صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

العراق :افرازات الانتخابات المحلية ،مرة أخرى
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لطالما دعا فريق رئيس مجلس الوزراء (دولة القانون) إلى حكم الأغلبية سواء في البرلمان أو الحكومة الاتحاديين أو في الحكومات المحلية ،وقد ملأ أقطاب هذا الكيان وسائل الإعلام ضجيجا حول سلبيات حكومات المشاركة والتي في حقيقة أمرها وحسب ما يعنوه من كلام ،وهو حقيقة بطبيعة الأمر هي حكومات مشلولة وعليه يجب أن يكون المستقبل لحكومات الأغلبية ،لكن وكما حدث في انتخابات البرلمان الذي جاء بالحكومة العراقية الحالية فقد شكل رئيس الوزراء كيان دولة القانون دون باقي أطراف الائتلاف العراقي على الرغم من دعوات عدة أبرزها دعوة السيد عبد العزيز الحكيم ولكن عند عدم تمكنه من تحقيق الأغلبية دعا إلى حكم المكون وتشكيل التحالف الوطني ومن ثم العودة إلى حكومة الشراكة التي ضمت كل الأطراف التي شكلت البرلمان .ولم يختلف الأمر عند ظهور نتائج انتخابات 2013لمجالس المحافظات التي أظهرت عدم تحقيق أي طرف الأغلبية التي تمكنه من تشكيل حكومة محلية  بمفرده لاسيما دولة القانون عاد أقطاب هذا الكيان يعزفون على وتر الشراكة ،فقد تحرك على كيان المواطن (المجلس الأعلى) ووقع معه ميثاق شرف ،لكن بدا لقادة المواطن أن الشراكة في عرف ومفهوم دولة القانون أن يتولوا هم  الحكم والباقي شركاء ،وحتى التحالفات لا يحق للآخر أن يبني تحالفات إلا من خلال دولة القانون ،فإن كان المواطن ،أو الأحرار قد تحالفوا مثلا مع (متحدون) السنية فهذا شرخ لنسيج مكون ،لكن عندما يسعى دولة القانون إلى إعلان جبهة عريضة من المكونين الرئيسيين في العراق وكذلك الكرد فهذا منتهى الوطنية ،وللإيضاح أكثر ننقل نص ما ذكره القيادي في دولة القانون لصحيفة الشرق الأوسط في عددها اليوم 22/6/2013إذ ذكر "إن المشكلة أنه في الوقت الذي كان فيه المالكي يعمل على تكوين تحالف وطني شامل يضم كتلا وأطرافا سنية وكردية بهدف تشكيل أغلبية سياسية وليست أغلبية شيعية مثلما يقال فإن التراجع عن التفاهمات خصوصا بين دولة القانون والمجلس الأعلى وبالذات بين السيدين نوري المالكي وعمار الحكيم أدت إلى نتائج سوف تكون لها تداعياتها السلبية ليس على وحدة التحالف الوطني فحسب بل على مجمل الخارطة السياسية في البلاد". وأكد السراج أن "برنامج المالكي كان يستند إلى أن نتائج الانتخابات المحلية يمكن أن ترسم ملامح التحالف القادم وأنه لهذا السبب تفاهم مع الحكيم ووقع معه ميثاقا واضحا لا سيما أن المالكي كان قد نفض يديه من كتلة الأحرار الصدرية التي لا يمكن التعويل عليها في الاتفاقات والتوافقات برغم أن المعلومات التي لدي تشير إلى أن هناك نوابا من داخل كتلة الأحرار ليسوا راضين عن توجهات الكتلة "

وأشار إلى أن "ما حصل في ديالى مثلا كان صدمة للتحالف الوطني كما أن منح منصب رئيس مجلس محافظة بغداد لكتلة متحدون قوى الصف المتطرف داخل مكونات القائمة العراقية التي تتكون من وجهة نظرنا من ثلاثة اتجاهات الأول وطني ويمثله صالح المطلك وعمر الجبوري ومن معهم والثاني بين بين ويمثله أسامة النجيفي والثالث لا أمل فيه ويمثله طارق الهاشمي وغيره من المتطرفين الذين بدأوا يهللون من قبيل القول: إن بغداد عادت إلى أهلها وإلى ما هنالك من كلام طائفي بينما المسألة هي ليست كذلك"، معتبرا أن «الصدمة التي وجهها المجلس الأعلى هي أنه كان يتفاهم معنا إلى آخر لحظة وهو ما جعلنا مطمئنين بأننا سوف نشكل الأغلبية داخل بغداد ونشكل حكومتها المحلية وإذا به ينقض الاتفاق والميثاق الذي وقعه مع المالكي مما جعل الأمور تفلت في بغداد في اللحظات الأخيرة". وأكد السراج "أننا لسنا ضد تسلم السنة أي منصب سيادي في بغداد أو غيرها لكن لا أن تأتي بطريقة غير اعتيادية لا سيما أن هناك تفاهمات تم التخلي عنها". وردا على سؤال بشأن مستقبل التحالف الوطني قال السراج إن "خروج السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر عن خط التحالف الوطني أستطيع القول: إنه وجه له ضربة قاصمة بل ربما يكون قد تم نحره تماما الأمر الذي جعل المالكي الآن يفكر بتحالف وطني عريض يعمل عليه من الآن لأنني شخصيا أرى أن المشروع الوطني الآن بات يعيش انتكاسة حقيقية" هل هناك معان لهذا الكلام غير أن التفاهمات يجب أن تخرج من تحت عبائتهم فقط وليس بمبادرة من غيرهم ،فهذه خطوط حمر ..

وتابع السراج أن «دولة القانون لا تزال في المقدمة وأن المالكي لم يفقد شعبيته مثلما يتصور الإخوة وأن دولة القانون الآن تبحث عن ". مشروع جديد"وكشف أن "هناك معلومات ليست رسمية تشير إلى أن السيد عمار الحكيم بدأ يشعر بالندم وأنه تحرك على إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني لرأب الصدع علما بأن الجعفري هو الآخر منزعج مما حصل والأكثر من ذلك أن الحكيم طلب لقاء مع المالكي ولكن المالكي لم يوافق لأنه غاضب جدا مما حصل" هذا ما يفكر به قادة دولة القانون ،وأما عن متحدون ،علينا أن نعود إلى ما ذكره باقر جبر صولاغ رئيس كتلة المواطن لقناة السومرية على عدم دقة ما يطرحه أقطاب دولة القانون حول ما حصل من تفاهمات واتفاقات لاسيما في ديالى التي سعى فيها ائتلاف رئيس الوزراء إلى الاتفاق مع متحدون دون الفرقاء الآخرين وعلى وجه الخصوص الأحرار .أما نتائج هذا التصادم حول الحكومات المحلية وأكرر مفردة التصادم مع أطراف التحالف الوطني وعنوانه هذه المرة خروج دولة القانون من العملية دون أن تكون لها الزعامة وفقدانها العديد من معاقلها وبالتحديد في بغداد والبصرة وواسط ،ونوعما حدث شيء من التمرد من قبل بعض القياديين في دولة القانون في كربلاء باختيار احد أعضاء الأحرار نائبا أول للمحافظ الأمر الذي استدعى حضور رئيس الوزراء نفسه إلى هذه المدينة ،ستكون المحافظات وتشكيل حكوماتها إلى حالة تشبه الحالة التي عليها كل من الحكومة المركزية والبرلمان الاتحادي ،كذلك وهذا متوقع بصورة كبيرة دخول أطراف خارجية فاعلة من أجل تغيير الصورة الخاسرة التي خرجت بها دولة القانون على حساب التفاهمات التي تمت بين الفرقاء الآخرين ،وهذا افراز آخر من الانتخابات المحلية..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/24



كتابة تعليق لموضوع : العراق :افرازات الانتخابات المحلية ،مرة أخرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net