صفحة الكاتب : جمال الهنداوي

حرب الميادين..فتنة في الافق
جمال الهنداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في احدى المسلسلات الرمضانية التي تزدحم بها شاشاتنا وسويعاتنا في الشهر الفضيل, تبدى البطلة خشيتها من تعرض مظاهرتهم المدنية السلمية الى اعتداء من مناهضيها من قوى احزاب الاسلام السياسي, فيجيبها زميلها بان لديهم حجارة ولدينا كذلك, ولديهم عصي ونحن نستطيع ان نجلب مثلها..ولو عدنا قليلا الى العالم الواقعي, لاستطعنا ان نعد هذه النتيجة هي ما يسعى الاخوان المسلمون في مصر للوصول اليها, وهي ما قد تفسر جميع ممارساتهم منذ احداث ابعاد الرئيس مرسي عن الحكم ولحد الان..
 
مقلقة هي تلك الانباء التي ترد من ارض المحروسة ,وذلك الاندفاع نحو انتاج عوامل الفتنة وتغذية مبررات الاقتتال الداخلي الذي يبدو انه اصبح الخيار الوحيد لقوى الاسلام السياسي لمجابهة الرغبة الشعبية المعلنة وعالية الصوت المنادية بالتغيير واولية الحرية والعدالة والمشاريع التنموية الواقعية على ربط المجتمع ومستقبل البلاد بخطط اخروية انشائية لا تقدم الا المزيد من مبررات الانقسام والتشظي.
 
ومما يزيد من تعقيد الموقف هو ان مهمة قوى الاسلام السياسي في إحداث فتنة لن تكون صعبة في مثل هذا اليوم المصري العصيب، وذلك بسبب التوتر والاحتقان المقابل الذي يخيم على الشارع الثوري نتيجة استمرار التصعيد الامني والتحريضي في هذه الايام التي تعد ايام مصيرية وحاسمة بالنسبة لجميع الاطراف، وللعديد من القوى الاقليمية المتداخلة والمؤثرة في الحدث المصري الداخلي ولمشروعها السياسي.
 
فمن الواضح ان جماعة الاخوان ومشايعيهم قد توصلوا الى القناعة بخطورة حالة التوافق السياسي التي تسود العلاقة ما بين القوى السياسية والامنية على مستقبلهم السياسي,وهذا ما يدفعهم لبذل كل ما هو ممكن من اجل ادامة حالة الانفلات والفوضى التي تسود الشارع تمهيدا لاشعال نار الفتنة والاقتتال –لا سمح الله- بين المصريين، لانها البيئة الملائمة لتمرير عوامل ادامة النزاع لحين تحقيق مشروعهم الاستحواذي الاقصائي وفرضه على الشعب المصري وقواه الثورية الحية..
 
ومن هنا قد يكون التحشيد المتقابل في الساحات والميادين واستعراض العضلات والارقام الشعبية من الخطورة بمكان مما يستدعي الوعي بالمآلات التي من الممكن ان تفضي اليها الاحداث التي تعصف بحياة ومستقبل المصريين, والانتباه الى النتائج المأساوية التي قد تسفر عن استجلاب كل جماعة لخيلها ورجالها ووضعهم في طرفي التناقض الذي يحقق اهداف قوى الاسلام السياسي في رفع مستوى التوتر والاحتقان إلى مستويات غير مسبوقة قد تتسبب-بالتأكيد-في اتساع رقعة العنف حد الوصول لمرحلة الصدام المجتمعي الذي يبدو انه هدف اعلى للعديد من القوى المصرية والاقليمية.
 
ان الحكمة تستدعي من القوى الثورية التعامل مع احتجاجات الاخوان المسلمين ضمن اطار حرية التعبير وحق التظاهر السلمي ما دامت ضمن الاطر السلمية والقانونية وتأطير الاحداث الامنية التي تتجاوز هذه القوانين ضمن الحوادث الجنائية التي تستدعي تدخل قوى الامن والقضاء اكثر من مجابهتها بحشود مضادة قد تنجر بسهولة الى الموقع الذي يكون خارج اشتراطات المرحلة ويعقد مسارات خارطة الطريق ويسلك للجيش المسارب التي تتيح له اطالة المرحلة الانتقالية الى المدى الذي قد لا يتطابق مع مطامح وامال الشعب المصري النبيل واحلامه في الدولة المدنية التعددية الحرة.
 
والاهم هو الانتقال السريع الى المشروع الوطني الجامع والململم لشتات المشهد السياسي والذي يحقق المصالحة الوطنية الحقيقية وينزع من ايدي القوى المناوئة للحرية كل اسلحتها الايديولوجية ويقزم من خطابها التأليبي ويقلل من فرصها في تحريض الجماهير.ويقدم الحلول الواقعية للاختناقات السياسية والامنية والمجتمعية ويليق بنضالات واضحيات الشعب المصري البطل وطليعته الثورية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال الهنداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/24



كتابة تعليق لموضوع : حرب الميادين..فتنة في الافق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net