صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

أن لم يكن قريبك مسؤول فلست عراقيا"
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أن اهم صفات المواطنة والانتماء للبلد هو الحرص على مصالح الوطن والشعور بالولاء للهوية العراقية والارض التي ننتمي اليها  وما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات , فكما أن لبلدك حق فأنت كمواطن لديك الحق في العيش والتعليم والأمن والمساواة والعدل وما الى ذلك من البديهيات  المعروفة في جميع البلدان, ألا ان المقاييس في العراق مختلفة منذ ما يقارب 35 عاما" اي قبل عام 2003 ولازالت لحد الان فسابقا" كانت صفات المواطنة تقاس بمدى الولاء للسلطة والحاكم  ومدى القرابة منه , اما الان فأصبحت الامور تشبه الاوضاع قبل سقوط النظام الى حد بعيد فالمواطنة اصبحت تقاس على اساس صلة القرابة بأحد السياسيين والبرلمانيين والوزراء, لأجل ان تحصل على تعيين يجب ان يكون قريبك من السياسيين وكذلك الحال بالنسبة للحصول على مقعد دراسي في الدراسات العليا والحصول على علاج , وفرصة لحج بيت الله , وفرصة للحصول على قرض عقاري , وما الى ذلك من الاهداف التي يسعى الناس لتحقيقها كل هذه الامور اصبح تحقيقها مناطا" بمدى القرابة من المسؤول , فقبل عدة اشهر تقدم مجموعة من حملة الماجستير للتعيين في الجامعة المستنصرية في كلية الآداب بالتحديد وكانت بين المتقدمين احدى اقارب البرلمانيين, ورغم ان اغلب المتقدمين كانت معدلاتهم اعلى من معدل الاخت المذكورة وحتى انهم اقدم منها في سنة التخرج ألا انها بمجرد ان تقدمت للتعيين حصلت على الوظيفة ورفض الخريجين البقية الذين أعتلت وجوههم الدهشة لأنها الوحيدة التي حصلت على الوظيفة ورفض الأخرين رغم ان معدلهم كان اعلى من معدلها, فتبين فيما بعد أن احد اقاربها من البرلمانيين وهذا سهل في حصولها على الوظيفة, فتساءلوا لماذا السنا عراقيين  ومن المفترض أن نكون متساوين جميعا" وان زمن القرابة من المسؤولين قد ولى مع حلول عام 2003 ؟ لكن على ما يبدو أن مدى كونك عراقيا" اصبح مرهونا" بمدى قرابتك من احد المسؤولين فهو الذي سيحدد مدى انتمائك للعراق سيفتح جميع الافاق امامك لتحصل على حقوق المواطن كاملة  فالانتماء للوطن لا يحدده مدى التضحية والعطاء والاخلاص  والولاء وكل هذه المفاهيم , لكن ما يحدده فقط مدى القرابة من المسؤولين, فإذا لم يكن قريبك مسؤول فلست عراقيا"

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/27



كتابة تعليق لموضوع : أن لم يكن قريبك مسؤول فلست عراقيا"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : صادق مهدي حسن ، في 2013/08/30 .

موضوع رائع ومقارب لموضوعي المنشور على هذا الرابط :
http://kitabat.info/subject.php?id=3643#

• (2) - كتب : ماء السماء الكندي ، في 2013/07/29 .

السلام عليكم ...
زميلتي العزيزة ، طرحـُك رائع ومحكم وواقعي ، المشكلة ان بيروقراطية مفاصل الدولة هي نفسها التي كانت تطبق على المدنين قبل 2003 اما اليوم هنالك فرق واحد وهذا الفرق يتيح لك التعبير عن غضبك وانفعالك اما في ما مضى فقد تساقين الى السجن بلا نقاش في حالة تجادلتي مع احد الموظفين ، البيروقراطية هي نفسها الا ان القيود المعاملاتية باتت ابسط بكثير ودور البرلماني هنا هو للإسراع بعملية اتمام الاجراءات ... فهل يعقل ان يكون جميع موظفوا الدولة تابعين للنواب والوزراء ؟ القصد واضح زميلتي ... وهذه وجهة نظري .. تحياتي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net