صفحة الكاتب : انس الساعدي

" الكابوتين " و " الكنتوري"
انس الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الملف الامني ، القتل بدم بارد ، التفجير والتفخيخ ، استهداف كل شيء متحرك ، كل هذا يحدث وما من حلول ، تسائلنا وتحدثنا وتوسلنا حتى ان تجد حكومتنا الموقرة حلولا جذرية لحفظ دمائنا وما من مجيب ، وقف الايتام وصاحوا بصوت واحد " نطالب بدماء ابائنا " وما من مجيب ! لذا سنفترض ان هناك قاض عادل لنرفع له شكوانا ، وآلامنا وصيحاتنا ، ليحكم بيننا ، الطرف الاول : نحن المواطنين الابرياء الذين خرجنا بقضنا وقضيضنا للاقتراع يوم كانت الحكومة امس الحاجة لاصواتنا كي ينتصب المنتصب على كرسي المنصب ، شيوخنا واشبابنا وحتى الاطفال الذين لا يحق لهم التصويت ، خرجوا معنا يهللون لهذا العرس الديمقراطي 
الطرف الثاني : الحكومة ، مناصب ، سيارات فارهه ومدرعة ، تبريدها يجعل المسؤول يرتجف رغم ارتدائه بدلة ايطالية كلفته خمسة الاف دولار ، من " النثرية" الخاصة به ، لا يقفون في طوابير التفتيش كما نفعل ، لا ينتظرون تحت شمس تموز المحرقة في مكان للانتظار فامورهم تسير رغما عن انوف الجميع ، وفوق كل هذا لديهم حصانتان اثنتان ، الاولى الحصانة الدبلوماسية التي منحها لهم البرلمان ، والثانية ان كل واحد فيهم لديه جنسيتان ، الاولى غير عراقية وهي الاقرب الى نفوسهم والثانية عراقية يتسلمون فيها امتيازاتهم ومخصصاتهم من ميزانية الدولة .
الطرف الاول : لا يمتلك أي حصانة تذكر سوى رحمة الله والستر والعافية ، واحيانا يفتقد احد هذين الميزتين لسبب ما فلا يجد من يعينه ، في هذا الطرف يقبع اليتيم والارملة والمعوز وذوي الدخل المحدود ومن ليس لديه دخل ايضا ، بينما يشمخ في الطرف الاخر الوزراء والمدراء والبرلمانيين والقادة العسكريين ، وجميع هؤلاء غير مشمولين بـ ( طباخات الرطب ) ولا بـ ( شمس الباكلا ) ولا بقيض تموز ولا حرّه اللاهب ، فبيوتهم مكيفة بسبلتات (كنتورية) تجعل درجات الحرارة في البيت مقاربة لدرجة الحرارة في سيبيريا ، فضلا عن المسابح الالمانية والمطابخ الفرنسية والسيارات الامريكية ، والملابس التركية ، والاحذية الاسبانية .. بيوتهم مصداق حقيقي للعولمة ..
اما نحن يا سيادة القاضي ، فتؤلمنا البقّة ، وتقتلنا الشهقة ، كما يقول سيد البلغاء ، نتوسل اليك ان تنصفنا ولو بكلمة ، الى الله المشتكى ولكن احكم بيننا وبينهم .. فالعولمة لدينا موجودة فقط في الادوية التي تساعدنا على العيش في هذا البلد ، حبوب السكّر سويسرية ، وكبسولات القرحة ، انكليزية ، وحبات تحت اللسان فرنسية ، والكابوتين للضغط ,هذه هي عولمتنا وتلك عولمتهم فاحكم بيننا لئلا نموت كمدا. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انس الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/11



كتابة تعليق لموضوع : " الكابوتين " و " الكنتوري"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net