صفحة الكاتب : فراس حمودي الحربي

حوار لم تنقصه الصّراحة مع " الأديبة الدكتورة سناء الشعلان "
فراس حمودي الحربي
الحوار الفائز بالمركز الثالث بمسابقة شبكة أنباء العراق السنوية الدولية لعام 2013 وإيقاد الشمعة الخامسة للشبكة – حاورها الكاتب والصحفي " فراس حمودي الحربي " ...
 
 
" سناء الشعلان " -  امرأة تعرف كيف تجعل من القصة غيمة أو سماء أو أرضاً أو حلماً أو حقيقية ، هي امرأة الحكاية ..
" سناء الشعلان " - الأصعب هو أن نكون أنفسنا ..
" سناء الشعلان " - الأدب هو الوجه الحقيقي " لسناء الشّعلان " دون أقنعة ..
" سناء الشعلان " - الحياة بلا حبّ مهزلة كبرى لا معنى لها ..
 
مــــقدمة لا بــــــد منـــــــها ...
................................................ ///
الأديبة " د.سناء الشّعلان " ترى العالم من منطلق الحكاية  ، وتفهمه من زاويا متغيرات الشخوص والزّمان والمكان ، فتتعالق معه من " زاوية الأزمة , والحبكة والنّهايات المقنعة " ، ولذلك نقلت العالم إلى قصصها ، والقصص إلى العالم - كتبت القصة القصيرة ، وهي في الخامسة من عمرها  وكتبت الرواية وهي في الثامنة من عمرها ، ثم طفقت تبري كلمتها وتشجّبها ، فتخصصّت في أدب اللغة العربية ، وحصلت على درجة الدكتوراه فيها ، ولكنّها على الرّغم من ذلك ظلّت طريدة القصة وبغيتها - تارة هزمتها القصة ، وتارة هزمت هي القصة ، حتى غدت عرّافة من عرّافاتها ، أنّ شاءت دخلت دنيا القصة ، وفاضت منها على الواقع بحكاياها التي لا تخجل من أن تفضح المسكوت عنه ، ولا تخاف أن تصرخ في وجه الاستلاب ، ولا تتردّد في أن تصفّق لكلّ جميل ، ولو ذلك كان فراشة تطير نحو الشّمس المحرقة ...
لذلك أقول الكتابة لمن نحترمهم أمر صعب ومهما كانت جودة الكلمات ومعانيها فلن تأتي بقدر ما تحمله القلوب من محبة ووفاء وفخر – والتواصل معكم حق ونسيانكم محال والسؤال عنكم واجب ...
 
 
س - الدكتورة " سناء الشعلان " وإن كانت غنية عن التعريف لكن هل لنا بنبذة بأسطر ؟
-أستاذة جامعية أردنية من أصول فلسطينية تحمل درجة الدكتوراه في الأدب الحديث ، وتدرّس في الجامعة الأردنية منذ تخرّجها ، حصلت على الدكتوراه بدرجة الامتياز في سن مبكرة وهي في سن 25 سنة ، وبذلك كانت من أصغر حملة للدكتوراه في الأردن وفي الجامعة الأردنية في كادرها ، وكذلك كانت أصغر أردنية على الإطلاق شملتها اللجنة الوطنية لشؤون المرأة في برنامجها الوطني العملاق حول النساء الأردنيات المؤثرات والبانيات من هي في الأردن ...
 (http://jordan.hosting.kvinfo.dk/ar/glossary?page=1  ، كما أنّها حاصلة على لقب " واحدة من أنجح 60 امرأة عربية مؤثّرة للعام 2008" ضمن الاستفتاء العربي الذي أجرته مجلة " سيدتي" الصادرة باللغة العربية واللغة الانجليزية ، هي لا تزال في الثلاثين من عمرها ..
 " روائية , وقاصة , وباحثة , وكاتبة مسرح , وأدب أطفال "، وحاصلة على نحو50 جائزة عالمية وعربية ومحلّية في حقول الإبداع المختلفة ، ولها أكثر من 46 مؤّلف مختلف ، كذلك هي ممثلة لكثير من الجمعيات والمؤسسات العالمية في الشّرق الأوسط ، ومثّلت الأردن في كثير من المحافل العربية والعالمية ..
حاصلة على درع التميّز للطالب المتميّز أكاديميّاً ، ودرع الأستاذ الجامعي المتميّز إبداعيّاً في الجامعة الأردنية لأكثر من سنة ، وهي شريك في كثير من المشاريع الإبداعيّة العربية لاسيما مشروع الأطفال الذين أضاءوا الدّرب" مع العديد من الدول العربية والأوربية ، " الشعلان " مراسلة لكثير من الصّحف والهيئات الإعلاميّة في الوطن العربي وفي أستراليا ، فضلاً أنّ لها أعمدة صحفية ثابتة في كثير من الصّحف العربية ...
 
س - لكِ كتابات عديدة في المجال الأدبي ما هي الأقرب لك ؟ وهل الدكتورة " الشعلان " راضية عن نفسها في هذا المجال الأدبي ؟
- أعتقد أنّ رواية " أعشقني " هي الأقرب إلى نفسي ، في حين أنّ المجموعة القصصيّة " تراتيل الماء " هي افتخار عقلي وموئل رضاي النّقدي ؛ ففيها أرى نضوج حالتي الإبداعيّة إلى أكثر حدّ بلغته في الوقت الحاضر، أمّا رواية " أعشقني " فهي أعظم تجليات سموي الرّوحي وتحليق خيالي ، هي إيّاي في صور من الصّور الملبسة الصعبة الالتقاط والبوح - أمّا الرّضا عن المنجز الإبداعي ، فهو أمر صعب المنال والإدراك ، فالأدب جوهرة في حالة قلق وعدم رضا وبحث عن الأسمى ، وهذه حالة لا تعرف الإشباع أو الحدّ أو الارتواء أو الوصول - دائماً سأظلّ أركض خلف الأجمل والعمل العظيم المنتظر الذي لم ألده بعد ...
 
س  – الدكتورة " سناء الشعلان " كيف تصفين لنا كل من العبارات والأسماء الآتية  ؟؟
1 –  الإنسان  - أمي 
2 – السفر  – درس كبير 
3 – الحب - جنّة الله على الأرض
4 – الكراهية - وظيفة الأرواح القبيحة
5 – الموسيقى - صوت السّماء الطّاهرة
6 – القصة - العالم مختزلاً في سطور
7 – الشباب - مطواعة الجسد على أمنيات الرّوح
8 – كتاباتك -  دليلي على أنّني على قيد الحياة
9 – سناء الشعلان -  امرأة إنسانة ، وإنسانة امرأة
10 – الشيخوخة  -  قلب عجز عن العطاء والحبّ
11 – الجنون - حالة صدق في هذا العالم الكاذب
12 – الخيانة - سلوك طبيعي عند أصحابها
13 – الإخلاص - الانتظار على حدّ السّكين
14 – التذمر - موقع لا جمالي من قبح العالم
15 – اللامبالاة - ما يستحقّه الحاقدون والحاسدون
16 – الرأي والرأي الأخر - صراع بشري بالكلمات
17 - الربيع العربي - أبواب جهنم المشرعة على الدّمار
18 – الإنسانية - نادرة جداً
 
س  – ماذا تعني لك النرجسية والغرور وهل أنت نرجسية ومغرورة ؟
- تعني لي أنّ يعتقد الإنسان أنّه الكائن الوحيد في هذا العالم ، وهذا يبرهن على أنّه مصاب بالعمى والخبل ، أنا لست مغرورة أبداً ، ولست نرجسيّة ، ولكنّني أحسن الإخلاص لنفسي واحترامها ، وفكرتي عن نفسي عالية وكبيرة ، ولذلك أحرص على أن أسمح لنفسي بأن تغيّر فكرتها عن ذاتها ، وهذا أمر يستنفذ الكثير من وقتي وجهدي وعملي وإخلاصي كي أكون إيّاي ، فالأصعب هو أن نكون أنفسنا ...
 
س - من وجهة نظر الدكتورة " سناء الشعلان " هل ترى أنّ الشّخص بإمكانه أن يصبح كاتباً وأديباً في فترة أسبوعين فقط ؟ وهل يكون ناجحاً ؟
- لا أحد يستطيع أن يكون أديباً لا في شهر ولا في دهر ، الأدب والموهبة هي هبة سماويّة نولد بها ، أو تولد بنا ، نحتاج العمر كلّه لنعيش لأدبنا وبه ، أمّا فكرة الأيام والأسابيع فهي مواقيت زمنيّة خارجة عن جوهر الموهبة وسيرورتها وممكناتها ...
 
س  – أثناء مسيرتك الأدبيّة والفكريّة مهما كانت مدتها قليلة أو كثيرة - ماذا وجدت " الشّعلان " من خلال تلك المسيرة ؟
- وجدتُ أنّ الأدب يستغرق المبدع بشكل كامل ، ويحتلّه دون منازع ، ويكون هاجسه الدّائم ، ويملك عليه روحه ونفسه وذاته وكلّ وقته ، الأدب يغدو الذّات السّرية والحقيقة للمبدع ، وهذا شأني - الأدب هو الوجه الحقيقي " ولسناء الشّعلان " دون أقنعة ...
 
 
س – مؤخراً كثر لدينا وعلى عموم الوطن العربي الشّعراء وكتاب الرواية والقصة كيف ترى " الشّعلان " الشّخص الذي يسرق القصيدة أو القصة أو الرواية ويقوم بتقديم وتأخير وحذف وإضافة كلمات وعبارات منمقة حتى تنسب له ؟
– هؤلاء لصوص من العيار الرّديء ، يسقطون في الظّل منسين ، ولا قيمة للحديث عنهم ، وأن نذروا أنفسهم للنّسيان بعيداً عن سِفْر الأدب والأدباء ...
 
س – في ظل النّجاحات التي تميّزت بها " الدكتورة الشّعلان " , وهذا أمر مشهود لها في السّاحة الأدبية العربيّة والعالميّة - ماذا تختار في حياتها لو رجعت عقداً من الزّمن ؟ هل تختار طريقاً آخر غير طريقها الحالي ؟
- لو عاد الزّمن بي إلى الخلف لاخترتُ أن أكون في حضن الرّجل الذي أعشقه ، ولهجرت الأدب والعمل الأكاديمي دون ندم أو لحظة ترّدد - الشّهرة والأدب والعمل الأكاديمي سرقتني منّي ، وسرق منّي من أحبّ ...
 
س  – حسب معرفتي" بالدكتورة الشّعلان " توجد لديها أسماء رجال ونساء تحمل لهم شيئاً من الخصوصية هل لنا معرفة ماذا يعنون لك بصراحة مطلقة ؟؟
1 – الدكتور علاء الجوادي - أمير شريف في زيّ شاعر وأكاديمي ودبلوماسي ورجل دين .
2 -  الكاتب والروائي نجيب محفوظ  - رفيقي الجميل في عالم البحث الأكاديمي .
3 – الدكتور علي ألقاسمي - علاّمة اللغة العربية وسيد القصة العربية.
4 – الأديبة كوليت خوري - امرأة مهر أصيلة.
5 – الدكتور عدنان الظاهر - أب خرافي بأجنحة من نور باذخ الجمال .
6 –  المبدع أحمد طوسون -  مبدع جميل روحاً وأدباً وإلتزاماً وحضورا .
7 – الكاتب والصحفي جمال الطالقاني – وان لم اعرف عنه الكثير لكن ما اعرفه إعلامي ناجح ومحب للخير والعمل الإنساني .
8 – الروائي أحمد ألكبيري -  روحه العملاقة قادرة على التقاط أدقّ المشاعر الإنسانيّة في هذا الكون . 
9 – المبدع بقادي الحاج - معجونٌ بالرّقة والجمال ورائحة السّودان العظيمة المعطاءة الخيّرة .
10 – الأديب د.جمال بوطيب -  يحيك الحياة ببراعة فيما يكتب ، ويصنع من المشاعر طوق كلمات لا يخرم .
11 – الأديب د.خالد السليكي - خارج عن الزّمن ، بل هو زمن بحدّ ذاته ، ولذلك فهو فوق التصانيف ؛ لأنّه معيار للمعايير ، وحالة رجولة وإبداع وإنسانيّة في حالة المثال والمبتغى المستحيل .
12 – الإعلامي طارق  المادح -  يتقن الحقيقة قولاً وقعلاً وتقديماً وجمالاً .
13 – الأديب خيري حمدان -  اللغة ملكه ووصيفته أنّ ذهب وشاء .
14 – الأديبة رشا فاضل - مبدعة حقيقيّة بقلم لا يعرف المقايضة أو أنصاف الحلول .
15 – عازف الكمان العالمي  دلشاد محمد سعيد - قيثارة السّماء في الأرض .
16 – الأديب ساسي حمام -  ساخر بامتياز من القبح والشرّ والتهافت،هو نصير الأجمل .
17 – الفنّان لطفي بوشناق - رجل في كلّ شيء حتى في فنّه .
18 – الكاتب والصحفي فراس حمودي الحربي -  يمامة طاهرة جميلة لا تغادر الفردوس إلاّ لتعود إليه محمّلة بكلّ جميل ونقي وخيّر .
19 – الأديب حسن سليفاني -  بلبل كردي يعرف كيف يصدح بصوت الحياة رافضاً الموت والظّلم .
20 - الشّاعر زين العابدين الشّيخ -  يجيد أن يحفر الوطن في قصيدة .
21 - شبكة أنباء العراق - أرض للحرية والحقيقة تنبض في العالم الافتراضي والحقيقي وما حققه شخص مديرها العام ورئيس مجلس الإدارة " السيد جمال الطالقاني " في مجال الصحافة والإعلام والعمل الإنساني من خلال الوقفة الحقيقية في تأسيس جمعية الإيثار الإنسانية لإغاثة مرضى الثلاسيميا " فقر دم البحر الأبيض المتوسط " .
22 - مؤسسة أقلام ثقافية للإعلام الحرّ - قلم منارة في عالم ينقصه الكثير من النّور تسير بهدوء وحذر نحو أفق ثقافي وإعلامي وإنساني حسب علمي - كون " سناء الشعلان " هي ممثلة لتلك المؤسسة في المملكة الأردنية الهاشمية .
 
س –  في كلّ عام تنطلق المسابقة الشّعريّة " شاعر المليون " وأيضاً مسابقة " أمير الشّعراء " ومسابقات أخرى - هل ترى " الدّكتورة الشّعلان " أنّ اللجان التّحكيميّة  تكون بالمستوى المطلوب في مسابقات هكذا ؟ وما هو رأيك بتلك المسابقات ؟ وهل الفائزون  يستحقون الفوز ؟
-  من الصّعب الحكم على هذه الأمور دون دراسة مستفيضة مدعّمة بالأدلّة والبراهين ، ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنّ كثيراً من الأسماء الإبداعيّة العربيّة المهمة والمشهورة والمحترمة قد كانت انطلاقتها من مسابقات مشابهة - وعلى كلّ الأحوال الزّمن هو الكفيل بفرز المبدعين ...
 
س  – هل درست الدّكتورة " سناء الشّعلان " الأدب ؟ وهل درسته عن قناعة كاملة وكافية ؟
- لقد أفنيت كلّ أوقاتي في دراسة الأدب ، بل تخصّصي الجامعي وعملي الأكاديمي هو في حقل الأدب ، وهذا من حسن حظّي ، أن أعيش وأتخصّص وأعمل فيما أحبّ وأعشق ، أعني الأدب ...
 
س  – مدى قرب " الدّكتورة الشعلان " من الأدب العراقي مقارنة مع الأدب الأردني ؟
-  الكثير يعتقد أنّني عراقيّة لشدّة قربي من العراق شعباً وثقافة وإبداعاً ونقداً ، بل إنّ لهجتي المحلّية غدت عراقيّة لطول عشرتي للعراق والعراقيين ، وهذا أمر أعتزّ به . فمن لا يعتزّ بأن يكون عراقيّا ً؟! ...
 
س – " الدّكتورة الشعلان " قمت بزيارة العديد من الدول لا سيما العراق وبلدك الأردن - هل لنا بشكل مبسط ماذا تحمل " الدكتورة الشعلان " في داخلها عن تلك الدولتين ؟ وأيضاً كانت لك دعوة أو أكثر في إقليم كوردستان العراق ؟
- أنا كرديّة الهوى والقلب ، وأعتزّ بذلك ، وبه أفاخر ، " أمّا العراق , والأردن فلا فضل ليد على يد أو عين على عين أو أذن على أذن في الجسد الواحد ، بلاد العرب أوطاني ، والعراق هي قلب الأمة النّابض " ، حماه الله من كلّ شرّ ومكروه أمين رب العالمين ...
 
س  – كيف كانت طفولة " سناء الشعلان " ؟ وهل مرت بمرحلة مراهقة ؟ وهل لدى " الشعلان " حب فاشل في حياتها ؟ وهل تخطت " الدكتورة الشعلان " تلك المراحل بسهولة أو كان فيها الشّيء الصّعب لاسيما في مرحلة المراهقة والحبّ الفاشل أن وجد طبعا ؟
-  طفولتي كانت ممتدّة أكثر ممّا يجب ، فقد بلغت عمر السّادسة عشرة ولا أزال ألعب بالدّمى والعرائس ، أمّا فترة المراهقة فلا أملك الكثير عن هذه الفترة من عمري ؛ لأنّ طفولتي كانت طويلة ، ثم ذهبت بعدها مباشرة إلى الجامعة ، فوجدت نفسي شابة ناضجة على مقعد جامعي ، لكن أعماقي بقيت خليطاً من طفولة شقية ومراهقة تنتظر لحظة مجنونة مع حبيب لم ألقه بعد ؛ لتتجلّى بكلّ جنونها وعنادها  ..
لم أعش قصة عشق ، ولم أفشل في أيّ حبّ ، ولكنّني فكرت في العشق ألف مرّة ، وحضّرت له الكؤوس والهدايا وأطواق الياسمين ، وبحثتُ عنه طويلاً ، وصرّحت دائماً للأهل والأصدقاء بأنّني أبحث عنه ، وانتظرته ، وتخيّلته يأتي من كلّ  الجهات ، وتساءلتْ طويلاً كيف سيكون من سأحبّ ؟؟!! لكنّه ما جاء بعد ، على الرغم من أنّني ادخرتُ له أشواق العمر وحكايا العشق ولحظات التمنّي ، وما أزال أنتظره ...
 
 
س  – ذكرتِ أعلاه موضوع السّفر ، والآن أقول لكِ :
 قمتِ بجولات ثقافية كثيرة ومتعددة في مصر , وتونس , والمغرب , والإمارات العربية المتحدة , واستراليا , وغيرها - فماذا تقولين عن تلك التّجربة ؟   
- أقول عن هذه التّجربة إنّ البلاد العربية متشابهة في ظروفها على الرّغم من الاختلاف الظاهري ، لذلك تشعر في كلّ أصقاع الوطن العربي بنفس المشاعر والحاجات والآمال والانكسارات والتطلعات ، الأشياء لها نفس الطعم في كلّ إنحائه ، الفقر ذاته والغنى الفاحش ذاته ، الحالمون ذاتهم ، والغيلان ذاتهم ، الآمال ذاتها ، والمعطيات القاهرة والمهبطة ذاتها ، إذن كلنّا في الهمّ شرق ، الجغرافيا هي فقط من تختلف ، وبعض روافد الحياة الشكلية تتباين ، وتتأرجح تفاصيل المشاهد بين التشابه والاختلاف والتناقض ، ولكن المشهد العام ذاته تقريباُ - لذلك إذا استثنينا بعض الظروف الإقليمية الخاصة وبعض الظواهر الشكلية والأسلوبية والموضوعية فإنّنا أمام مشهد ثقافي واحد تقريباً ...
 
س  –  لو وُجّه لكِ نصٌ كلاسيكيٌّ - كيف تتعاملين معه ؟
- أتعامل معه بمنطق الإبداع ، ولا شيء غير الإبداع ، فالنّص الحقّ يفرض نفسه دون محدّدات التّصنيف ...
 
س – لك كتابة والموسومة " رسائل ليست من ارض المغفرة والرحمة " لماذا اخترت هذا العنوان ؟ وهل للعنوان تأثير في داخلك ؟
-  هذه نصوص كتبتها للرّجل الذي أعشقه ، أو الذي كنتُ أعشقه ، أو الذي يمكن أن أعشقه في يوم ما ، لا تهمّ هذه التّفاصيل ، ولكن الشّيء الأكيد في هذه النّصوص ، والمهم في رأيي أنّها صادرة عن صدق شعوري لا صدق فنّي فقط ، ولذلك هي تتجرّأ لتوصّف نفسها بكلّ ما تحمل من حرقة وحرمان واحتياج المبدع عندما يكتبُ بحرقة تنبض معه كلّ القلوب ، وهذا سرّ نجاح هذا النّص وشهرته وتعاطي الكثيرون معه ...
 
 
س  – سؤال سبق وأن طرحته على الدكتورة " أنعام الهاشمي " من خلال مشاركة معها في حوار ، واليوم أطرح السّؤال نفسه على الدّكتورة " سناء الشّعلان " : كيف تعرفين الترجمة والتعريب " ؟
- الترجمة باختصار هي محاولة صادقة للمشاركة البشريّة في أسمى أشكالها الثقافية ، أعني شكل الكلمة بعيداً عن غطرسة تباين اللغات ، وسطوة اللهجات ، الترجمة هي أن تنبض البشرية بقلب واحد وإن اختلفت الألسن ، وتمايزت الأصوات ...
 
س  – كيف تتعامل " الشعلان " مع قراصنة النتاج الأدبي والثقافي ؟ وبشكل خاص إذا كان النتاج عائد لها ؟
-  لهم المال ، ولنا الخلود ، إذن هي قسمة عادلة ، ولو بعد حين - الكلمة لا يمكن أن تُسرق ، وكلماتي لا تبيت خارج حضني ، ولا تعقّني أبداً ...
 
 
 
س– هل لديك توجه سياسي ؟ وإن وُجد ماهو هذا التوجّه ؟ وهل أنت مقتنعة بالتوجهات السياسية بشكل عام ؟
- أحتقر السياسة والسياسيين ، السياسة مهنة الكذابين ، وكثيراً ما يحترفها السّفلة ، ولذلك منهجي أن لا أسير في درب السّياسة ، ومبدئي في الحياة – " الحق , الإخاء , العدل ,المساواة " لكلّ البشر دون استثناء ...
 
 
س – هل لديك مشاركات في منظمات المجتمع المدني ولاسيما مع منظّمات حقوق المرأة والدّفاع عنها ؟ 
-  نعم أنا ناشطة جدّاً في المنظمات الحقوقيّة والدفاع المجتمعي ، ومعنية بالإنسان في كلّ مكان ، وأفخر بشكل خاص بعضويتي في مركز التأهيل والحريات الصّحفيّة CTPJF ، وبقيامي بوظيفة التنسيق الرّسمي له في الأردن  ...
 
س  – كيف ترى  الدكتورة " سناء الشعلان "  ؟؟
" العنف ضد النساء , العنف ضد النساء , العنف ضد الأطفال , العنف ضد الحيوان " ...
وما هو السبيل لوضع الحلول الناجعة لغرض التخلص من جميع أنواع العنف ؟
- ليس لذلك سبيل سوى العدل والتربية القويمة التي تخلق جيلاً جديداً يتقن الحياة والمحبة والتّواصل والخير ...
 
 
س – الدّين الإسلامي الحنيف يقول الغناء والموسيقى حرام أو غير محبب لدينا كوننا نعيش في مجتمع شرقي ، ووفق معرفتنا الموسيقى هي غذاء الروح - من وجهة نظرك - وإن كان السّؤال فيه شيء من الحساسيّة - ما هو الأفضل سماع الأغاني والموسيقى , أم سماع صوت الرّصاص والمدافع والقتل والقنابل والمزايدات على السّلطة ؟
- لست مخوّلة بالإفتاء ، وهذا أمر كبير، لكنّني أعلم تماما أنّ الله يحبّ الأشياء الجميلة الخيّرة  ، ولا يمكن أن يحرّم الجميل الخيّر، وكثير من فقهاء المسلمين قد أفتوا بأنّ الموسيقى والغناء ليست حراماً وفق شروط محدّدة - أنا شخصيّاً لا أقبل بفتوة تحريم الموسيقى والغناء ، وأستمتع بهما دون خوف من غضب الرّب من ذلك ؛ فالله العظيم لا يغضب من الأشياء الجميلة ، وبالتالي هي أفضل وأنقى من دوي الانفجاريات والقتل والصراعات على الكرسي ...
 
س – أجمل لغة حسب ما اعرف ويقال أيضا هي لغة الألوان من خلال " الرسومات , والورود , والموسيقى " ماذا تقول " الشعلان " في هذا ؟
- أقول إنّ أجمل لغة هي لغة الحبّ ، وهي لغة تمتدّ في كلّ شيء وإلى كلّ شيء ، وتتسع لتشمل كلّ ما في الحياة من جمال إلا وهي " الرسم , والورود , والموسيقى " هذا هو الحب والجمال الحقيقي ، الحياة بلا حبّ مهزلة كبرى لا معنى لها ...
 
س  – الأدب العربي بشكل عام كيف تراه اليوم الدكتورة " سناء الشعلان " ؟
- أراه كالواقع العربي حيران مضطرب قد أضاع بوصلته ، ولا يعرف أين الطّريق " تتجاذبه الطّرائق , والاتجاهات , والنّوازع , والأسباب والجهات " ، والله وحده يعرف أين يكون موئله ...
 
س -  كيف ترى دكتورة " سناء الشعلان " برنامج يوم بيوم الذي استضافك في وقت سابق ؟
- أراه مساحة جميلة للتّواصل مع المتلقي ، فطوبى لكلّ المساحات الجميلة في هذا العالم ، وما أشدّ حاجتنا إليها ! ...
 
 
س – كيف ترى " الدكتورة الشعلان " الأدب النسوي العربي , والغربي , والأوربي ؟ وهل وصل الأدب النسوي العربي إلى مبتغاه الحقيقي في ظل تلك التغيرات التي عصفت بالعالم العربي  ؟
- لا أؤمن بشيء اسمه الأدب النّسويّ ، إنّما أؤمن بأنّ الأدب منتجٌ بشري راقٍ أأنتجه رجل أم امرأة ، وفي الظّروف العربيّة الحاضرة أراه قلقاً حائراً لا يعرف طريقه أو مبتغاه تماماً مثل الإنسان العربي في هذا الواقع القاهر القلق المتخبّط ...
 
 
س – ما هو رأي الأديبة الدكتورة " سناء الشعلان " بالكادر الشبابي ؟
- الشّباب هم القادم الأجمل ، وأنا لا أصدّق ولا أؤمن إلاّ بالشّباب ؛ فهم الممكن الأجمل ...
 
 
س  – يوجد لدينا العديد من الطّاقات الشّبابية ذكوراً وإناثاً لديهم القدرة الممتازة في تقديم النتاج ، إذ تفوّق الكثير منهم على الأكبر سنّاً منهم من الأدباء والكتّاب ! لكن بالمقابل نرى الكثير من الشّباب - من كلا الجنسين - عندما يكتبون قصيدة أو قصة أو رواية يحاولون الانطلاق من الكتابة الخادشة للحياء والعبارات الإباحية ؟ ماذا تقول الدكتورة " سناء الشّعلان " في ذلك ؟ 
- أقول إنّ الجرأة لا يمكن أن تكون وقاحة ، وإنّ النّجاح والشّهرة لا يأتيان من باب الابتذال ، والمفرقعات المتعريّة لا تتجاوز زمن افتعالها ، البقاء للأدب الحقيقي الملتزم ، والابتذال لا يصنع أدباً عظيماً ولا مبدعاً حقيقيّاً ، والجرأة لها مواضعها المعروفة ، وحدودها المقبولة ...
 
س – هل ترى " الشّعلان " أنها موفقة بين الأدب والفن من جهة وحياتها الشّخصية من جهة أخرى ؟ ومن هي الأوفر حظّاً لديها والأكثر أهميّة ؟؟
-  للأسف الشّديد لم أنجح في تحقيق هذه المعادلة ، وقد سرقني الأدب والفن من حياتي الشّخصيّة ، ومن التزاماتي الأسريّة ، وهذا يؤلمني بحق ، ويشعرني بخسارة فادحة في حياتي ، ولكن جمهوري من القرّاء ، وإبداعاتي ، ومحبّة من حولي هي عزائي في ذلك كلّه ..
آمل أن أنجح في القريب في إيجاد صيغة عادلة في حياتي للموازنة بين الفن الذي أعشقه ، وحياتي الشّخصيّة الغائبة عنها في معظم الوقت ...
 
خاتمة الحوار " د. سناء الشعلان " في سطور 
" د. سناء الشعلان " ، أديبة وناقدة أردنية ومراسلة صحفية لبعض المجلات العربية ، ومدير مؤسسة أقلام ثقافية للإعلام الحر - تعمل أستاذة في الجامعة  الأردنية ، حاصلة على درجة الدكتوراه في الأدب الحديث ونقده ، عضو في كثير من المحافل الأدبية مثل رابطة الكتّاب الأردنيّين ، واتّحاد الكتّاب ، وجمعية النقاد الأردنيين ، وجمعية المترجمين الدوليين وغيرها ...
حاصلة على نحو 48 جائزة دولية , وعربية , ومحلية في حقول " الرواية , والقصة , القصيرة , والمسرح , وأدب الأطفال " ، وحاصلة على درع الأستاذ الجامعي المتميز في الجامعة الأردنية  للعامين 2007 و2008 على التوالي ، ولها 38 مؤلفاً منشوراً بين " كتاب نقدي متخصص , ورواية , ومجموعة قصصية ,  وقصة أطفال " ، فضلاً عن الكثير من الأعمدة الثابتة في كثير من الصحف والدوريات المحلية والعربية ، وشريكةٌ في كثير من المشاريع العربية الثقافية وترجمت أعمالها إلى كثير من اللغات .......
ملاحظة 
...................... /// أن شاء الله لنا موضوع أخر حول هذا الحوار والفوز الذي حصل عليه لدى شبكة أنباء العراق والسنة الخامسة لإيقاد شمعتها .......

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس حمودي الحربي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/04



كتابة تعليق لموضوع : حوار لم تنقصه الصّراحة مع " الأديبة الدكتورة سناء الشعلان "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net