صفحة الكاتب : صادق مهدي حسن

قاموس المفردات العراقية !!
صادق مهدي حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اللغة هي المرآة العاكسة للفكر والمقوم الأبرز من مقومات أي حضارة..وقد باتت الحاجة إلى تعلم أكثر من لغة في هذا العصر من الضرورات الأكيدة والملّحة..فالتمازج مع الشعوب والأمم المختلفة و تلاقح الأفكار فيما بينها لا يتم إلا عن طريق الفهم المتقن للغات بعضهم.. وأي مسافر إلى أي بلد له لغة مختلفة هو بأمس الحاجة إلى معرفة كم من المصطلحات المبسطة والجمل الموجزة ومسميات بعض الأشياء وغيرها ، فالتحيات مثلاً أو كيفية السؤال عن الوقت أو الطريق أو الأسعار أمور لا بد من معرفتها في تلك البلدان ولعل من الحقائق المسلمة في علم اللغة .. هي أن اللغات أجمعها في تطور وتنوع مستمر يواكب تطور الحياة و اتساعها وتشعب مجالاتها وهو ما ينافس الصاروخ سرعة ! ..فهناك دوماً حاجة إلى مفردات جديدة..
وهنا نتساءل:هل مرت (اللغة العراقية) بتطور معين ؟! فإن كان ، فكيف؟
   لقد مرت اللغة في العراق بمراحل مختلفة من (التطور) في العقود الأخيرة على وجه الخصوص  وأصبح أي زائر إلى هذا البلد بحاجة إلى قاموس موسع من (المفردات العراقية) التي لا غنى له عنها من أجل أن يفهم ما يجري !
    لن أغوص في أعماق التاريخ بل سأبدأ منذ الثمانينات.. فحين شن الطاغية حربه ضد إيران ظهرت مصطلحات مبتكرة من أمثال : قادسية صدام المجيدة، يا حوم اتبع لو جرّينا،الأنفال،الشموخ وصولاً إلى يوم النصر العظيم بقيادة بطل النصر وصانع السلام ! وعند بداية العقد التسعيني  كان غزو الكويت وسمعنا بـ (يوم النداء الأغر) الذي كان متبوعاً بأم المعارك الخالدة ! وتزامن مع ذلك الحصار الاقتصادي والبطاقة التموينية و لا أنسى (الغوغائيين وصفحة الخيانة والغدر) وهكذا دواليك.. وقد صمد على امتداد ذلك الوقت كم آخر من الألفاظ مثل (القائد الضرورة وقائد الجمع المؤمن وقائد الحملة الإيمانية) الذي أسس على أعتاب الألفية الثالثة (جيش القدس) بعد أن (اهتزت الشوارب) وأستمر بجبروته حتى قاد العراقيين إلى (الحواسم).. وهنا أخذت اللغة العراقية تنحى منحىً آخر و لابد للقاموس من طبعات أُخرى ليحمل المدخلات الجديدة مثل : مجلس الحكم الانتقالي ، التكنوقراط ، نادي باريس ، الدول المانحة ، الطائفية ،الشفافية ،المحاصصة ،الشراكة الوطنية ، الأغلبية السياسية  و... و... الـخ..الـخ.. إضافة إلى المصطلحات الإرهابية التي ألفناها كشرب الماء: التكفيريين ،الأحزمة الناسفة، والمفخخات، وما خفي كان أعظم..
فليت شعري متى تصدر الطبعة الأخيرة لقاموس المفردات العراقية ؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق مهدي حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/17



كتابة تعليق لموضوع : قاموس المفردات العراقية !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net