صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الشماتة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشماتة هي الفرح ببلية تنزل بمن تعاديه , والفعل منها شمت به. 
ويشمت َشماتة وشماتا , وأشمته الله به. ورجعوا شَماتي أي خائبين. 
وفي الدعاء "أعوذ بك من شماتة الأعداء" , وفي التنزيل " فلا تشمت بي الأعداء" , والشِّماتُ: الخيبة.
وهي سلوك سلبي له مضاعفاته القاسية , المرتدة على صاحبه , وينجم عن فكرة ذات طاقات إنفعالية , وتسويغات شرسة تضعه على خشبة التعبير عنها.
فالسلوك يرمز إلى المحتوى الكامن في أعماق البشر , والمصنوع بآليات وأدوات كثيرة ومتنوعة , أسهمت فيها الأيام بما حملته وأوجدته وشاركت به , من التفاعلات التي تسميها تجاربا.
ومن مَصائب العرب المعاصرة , أن أكثرهم أصبحوا من الشامتين ببعضهم البعض , وهذه أقصى درجات وآليات الإنهيار الحضاري والإنقراض الحتمي , الذي يحقق الضعف والضياع والخسران.
فأبناء الأمة صاروا يشمتون ببعضهم البعض , وما يصيب أحدهم من القهر والويل ,  يتمناه لغيره , ويساهم في صناعته بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وعلة ذلك ,  أن معظمهم  ربما بلا إرادة , كالسفينة التي تتقاذفها أمواج البحار والمحيطات , وربانها في غيبوبة وتجاهل ولا إكتراث , وعدم قدرة على إدارة دفة القيادة , لأن يديه مصفدتان  , وإرادته مقيّدة وموجهة وفقا لسطوة الأمواج , والعواصف والأعاصير الفاعلة في الحياة.
وإنه لمن الهوان , أن يتحقق هذا السلوك , ونقرأ عنه ونراه , ونشاهده عبر وسائل الإعلام , التي صارت أبواقا للشماتة والتلذذ بالوجع المتنامي.
وهذا يعني الخوف من المصير الذي يؤكده اللاوعي الصامت بأنه قادم وحتمي , فما يصيب أي بلد يصيب جميع البلدان , لأنهم أمة واحدة ومصير واحد , مهما توهموا بغير ذلك! 
فالدنيا لا تفرّق بين أبناء دولهم , وإنما تعرف حالة واحدة عنوانها : "عربي مسلم" , وإذا أصبح  عدو لنفسه ودينه وأمته , فهذا يعني أنه حقق إرادة الطامعين فيه , وتمكن من إيصالهم إلى أهدافهم بجهده وتفانيه وتضحياته , وهم سعداء فرحين منتشين وشامتين به , بما يغنمونه بلا عناء ولا أية تضحيات.
فأية سعادة هذه؟! 
وأي معضلة ومأساة أبناء أمة الضاد يصنعون!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/18



كتابة تعليق لموضوع : الشماتة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net