صفحة الكاتب : علي وحيد العبودي

الريس مرسي طار!!
علي وحيد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد اختلف مع الكثير ممن حزنوا يوم تولي محمد مرسي الرئاسة في مصر، فقد كنت اكثر الناس فرحاً بذلك، كوني على يقين ان هذا الرجل سيدفع بام الدنيا الى مصير مجهول. وموقفي هذا لايعني التشفي بهذه الدولة الحبلى بالحضارات وعراقة التأريخ. لكن اقولها بصدق لو لم يتبوء محمد مرسي كرسي الرئاسة في مصر لجهل الكثير من الناس افعال الاخوان والسلفية في مصر.
الحمد لله عرف الشعب المصري بل كل الشعوب العربية والاسلامية هذه التنظيمات الدينية المجوفة والتي تنظر بعين واحدة وتلغي جميع من حولها شريطة انتماء الناس اليهم ليؤثروا في عقولهم وافكارهم.
مرسي الذي يعتبر خامس رئيس مصري بعد الانقلاب على النظام الملكي، اُعلن عن فوزه يوم 24 حزيران من العام الماضي بعد ان كان مرشحا احتياطيا لخيرت الشاطر. ونتيجة لوجود الكثير من المعوقات القانونية التي اعاقت ترشيح الشاطر تم الاتفاق بين حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمون على ترشيح مرسي في الانتخابات.
وما ان تولى مرسي رئاسة مصر حتى  واجه صعوبات كبيرة في ادارة امور الدولة بعد ان اجمع الكثير من السياسيين والتيارات الموجودة في هذا البلد على ضعف ادارته للملفات المهمة ، خصوصا ما يتعلق  بالاقتصادية منها . حيث لم يضع مرسي أية حلول للبطالة والفقر الذي اصاب اكثر من 80 بالمئة من الشعب المصري.
ونتيجة لهذا التقصير في ادارة امور البلاد افرزت مرحلة حكمه اخطاء سياسية واقتصادية كبيرة وقع فيها (الريس) نتيجة انغلاقه وانصهاره في بودقة الاخوان والعمل بتوجيهاتهم التي تُجبر جميع فئات الشعب المصري بالانتماء اليهم والعمل بمشروعيتهم كما يسمونها.
فقد اصدر مرسي قرارات كثيرة كانت مثار جدل في مصر حيث اعلن بعد اقل من شهر على توليه الحكم بالغاء حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان وعاد مرة اخرى وتراجع عن قراره. كما قرر اقالة النائب العام في مصر وعينه سفيرا في الفاتيكان الا انه رجع عن قراره هذا ايضا. بعدها الغى الاعلان الدستوري المكمل واقال رئيس اركان الجيش في قرارات سريعة ومفاجئة. 
كل هذه القرارات والتراجع عنها وضعت مرسي في موقف لايُسحد عليه امام شعبه، الذي لم يرتضي الا بازاحته في اكبر تجمع شهدته مصر عبر تاريخها السياسي دعت له كل التيارات والاحزاب المعارضة يوم 30 من حزيران الماضي 
ان الشرعية التي تكلم عنها مرسي جلبت الخراب واوقعت الكثير من  الضحايا في الشوارع بل عمد الاخوان والسلفية الى تغييب ومحاربة الاقليات في مصر وخير شاهد يكشف زيف شعاراتهم تلك  الوحشية التي تعاملوا فيها مع ابناء جلدتهم عندما قتلوا الشيخ حسن شحاته ورفاقه ومثلوا في جثثهم بمشهد مخزي جدا لم يمثل اهمية للرئيس المخلوع عندما تكلم في خطابه الاخير لمدة ساعتين تقريبا دون ان يذكر هذه الجريمة التي يندى لها جبين الانسانية.
المهم سقط مرسي ورحل دون عودة كما سقط مبارك قبله وادرك الشعب ان امامه الكثير من العمل والبناء لنسيان الفترات الظلامية التي عاشها ايام حكمهما بعد ان اثبتا برغم اختلاف توجهاتهما انهما وجهان لعملة واحدة.
 
ALIKHASSAF_2006@YAHOO.COM

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وحيد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/07



كتابة تعليق لموضوع : الريس مرسي طار!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net