صفحة الكاتب : علي الخياط

العراق يغادر السجن
علي الخياط

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
بالفعل هو تعبير ملائم لحالة العراق مع القرارات الدولية التي فرضت عليه إثر غزو صدام للكويت وبعد أن أرغم الجيش النظامي على الخروج من هذا البلد تحت وقع الضربات الجوية العنيفة فان قرارات اممية وضعت بغداد تحت طائلة البند السابع من قرارات مجلس الأمن الملزمة وهي قرارات تتضمن عقوبات قاسية في مجالات السياسة والأقتصاد والنقل والسفر وكل مامن شأنه أن يمثل حالة تعاون وشراكة وإتفاق مع منظمات ودول في مجالات تتعلق بحياة اي شعب حيث دفع العراقيون ثم تلك العقوبات غاليا وتحولوا الى مواطنين يعيشون ماساة المرض والجوع والحرمان والموت الذي لاحقهم لاكثر من عقد في وقت كان صدام ونظامه يعيشان حال التنعم والترف الذي لانظير له في كل العالم بينما ينظرون الى الشعب ويسخرون من معاناته ويطالبونه بالصبر والتحدي تحت شعار ( كفك لليجوع يصير ماعون ) ،في تسعينيات القرن الماضي وبينما كان الشعب يرزح تحت نير العقوبات القاسية وكان الاطفال الرضع يموتون في المستشفيات بسبب شح الدواء والنقص الحاد في الغذاء كان صدام حسين يتجول في قصوره الرئاسية قيد الإنشاء ويبدي ملاحظاته للمسؤولين ويغير بعض التصاميم التي لاتتلائم ومزاجه البرتقالي وكان بين الحي والآخر يبعث مساعدات مالية للفلسطينيين والزنوج في بعض البلدان ويتفاخر بمجد الامة بينما يموت العراقيون وتتحول أموال النفط الى صندوق التعويضات بعد أن كان العراق ممنوعا حتى من تصدير نفطه وأغلقت الموانئ والمطارات وعطلت حركة النقل مع دول الجوار وكذلك التجارة .ولم يعد بالمستطاع التعامل التجاري والإقتصادي مع أحد. شئ واحد لم ينقطع ،هو الأكاذيب وإستعراض القوة وشتم الأمريكان في وسائل الإعلام ،تصوروا بينما كان الإعلام الصدامي يشتم أمريكا.كانت واشنطن تفرض أشد العقوبات وكان صدام غير مبال لأنه ليس مشمولا بها فهو يتنعم والشعب يتألم.
بقيت محاولات الحكومة العراقية تتوالى في سبيل الخروج  من طائلة البند السابع وجرت مفاوضات مطولة مع الحكومة الكويتية لكن زيارة أمير الكويت الى بغداد وحضوره القمة العربية في العام 2012 مثلت إنتقالة هائلة في العلاقات بين البلدين وفي مواقف الكويت تحديدا التي ظلت متشنجة لسنوات وتفرض شروطا قاسية وصار ممكنا التوصل الى حلول تدريجية لكل المشاكل العالقة وتم الاتفاق اخيرا على أن يبعث وزيرا خارجية الشقيقين رسالة مشتركة الى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يطلبان منه العمل على رفع العقوبات وفق البند السابع حيث خاطب مون مجلس الأمن لهذا الغرض ووصل العراق الى نهاية النفق ورأى الضوء ونحن نترقب الساعات المقبلة ليكون بلدنا غادر السجن طاويا صفحة الظلم والظلام والعنجهية والغرور الصدامي البغيض الذي أحال حياة العراقيين الى جحيم مقيم لعقود عدة وشوه علاقة العراق بالامة العربية والإسلامية وببقية العالم الحر وهي فرصة لكي يمارس العراق دوره وسط المجموعة الدولية وفي كل المجالات ليشهد تطورا اقتصاديا وعمرانيا هائلا في المقبل من الاعوام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخياط
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/27



كتابة تعليق لموضوع : العراق يغادر السجن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net