ البعض هذه المره بنبرة قديمه جديدة وهي ان مرجعية السيد السيستاني
خالية من العلم بتاتا والا اين بحوث المرجع ولقائاته اين دروسه اين اثاره .
فما ارادوه من اين البحوث لسماحة السيد ويتحدون ان يكون لديه شيء صوتي ..... فأجيب ان كنتم ( ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) .
من المتعارف في مراجع الشيعه ان لايكتب المرجع بحوثه أي لايؤلفها بل يترك طلبتة
النابهين لتقريرها وكتابتها اثناء الدرس وهذه السيرة من اساسيات الدراسه الحوزويه
المعروفه بالتقريرات ... لان المرجع حين يلقي البحث لايعتمد كتابا معينا به الشرح بل
يختار كتابا شبيه بالرساله العمليه الضخمه في الفقه ويبدأ يشرح مسائلها مسأله مسأله
ورايه الفقهي فيها وكذا في الاصول فيسمى درسه بالبحث الخارج أي خارج الكتب والمناهج بل من عند المرجع مباشرة بدون مصدر...... والبحث تحصل فيه مناقشات وردود وتنقدح في ذهن المرجع مسائل فيناقشها ويتفرع من مساله الى اخرى وهكذا فيكون واجب التلامذه تدوين هذه المحاضرات وتهذيبها واعادة ترتيبها وارجاع الروايات المذكوره الى مصادرها ويكتب البحث باسلوبه ولكنه يحوي فكرة الاستاذ المرجع ومطالبه ويعرضه في النهاية على المرجع فيرى كفائة تلميذه من تقريره .....
فلذا نجد السيد الخوئي مثلا كل بحوثه بقلم تلامذته مثلا المستند في العروة الوثقى من
عدة مجلدات من تقريرات اية الله الشيخ مرتضى البروجردي لان السيد الخوئي اعتمد على مسائل كتاب العروة الوثقى لليزدي بشرح مسائله في بحثه الخارج ونجد التنقيح في العروة الوثقى للمرجع الشيخ علي الغروي وكذا المعتمد في العروة والمباني وفي الاصول كتبها الشيخ محمد اسحاق الفياض واسماها المحاضرات في الاصول ...اغلب تلاميذ السيد الخوئي قد كتبوا التقريرات ولكن لما طبع هذه التقريرات الشيخ
البروجردي والشيخ الغروي والخلخالي والسيد محمد تقي الخوئي رأى بقية الطلبه الذين
يتراوح عددهم بالثلاثمائة مجتهد ان ليس هناك من حاجة لطباعة بحوث تحمل نفس المضمون والفكرة وما قام به اقرانهم وسبقوهم به كان به الكفاية وحققوا الغرض واحتفظوا
بتقريراتهم وشروحهم وما علقوا عليها لانفسهم للمراجعه البحثيه والشخصيه والتدريس 
وتقريرات السيد السيستاني لبحوث استاذه السيد الخوئي موجوده ومكتوبه ومحتفظ بها شانه شأن بقية المراجع الاخرين الذين اكتفوا بما طبعه زملائهم ...
اما السيد السيستاني فكذلك بحوثه بعهدة تلامذته الذين تتلمذوا عليه وليس من واجبه ان
يكتبها هو لانه يفسح المجال لهم ليظهروا كفائتهم وقد تخرج من بحثه علماء كبار واجلاء
والسؤال هنا لماذا لازالت المظلوميه مستمره لهذا المرجع الرباني
1- المبدأية: السيد السيستاني مبدأياً في حياته كلها ولم يتنازل عندما كان يرى آفاقًا ظاهرية مادية هائلة أمامه لو قدّم تنازلاً بسيطا ، كما كان الإمام علي بن أبي طالب – باب مدينة علم رسول الله – يُعبّر عنه بالشيخ المضطهد المظلوم لأن الإمام كان مبدأيا وما قام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين من منبره عندما تولى الخلافة الظاهرية إلا وقال: ما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم». 
2- التميّز:منذ كان عمره الشريف 34 سنة ، بدأ يدرس البحث الخارج فقهاً وأُصولاً ورجالاً، ويقدم نتاجه وعطاءه الوافر، وقد باحث المكاسب والطهارة والصلاة والقضاء والخمس، وبعض القواعد الفقهية كالربا وقاعدة التقية وقاعدة الإلزام. ودرس الأُصول ثلاث دورات وبعض هذه البحوث جاهز للطبع كبحوثه في الأُصول العلمية والتعادل والتراجيح، مع بعض المباحث الفقهية وبعض أبواب الصلاة وقاعدة التقية والإلزام. 
وقد أخرج بحثه عدة من الفضلاء البارزين، وبعضهم علي مستوي تدريس البحث الخارج، كالعلامة الشيخ مهدي مرواريد والعلامة السيد مرتضي المهري والعلامة السيد حبيب حسينيان، والعلامة السيد مرتضي الإصفهاني، والعلامة السيد أحمد المددي، والعلامة الشيخ باقر الإيرواني، وغيرهم ممن هم من أفاضل أساتذة الحوزات العلمية. وضمن انشغال سماحته في الدرس والبحث خلال هذه المدة كان (دام ظله) مهتماً بتأليف كتب مهمة وجملة من الرسائل لرفد المكتبة العلمية الدينية بمجموعة مؤلفات قيمة، مضافاً إلي ماكتبه من تقريرات بحوث أساتذته فقهاً وأُصولاً.
3ـ الجهاد عندما توفي الامام السيد الخوئي رضوان الله عليه وتصدي سيدنا الاستاذ (دام ظله) للمرجعية حاولت سلطات النظام السابق تغيير مسار المرجعية الدينية في النجف الأشرف وبذلت ما في وسعها في الحطّ من موقع السيد الاستاذ (دام ظله) ومكانته المتميزة بين المراجع وسعت إلي تفرق المؤمنين عنه بأساليب متعددة منها اغلاق جامع الخضراء في أواخر ذي الحجة عام 1414هـ كما تقدم . 
وعندما وجد النظام ان محاولاته قد باءت جميعاً بالفشل خطط لاغتيال سيدنا الاستاذ وتصفيته وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات عن عدد من هذه المخططات ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين 
4 ـ إرادة الله لمن يريد الله له البقاء والخلود: فالله عندما يريد أن يعز أحدًا يكتب له المظلومية فهذه حكمة الله لأن المظلومية هي سر الخلود ، وكما قال غاندي: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر ؛ فالذين بقوا من علمائنا الأبرار هم الذين كانوا مظلومين كالشيخ مرتضى الأنصاري والله تكفل بأن يدافع عن المظلوم فلهذا يوماً بعد يوم يزداد ذكر السيد السيستاني في الأرض علوًا وارتفاعًا وتزداد مؤسساته قوةً وانتشارًا وعطاءه .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/30



كتابة تعليق لموضوع : من علي الى علي راية الحقيقة وصرخة الحقوق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net