صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

مساجدنا وكنائسهم
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 في مثل هذه الايام من العام الماضي تلقيت دعوة لحضور حفل عقد قران شاب لا امت اليه بصلة . "فالمعرس " الذي اتمنى له من الصميم بان "يشوف الخير ويستاهلهه" كان شقيق زميل ابني محمد الذي وقـّت مغادرته مقاعد الاعدادية مع دخوله عش الزوجية مع اقتراب الدراسة الجامعية رحم الله ايامها. بالمناسبة فان حفل تخريج طلبة الاعداديات هنا لا يشبهه حتى الاحتفال بدخول الجنة ، فهو في نظر اولياء الامور والطلاب و ادارات المدارس الحدث الاكبر لو صح التعبير حبيبي . حيث تجتمع عدة اعداديات في قاعة رياضية وتجري مراسم كبرى ، ولا تنصيب الشيخ تميم حاكما لدولة گطر العظمى . وعودة لحفل القران فقد قبلت الدعوة بعد اصرار من "حمودي" الذي فرض عليّ نوع اللباس الذي ارتديه ونوع الورود التي ينبغي علي شراؤها حتى "لا اكسر وجهه" امام اصدقاء شقيق زميله الموقر آلبرت . ما كان يقعدني عن الاستجابة للدعوة هو جهلي المطبق بتقاليد الطرف الاخر ، ويضاعف من المشكلة ان مراسم العقد تنظم في كنيسة المدينة وانا عهدي بدخول الكنسية يعود الى اثني عشر عاما خلت ، عندما زرت كاتدرائية نيويورك العملاقة وسط منهاتن وهي تستعد لاعياد الميلاد المجيد  ، ولم اعان من تلك الزيارة العفوية فقد كانت سياحية لا يفترض بالزائر ان يراعي خلالها اي اتيكيت او قيود اضافية . اما حفل عقد القران فكل خطوة فيه ينبغي لها ان تدرس بدقة ، والا فهو العار والشنار الابديين . بدت الكنيسة رغم تواضع بنائها ، شعلة من ذوق رفيع وتنظيم دقيق في توزيع الاضواء و الزينة ، وانتشر في ارجائها عطر اخاذ يذكرك بمعطف مريم (عليها السلام) . و بعيدا عن اي "تچفيص " يستحق الذكر مر الحفل بسلام من دون ان اكسر وجه "مومو" وهو اسم  الدلع الذي يطلقه زملاء ابني عليه . عائدا الى البيت  ليلا ، كنت اغالب دمعة حرى حبست في عيني وانا اقارن ما آلت اليه مساجدنا بكنائسهم . فالاولى اصبحت بفضل ادعياء الدين واحدة من اثنتين ، اما منبرا قذرا للتحريض على العنف المباح والذبح الحلال والسحل المستحب !!! او  هدفا سهلا لتقطيع اوصال المصلين فيها . وبدلا عن ان يكون هذا المكان هو الملاذ الامن من الخوف اصبح اما ورشة لانتاج الرعب ، او مسرحا تجريبيا لتوزيع الرعب المجاني على المؤمنين . ترى من المسؤول عن هذا الانهيار المريع ؟ سلوا خطباء الفتنة الذين طويت لهم الارض من الدول المجهرية الى لندن التي تؤمن لهم حرية التعبير والعيش الكريم المغري بالارهاب . قبل نحو عشرين عاما الححت على المفكر العراقي البرلماني حسن العلوي ليحضر معي حفلا شعريا ينظم في احد مساجدنا في منطقة الحجيرة بحي السيدة في ريف دمشق فرفض العرض بشكل قاطع كونه لا يحتمل رائحة الاحذية والجوارب في هذه الامكنة ، لكنه استجاب لالحاحي الممل في نهاية المطاف فاحتمل الاذى صابرا محتسبا كرمال عيون الشعر الذي سيلقى . تذكري هذه القصة الطريفة وانا في طريقي الى البيت خفف كثيرا من حالة الاحتقان الشديد التي اعترتني وانا اقارن بين المسجد والكنيسة ، و عطر الشانيل الاخاذ برائحة الجوارب ، والاهم من كل ذلك كلمة القس المختصرة المفيدة ، بخطب الجمعة التي لا تختم الا بالدعاء على الكافرين بان يزعزع الله الارض تحت اقدامهم ويرمل نساءهم وييتم اطفالهم ويهلك حرثهم ونسلهم ... والجميع يعرف نتائج هذه الدعوات التي تستجاب باسرع من لمح البصر لكن بالمقلوب ... فنحن ، ما نسمى بالمسلمين ، الاكثر زعزعة و ترملا ويتما و هلاكا ، وربما بعدا عن رحمة الله ايضا . فاليك اللهم المشتكى وعليك المعول من فظاظة وفظاعة خطباء الفتنة و مساجد ضرار .   
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/27



كتابة تعليق لموضوع : مساجدنا وكنائسهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net