المحافظات الست والإرهاب الاسود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 على ما يبدو ان الارهاب الاسود قد عاد من جديد وها هو كل يوم ، يقوم بعمليات ارهابية ولكنها هذه المرة عمليات نوعية وجديدة ، فالإرهابي الجبان الذي تهزه كلمة الوحدة الوطنية ولا لتقسيم العراق يحاول من جديد زرع الفتنة والبغضاء ما بين مكونات الشعب العراقي .

المتتبع للااحداث الاخيرة في المشهد العراقي سيجد ان العمليات الارهابية قد ارتفعت منذ حادثة وزير المالية رافع العيساوي ، وما اعقبها من تظاهرات ثم اعتصامات مفتوحة
انا هنا لا اضع الؤم على رافع العيساوي او المعتصمين ، ولكن بعض ضعفاء النفوس وبعض التنظيمات الارهابية قد استغلت هذه التظاهرات والاعتصامات من اجل تنفيذ اجندة خارجية من بعض دول المنطقة ممن يريدون الشر بالعراق والشعب العراقي ،فكانت النتائج كارثية خلال هذه الاشهر الاخيرة ، فنجد ان العمليات الارهابية الاخيرة مرتبطة ارتباط وثيق بما يحدث في سورية وفي المنطقة العربية برمتها ، فكانت عمليات ارهابية منظمة ومنسقة في محافظات معينة بالذات وهذا هو المقلق بالموضوع فهذه المحافظات سبق وان اتهمت بإيجاد ملاذ امن لتنظيمات ارهابية تشن عمليات ضد ابناء الشعب العراقي وضد القوات الامنية العراقية ، وها هو السيناريو يتكرر من جديد عمليات ارهابية منظمة وعمليات قتل وإبادة جماعية وشن عمليات مسلحة وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة في محافظات اطلق عليها المحافظات المنتفضة .
وإذا كان كلامي فيه بعض المبالغة فلماذا الارهاب الاعمى الجبان يضرب محافظات كركوك ، وصلاح الدين ، والموصل ، والانبار ، وديالى ، وبغداد ؟
نعم الارهاب يضرب هذه المحافظات بشكل يومي ومستمر وبدون انقطاع ، والخاسر الوحيد من كل هذه العمليات الارهابية هم ابناء العراق الشرفاء الساكنين في هذه المناطق الملتهبة من ابناء الشيعة والسنة وحتى التركمان في طوز خرماتو التي تواجه اشرس هجمة من قبل تنظيمات ارهابية تحاول ابادة المنطقة بكاملها وبدون رحمة او شفقة بشيخ او بامرأة او بطفل الجميع مستهدف وبدون استثناء .
المتابع للمشهد الامني العراقي سيجد ان العمليات الارهابية تركزت في الاونة الاخيرة على اماكن التجمعات وخاصة اماكن تجمع الشباب وليس ألا اسواق ، فكانت الهجمات هذه المرة من قبل العصابات الاجرامية على ملاعب كرة القدم والساحات الخاصة بالفرق الشعبية ، التي تتواجد ملاعبها في العراء وفي ساحات مكشوفة ترابية تكون سهلة الاستهداف بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ، وبعدها كان استهداف المساجد والحسينيات وأماكن الاحتفالات الدينية بكافة انواع الارهاب الاسود من انتحاريين وسيارات وعبوات ناسفة وبعدها حان دور اماكن تجمع الشباب في المقاهي والأماكن الترفيهية بهجمات شرسة ودموية راح ضحيتها المئات من الشباب الذين لا ذنب لهم سوى انهم عراقيون يعيشون في هذا الوطن ، وحتى مشجعي المنتخب العراقي للشباب كان لهم نصيب من هذه الهجمات ضد محبي كرة القدم ، وكلنا يعرف ان سبب استهداف مشجعي كرة القدم بسبب ان كرة القدم هي الوحيدة التي وحدت الشعب العراقي ضد الطائفية المقيتة .
انا هنا احمل الجميع مسؤولية هذه الهجمات واعني بالجميع ، الحكومة والبرلمان والمتظاهرين ، لان الجميع يحاول الحصول على مكاسب حزبية وشخصية وطائفية على حساب المصلحة العامة وعلى حساب ابناء العراق ، وعلى الجميع ان يعلم ان هذه المحافظات ليست تابعة الى اي حزب او طائفة لان جميع مكونات الشعب العراقي تعيش في هذه المحافظات الغير منتفضة بل متحفظة على الاوضاع المتردية وسوء الخدمات وقلة التيار الكهربائي ، اضافة الى ضعف الاجهزة الامنية وقلة المعلومات الاستخبارية ، او بسبب نفوذ بعض الاحزاب والشخصيات في هذه المحافظات وهي احد اسباب انتشار الارهاب في هذه المحافظات  ، كل هذه الاوضاع يجب ان لا تكون سبب انتشار الارهاب في هذه المحافظات حتى نفوت الفرصة على اعداء الوطن ممن يحاولون انتهاز الفرص حتى يحققون اهداف ومطالب خارجية وليست عراقية وحتى نفوت الفرصة على الداعين لتقسيم العراق ، وتأسيس اقليم سني في هذه المحافظات ، لا تنتمي الى السنة او الشيعة او التركمان بل هي عبارة عن عراق مصغر يسع الجميع وليس ملك الى اشخاص يحاولون ضرب الوحدة الوطنية من خلال انشاء هذا الاقليم السني الذي سيكون طائفي غير وطني لأنه بني على اسس غير وطنية ، اقليم لا يرغب بباقي مكونات الشعب العراقي المتواجدة في هذه المحافظات الستة فمصيره الفشل والخيبة لان من يريد هذا الاقليم هو بعض الدول العربية التي تريد تفتيت وتقسيم العراق الى دويلات صغيرة ضعيفة مشتتة ، ولكن بحكمة الشرفاء وحب الوطن سوف نفوت الفرصة على من يريد النيل من وحدة واستقرار العراق .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/23



كتابة تعليق لموضوع : المحافظات الست والإرهاب الاسود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net