صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

ثورة واسط شرارة للقضاء على الفساد
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في البداية وقبل الدراسات التنظيرية التي يزّق فيها أعداء الوطن مايحلو لهم من سموم يضعونها متقمصة أهدافا غريبة في المتطلبات الوطنية العراقية بحجة الديمقراطية الوليدة...أركز على سلمية التظاهرات أولا وأخرا فنحن نختلف عن الثورة التونسية والمصرية بخطوة وجود ديمقراطية كفلها الدستور فلم يعد هناك رقابا تطير لأجل نقد القائدالضرورة! ولم يعد هناك فسحة لخنق الحريات..وهذا لوحده يميز تجربتنا الوليدة التي يريدها البعض وئيدة.نحن شعب ودود شمائله الصبرية لم تشهدها لامصر ولاغيرها من دول الكون وكان الكبت والكتم والظلم سمة الفضاء الحكومي لعقود غابت بها كوكبة من مفكرينا الأفذاذ وسياسيونا بما جعل هناك فراغا فكريا في الساحة مرّ لسنوات بتقادم العمر للأحياء ولم تبرز قيادات حقيقية بديلة تلتصق بالناس وتعرف شكواهم ونجواهم وتسمع هسيس ألآمهم وتعرف قياسات صبرهم المتقّد صبرا!

كن في أي مجلس بلدي بأية صيغة انتخابية تصبح شخصا آخرا ! سيارات وقد تكون مدرعة وحمايات وجاها إجتماعيا شاهقا ونفوذا ومداولات وصفقات وإمتيازات تجعلك تنسى حتى قريتك الطينية ومدرستها المتهالكة وشوارعها الغائبة الملامح! وعندما كان الدينار وقدح الشاي حسرة عليك في مقهى القرية تجد نفسك تشرب ماء القناني المعقّم أو المعطر بماء الورد المستورد؟!وعندك كذا من خطوط للهاتف موبايلية وسيارات لم يركبها الطغاة في أيامهم! فكيف لو صرت عضوا في مجلس محافظة؟ ولايدخل عليك الناس إلا بعد فلترة كل شيء فيك؟ ثم تجد هذه الانثيالات الشلالية من الأموال والتقاعد المبكر واتصالات شركات المقاولات التي يسيل لها اللعاب! فقط توقعيك الكريم! هنا تُسكب العبرات! أنت تجد نفسك تحلّق في نشوة السلطة! تنسى فقر الناس ومعاناة الفلاح والعامل الذي يخرج للمسطر بلا فطور الصباح وأولاده يقتلهم الجوع والظمأ ويعود خائبا منكسرا..متحسرا.. على ال10 ألآف دينار الصعبة المنال!

ثم يقارن الصابر المتماسك الصبر، إنسانيته بإنسانيتك وهو يرى بدلاتك المتكررة البهاء ويرى ثيابه الرثة ويرى شبعك ويتحسس جوعه ويرى مكاسبك وأنت تركت له الانتظار حتى على الرصيف الكاذب الذي وقعّت مشروع ترميمه المليوني كذبا! هذه الفوارق الطبقية هي بعض من فيض ثورة الناس....لاتغفلوا عنها مطلقا..

الفساد الذي تغلغل بين أطباق كل مفصل حكومي لوعدّدتها لما استطعت إعدادها ومعرفة أعدادها.. هذا سبب ثورة الناس ..بلاء التهميش والتثاقل عن مماسة مشاكلهم بالمقابل المقارني؟العيش الرغيد لك أيها الحكومي المتستتر تحت بند كذا وكذا

من يعي؟ من يدرس؟ إنك أوصلت الذين خانوا أمانة قيم خدمة الناس لكراسيهم وتركوك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون! مع الاعتذار للصياغة... لاحصة تموينية تسدّ رمق العيش ... لاكهرباء ... لاماء .. لانفط للشتاء إلا بعد إنتظار منذ ال2 بعد منتصف الليل لنفط قد يصل وقد يُباع في بداية الطريق إليك؟ من يهتم؟!

هرب المحافظ...هرب أعضاء المجلس في واسط .. لماذا؟ إمن غضب الناس؟ أم من فساد تعرفه عنهم الناس؟ هنا السؤال فلم يخيف العراقي ظلم وبطش الفاشست وجبروتهم وعنجهيتهم وغطرستهم فهل يخافون من تقديم الشهداء؟ وهل يهزّهم أزيز رصاص الخوف من شرطة الحمايات والدستور كفل لهم حرية التظاهر ولم يكفل لهم لجّم الصبر فيهم!!!؟ الرحمة للشهداء وللجرحى الشفاء وللوطن السلامة ولقلب عائلة الشاب الشهيد ذو ال16 ربيعا، الصبر والسلوان ورعاية حكومية على ذمة إعلامنا لا ثلاثة شهداء على ذمة وكالةرويترز.. فحتى في الموت الموجوع تجد كذبا مقيتا ...ومن المعيب أن يظهر في نفس المساء الدامي، محافظ واسط (الطرفة) يواجه الكاميرات مبررا ومحاورا ومدافعا ومجلسه أقاله مرتين وأعادته المحكمة المستقلة! لمنصبه.. وهو الذي لم يستطع مواجهة وجوها غاضبة كان مسؤولا عن رعيتها تركها تعبث بممتلكات الدولة وبيته بالحرق..ونجا بجلده رغم تحفظي على منهجية المتظاهرين بلاتحضر ولاسلمية لحق المطالب ومطالب الحق فيهم.

أتركوا بروجكم العاجية ياساستنا ومسؤلينا وكونوا كما تتحدثوا عن قدواتكم بالزهد والصلاح والنزاهة والتضحية وقياس نبض الشعب الصبور كل لحظة وآن وأزيلوا الفوارق بين جبال مكتسباتكم العاجية الشهوق و بين سهل نيل الشعب المنبسط الصبور... 

وبدلا من إرسال قوات عسكرية تعزيزية.. كان الأولى إرسال نواب واسط جميعهم لمقابلة الناس وطمانتهم ومراجعة ذوي الشهداء والجرحى ورعايتهم أليست صيغة أجود من غلحتواء الوقائي العسكري؟

وأقضوا على الفساد فهنا تُسكب العبرات ولات حين مناص.

عزيز الحافظ 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/17



كتابة تعليق لموضوع : ثورة واسط شرارة للقضاء على الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net