صفحة الكاتب : زوزان صالح اليوسفي

العظماءُ وقودٌ في مسيرة التاريخ
زوزان صالح اليوسفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح اليوسفي الشهيد الخالد رمز السلام والتآخي، رمز البطولة والفداء،  والإخلاص والوفاء، رمز الإيثار والإبداع والتفاني والتضحيات، تتأجج في أعماقه مشاعر الحرية والأخوة والسلام. 
كان يؤمن أنه لم يصنع العظمة خلال مسيرته السياسية والفكرية والأدبية الطويلة إلا بين كادحي شعبه ولم يبدع ويكافح إلا بينهم، أعتنق الآراء التي تصنع مجد الإنسان، كرس حياته لوطنه بفكره وقلمه.
كان يؤمن بأن السلام والحرية هي أمل البشرية وطموح الشعوب المغدورة، كان مزيجا من الثورة والتطور يعكس القضية الإنسانية بكل مراحلها وحلقاتها، نبضات قلبه تتفاعل مع أماني شعبه وبريق عينه تنظر إلى البعيد وأفكاره الجريئة تمتد عبر المسافات الطويلة إلى مصير الإنسانية، يناضل ببسالة بفكره وقلمه عبر التاريخ وعبر الأحداث، يقتحم سياج الظلم والأضطهاد، في عقر داره، خلف القضبان، في ساحات القتال، محاولا أن ينشر السلام والمحبة ويقتلع جذور الغدر والأحقاد من تربة وطنه، كان يعصر العرق من جسده ليغسل أحزان شعبه، والدماء من عروقه ليروي ارض وطنه، كان للفكرة والقلم الدور الفاصل في نضاله. 
صالح اليوسفي هذا الرمز المهيب للأبداع حينما كان يحتمل أكثر مما ينبغي يلجئ الى أكثر من وسيلة لينير طريق الظلام ويرسم على جدار مجده خطوطا وضاءة، كان بنضاله وأرادته يعكس القضية البشرية تلك القضية التي كانت بكل حلقاتها نضالاً وكفاحاً لا يلين الا أن يصل الى الهدف المنشود. 
لم يكن صالح اليوسفي المواطن الغيور، رجل السلام والمهمات الصعبة، شخصية سياسية للأكراد فقط، بل خدم الفكر الحر في العراق أيضاً وعلى مدى عقود، أحبه العرب كما أحبه الأكراد وسائر الأقليات الأخرى في العراق، كان محباً ويؤمن إيماناً مطلقاً للجميع بلا تمييز لإنصافه وعدله وحرصه الشديد وإجهاده على نيل حقوقهم دون تفريق بين كردي وغير كردي.
فالخالدون ما هم الا مساهمون في بناء التاريخ، والعظماء ما هم ألا وقود في مسيرة التاريخ، هكذا كان صالح اليوسفي المناضل الغيور، السياسي المحنك، القائد الجريء، المخلص الأمين، الشاعر الثائر، المعدن الأصيل.
في 25 من حزيران 1981 تمرُ الذكرى الثانية الثلاثون لإستشهاد المناضل والمفكر والسياسي والأديب والإعلامي والشاعر صالح اليوسفي الذي اثبت جرأته الفكرية والثورية تجاه عهد الضلال والأستبداد، كان ضميرا يقظا ورائداً للحرية والديمقراطية وان أفكاره ومنهجه وكفاحه لن يموت بعد موته بل سيبقى يؤثر ويوجه، رحل وسيبقى راسخا في الفكر الإنساني ورمزا للعزة والكرامة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زوزان صالح اليوسفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/24



كتابة تعليق لموضوع : العظماءُ وقودٌ في مسيرة التاريخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net