صفحة الكاتب : صلاح السامرائي

التجربة بين الاستيراد والابتكار
صلاح السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التجربة هي محاولة لتسخير إمكانيات وخبرات وتنفيذها على واقع زماني ومكاني بعد جمع البيانات والمعلومات التي تساعد على نجاحها في الوصول لأهداف محددة . والتجارب متعددة ومختلفة من حيث التخصص والطبيعة مثل هناك تجارب في مجال السياسة والاقتصاد والاجتماع والبناء والإدارة وغيرها  خدمت المجتمعات ورفعت من مستواه العلمي والمعاشي والخدمي وتميزت كثير من هذه الدول بتجاربها التي أثبتت جدارتها وصار لها السبق في التفوق على الآخرين أو توازت معهم بالمرتبة ومثال ذلك اليابان وتجربتها في الإدارة والاقتصاد التي تميزت وبشكل ملحوظ بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية  من إمبراطورية خاسرة ومدمرة الى قوة اقتصادية وصناعية متطورة جدا ويحسب لها آلاف الحسابات حيث جمعت المتميزين ومن لهم إمكانيات التميز وإرسالهم على شكل بعثات علمية إلى البلدان المتقدمة علميا بعد أن نزعت السلاح للحصول على شهادات وبأفضل العلوم التي تساعدهم على بناء بلدهم وأيضا استغلال ما موجود لديهم من اجل إنجاح عملية التطور بما فيها العادات والتقاليد حيث أنها حاولت أن توظف هذا الجانب لخدمة اقتصاد البلد فشجعت الاستثمار العائلي أو القبلي مع متابعة ومراقبة وتقديم المشورة إلى أن وصلت إلى مطاف الدول المتطورة وغزت البضاعة اليابانية السوق الأمريكية مما جعل الإدارة الأمريكية أمام مشكلة اقتصادية كبيرة وحصلت هذه المشكلة عندما غزت صناعة السيارات اليابانية السوق الأمريكية  وتوجه المستهلك الأمريكي لاقتناء السيارات اليابانية والعزوف عن السيارات الأمريكية مما جعل أصحاب هذه الشركات إلى اتخاذ قرار بتسريح عمالها وبإعداد كبيرة وبالتالي اجبر الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ قرار فرض الضرائب على المنتج الياباني وخارج نطاق المألوف , أن نجاح التجربة اليابانية لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة للجهود الاستثنائية والمتميزة بالتعاون فيما يخص كل الأطراف المعنية بالأمر واستغلال الخبرات والعقول الجبارة والبيانات والمعلومات الحقيقية  وتسخيرها بالشكل الأمثل هذه تجربة نابعة من الواقع الياباني .
وهناك تجارب أخرى مثل التجربة الاشتراكية المتمثلة بالفكر الاشتراكي والتي فشلت في نهاية ثمانيات وبداية تسعينيات القرن الماضي مما أدى إلى انهيارها في موطنها الأم ( الاتحاد السوفيتي ) إن أساس الفكرة في بداياتها نجحت ولكن لم تأخذ بنظر الاعتبار التغيرات الحاصلة في داخل البيت السوفيتي لأنها في حقيقة الأمر كانت مرحلية وغير قابلة للتطور والانفتاح فضلا عن ذلك لم تلبي طموح الإنسان وتطلعاته ولهذا جاءت الأطروحة التغيرية التي استقبلت بالاستحسان والقبول وهناك تجارب أخرى تبنتها دول وأنظمة وفي مجالات متعددة الصناعة والزراعة والتجارة والبناء والتعليم وغيرها من المجالات وبالتالي نلاحظ إن اغلب هذه المجالات تصب في محور رئيسي وهو الاقتصاد والسياسة فالعالم اليوم يتصارع ويتسابق على أن يكون متقدما من خلال مجال الاقتصاد وتطويره وما سواه يعتبر بنى تحتية داعمة وناهضة بالاقتصاد والسياسة ( والسياسة هنا تمثل الإدارة السليمة والصحيحة) .. من خلال هذه المقدمة نطرح تساؤل محير وهو لماذا لا نكون بلدا يبتكر التجارب ونجعل من تجاربنا منهاجا نصدره للآخرين ؟ أنا اعلم هناك معوقات كثيرة ولكن متى سنبدأ حتى تزول هذه المعوقات أم هل سنبقى مستهلكين لتجارب الغير حتى في ابسط الأمور فكل ما لدينا هو من نتاج الآخرين علما إن لدينا من العلماء والخبرات والإمكانيات والقدرات ما لم يتوفر عند الكثيرين وتهدر كل هذه أمام الأجيال تلو الأجيال والذين يستفيدون هم قلة قليلة .
يتحمل اليوم سياسي العراق مسؤولية اكبر مما تحملها الآخرون من الماضين الذين هدروا ثروات العراق ودمروا أبناء الشعب العراقي من أمثال النظام البائد وغيره لان السابقين جاءوا رغما عن الشعب وتصدوا لمواقع المسؤولية أما انتم يا حكام الشعب العراقي اليوم تمثلون أصوات شرائح مختلفة ولهذا حسابكم مع من أوصلكم لمناصبكم اكبر فكونوا على قدر المسؤولية ولو أن أبناء الشعب صدموا بواقعكم وبوعودكم المخيبة للآمال كونوا رجال سياسة بحق ليس بعقلية رجل السياسة الغربي أو الأجنبي بل بعقلية رجال السياسة المستمد أفكاره من تاريخه وعادات شغبه وتقاليدهم وهذا لا يعني تطبيقا لمفهوم الرجعية بل امتدادا لتاريخ طالما تفاخرنا نه وصدحت حناجرنا بذكره في لقاءاتنا ومؤتمراتنا ومحافلنا ويجب أن يترجم هذا الاعتزاز والتفاخر إلى حالة واقعية وممارسة بناءة تخدم أصحاب الأرض الذين صنعوا هذا التاريخ  .  قبل أيام دخلت إلى إحدى المكتبات فلفت نظري كتيب صغير جدا كثيرا ما سمعت عنه فبادرت إلى اقتناءه وهو رخيص الثمن أو كما يقال بخس الثمن ولكن فيه الكثير مما نحتاجه اليوم وبالأخص قياداتنا وسياسيينا وبرلمانينا وهو ( عهد الإمام علي ع لمالك الاشتر ) لا أريد أن أخوض في مضمون الكتيب فهذا العهد موجود في نهج البلاغة  ولكن وجدت فيه ما نسعى إليه اليوم من إيجاد شخصيات تتميز بصفات ذكرها الإمام علي كرم الله وجهه لأحد ولاته عندما ولاه على مصر وهو مالك الاشتر ليبين له كيف يتعامل مع الجماهير وكيف يختار عماله وقواد جنده والبحث يطول فكانت أمنيتي أن يقتني كل من يعمل في مجال القيادة والسياسة ويتحمل مسؤوليات تقضي حوائج المجتمع هذا الكتيب ويحاول تأديب نفسه على هذه المضامين التي نفتقدها وهذه الأمنية تشمل الجميع بدون استثناء العربي والكردي والمسلم والمسيحي والسني والشيعي الديني والعلماني وكل الطوائف والتوجهات فهو دستور إنساني قبل أن يكون إسلامي فهو ليس حكرا على احد او مختص بشريحة تنظيمية معينة وهذا في متناول اليد أكثر من 1400 لكن هل حاولنا أن نستمد منه العون على إصلاح ذات بيننا من المؤكد لا لأنه كبقية تاريخنا الذي يرجع إلى 6000 سنة قبل الميلاد وهو موضع للتفاخر ليس الا وما يحدث اليوم من مسؤولينا لاينم على إنهم أصحاب هذا التاريخ الطويل واستحضر        هنا ما شاهدته على قناة الفيحاء قبل أيام تقريرا عن الأوضاع في محافظة الديوانية حول التظاهرات التي تطالب بتوفير الخدمات وذهب على أثرها ضحايا وإذا بمسؤول اللجنة الأمنية لمجلس المحافظة يذكر إن وراء هذه التظاهرات تقف أجندات خارجية . 
سيدي المبجل هل تذكر وضعك قبل الانتخابات هل نسيت من أوصلك لهذا المنصب أذكرك هم أنفسهم الذين تدعي بوقوف أجندات خارجية وراء تحركاتهم ومطالبتهم بحقوقهم التي ءاتمنوك وغيرك عليها فكن منصفا ولو بالكلام . 
( وخير الناس من نفع الناس ) 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/15



كتابة تعليق لموضوع : التجربة بين الاستيراد والابتكار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net