صفحة الكاتب : صالح المحنه

الأخوة في مؤسسة السجناء السياسيين ...لاتكونوا عوناً للظالم على المظلوم
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كما هو معروفٌ عن السجين السياسي ، هو ذلك الأنسان الذي يحمل هماً وفكراً مخالفاً لفكر الطغاة والظلمة ، هو سجين الرأي والكلمة الحرّة ، وهو الذي حُكمَ عليه بدون تهمة جنائية ، وإنما حُكم عليه لرفضه الظلم ومخالفته نهج الفساد، وهو صاحب المواقف المبدئية التي ناضل ويناضل من أجلها لتحقيق العدل والأنصاف ومقارعة الأستبداد ، ولقد ضاقت سجون النظام الصدامي ودهاليزها المظلمة وأقبية الأمن والمخابرات بمئات الآلاف من الرجال والنساء سجناء الرأي والمواقف المبدئية المشرّفة وبقت ممتلئة بهم حتى سقوط النظام، ويتذكر الأخوة والأخوات المواقف البطولية والجريئة لكثير من السجناء الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وتحدوا رجال الأمن والمخابرات وتحمّلوا التعذيب الوحشي حتى لايعترفوا على غيرهم ، لأنَّ هدفهم وشعارهم  هو الأنتصارللمظلوم من أبناء شعبهم ،ولاأظن أولئك الأبطال كانوا ينتظرون ثمنا مادياً لتلك المواقف التي كادت تودي بحياتهم بقدر ماكانوا يتوقون الى تحقيق ماسجنوا من أجله وهو إسعاد شعبهم، وحديثي هنا عن السجناء الحقيقيين أصحاب الرأي والمواقف الثابتة وليس الذين زج بهم النظام بشكل عشوائي فتسبب أكثرهم بالضرر على السجناء الأحرار وعمِل بعضهم وكيلا رخيصاً لمخابرات وأمن النظام ، والأخوة السجناء يعرفونهم بالأسماء ،وغيرهم كثير هم ضحايا ظلم النظام سجنوا بعنوان سياسي وهم لايعلمون من السياسة شيئاً ، بعد سقوط النظام البعثي كرّمت الدولة الجديدة السجناء السياسيين وشرّعت لهم مؤسسة ترعى شؤونهم وهو أقل من إستحقاقهم كونهم تضرروا ماديا ومعنويا من قبل النظام السابق، ومن المتضررين أيضا من قبل النظام السابق شريحة اخرى من المجتمع العراقي كان لها موقف بطولي حقيقي مع ذلك النظام في إنتفاضة كبيرة عمّت أغلب محافظات الوسط والجنوب في آذار-شعبان عام 1991 كادت أن تُسقط النظام لولا قلّة الناصر وخذلان الصديق ، وكان لمعضم السجناء السياسيين المطلق سراحهم آنذاك شرف المشاركة فيها ، ثم تعرّض أبطالها الى ماتعرّضوا إليه من قتل وتشريد على أيدي عصابات النظام البعثي ...والمقابر الجماعية سيئة الصيت خير شاهد على ذلك ، فيما وقع الآلاف منهم سجناء في معتقل رفحاء السعودي الصحراوي تحت سطوة نظام لايقلُّ تعسّفا وإجراماً عن النظام الصدامي ، وايضا كان هناك المئات من السجناء السياسيين في المخيم السجن، هذه الشريحة أُبعدت قسراً عن وطنها ، فحُرم الطالب من مدرسته ، والموظف من وظيفته ، والتاجر والعامل والاستاذ وووو، فالكل صار متساويا في المأساة والمعاناة ، وعشنا سنوات مريرة من الغربة والأغتراب ، فكان لزاماً علينا  أن نطالب الحكومة العراقية برد  الأعتبار الى هذه الشريحة وأن نسترد حقوقنا وحقوق أبناءنا الضائعة ، طالبنا بقانون ينصفنا ويحفظ لنا حقنا المعنوي والمادي ،فكان رأي بعض المضطلعين بالشأن القانوني وبعض أعضاء مجلس النواب أن ينظمَ محتزوا رفحاء الى مؤسسة السجناء السياسيين إختصارا للوقت فالأمر لايتطلب إلا تعديل المادة الخامسة من قانون المؤسسة ليشمل محتجزي رفحاء ….واستبشرنا خيراً ،وأخذ هذا الملف سنوات يتنقل بين أروقة الدولة المتناقضة حتى بات بعضهم يتهم البعض الآخر بتعطيله ، وقد وقف ضد هذا الملف البعثيون المتغلغلون في الدولة والبرلمان ، وقسم من أعضاء التحالف الشيعي الخانعة نفوسهم لسلطة البعث وغيرهم ممن لايروق لهم رؤية ابناء العراق الغيارى وهم يعودون الى وطنهم مكرّمين ! كل أولئك لم يفاجئنا موقفهم فلقد خذلونا عندما كنا نقاتل المجرمين عام 1991وهم بين متفرّج ومتخاذلٍ ، ولكن المفاجيء لنا حقاً هو رفضكم الذي كان أشدُّ إلاماً على نفوسنا ياأخوة النضال والجهاد ...ياسجناء الرأي ، عندما شاهدنا مؤتمر أعضاء لجنة الرعاية في مؤسستكم وهم يستغيثون برئيس البرلمان والحكومة والمحكمة الأتحادية بأن لاينضم إليهم ابناء رفحاء خوفاً على خصوصيتهم وعنوانهم ويهددون باللجوء الى المحاكم إذا ماتم الأمر ! هذا الذي ساءنا لأن فكركم ونهجكم الذي سُجنتم وجاهدتم من أجله يتناقض وهذا الموقف ! خصوصا وأغلبكم من الإسلاميين حملة ثقافة (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) وشعاركم لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايُحب لنفسه ، شاهدنا الأنفعال والأمتعاض على وجوه أعضاء الرعاية وتذمّرهم من محاولة شمول محتجزي رفحاء بقانون المؤسسة وكأنهم من العرب الأفغان أو من الشيشان ، موقف للأسف ماكنا نتمناه لسجناء الكلمة والمباديء ،أن تتغير بوصلة أهدافهم من نصرة المظلومين الى التمسّك بالجانب المادي ويتخذوا موقفا سلبيا من آلاف المتضررين من نظام صدام خشية الإنتقاص من مكاسبهم المادية! ونحن نطمنكم أيها الأخوة والأخوات بأن خير العراق طافح مع كثرة السرّاق والفاسدين فلا نعتقد أن بضعة ملايين تُصرف للضحايا ستنقص من خير العراق الكثير! نبقى نكن الأحترام لكل من وقف ضد النظام السابق بقصد أو بغير قصد سنحسبها له ونشكره على كل يوم قضاه سجينا او معتقلا بعنوان سياسي...ومحبتنا الدائمة لكم ايها الأخوة والأخوات متمنين لكم التوفيق وتقبلوا عتابنا بقبول حسنٍ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/26



كتابة تعليق لموضوع : الأخوة في مؤسسة السجناء السياسيين ...لاتكونوا عوناً للظالم على المظلوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net