بدعة وزارة حقوق الانسان في العالم العربي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بدعة ثقيلة الوزن اشبه ماتكون بنكتة غيرلطيفة طبقتها الكثير من دول العالم المتمقرطة حديثا, ومن الطبيعي ان تشمل قائمة هذه الدول الكثير من دول عالمنا العربي ..هذه البدعة وجدت من اجل تخدير الضمير الانساني العالمي اولا,وايجاد الاعذار للنفس ثانيا (وعلى الشعوب ان تصدق هذه البدعة رغم انفها!) ..كما ان هذه الدول المتمقرطة تريد الايحاء من خلال بدعتها هذه بانها تعمل جاهدة من اجل الانسان وحقوق الانسان  وتبذل الملايين من الدولارات كرواتب ومخصصات ونثريات للموظفين وللوزير وحاشية الوزير ,كل هذا من اجل عيون الانسان والانسانية!.

الاكثر ظرافة في هذه البدعة هي ان الحكومة التي يجب مراقبة ادائها في مجال حقوق الانسان هي التي تعين وزير حقوق الانسان (مسلوب الصلاحيات ),وهي التي تمول هذه الوزارة, وفي الكثير من الاحيان يكون هذا الوزير الانساني هو احد اعضاء الحزب الحاكم وعليه ماعلى حزبه من مؤاخذات في مجال حقوق الانسان..اي ان يكون القاضي هو نفسه المتهم والشهود وحتى نادل المحكمة!؟.

بصراحة ..ان وزارات حقوق الانسان في بلداننا العربية لاتتعدى كونها غطاء تذبح تحته انسانية الانسان بعيدا عن نور الشمس وعيون الناس.

تخيل ان يذهب شخص ليشتكي انتهاك حقوقه لوزير حقوق الانسان ,وان تكون الشكوى ضد احد افراد الحزب الحاكم او ضد احد افراد عائلة رئيس الحزب المتفضل على الوزير بهذا المنصب..تخيل ماهي ردة فعل هذا الوزير ان كان حزبه(الدكان) حزبا عائليا وكان مرتكب الجرم هو احد افراد عائلة الوزير او احد احباب الوزير في حزبه !

تخيل كم شخص ممكن ان يتجرا ويطرح مصيبته امام مثل هذا الوزير!

هذه البدعة لن تستمر الى الابد  فالتجارب علمتنا ان الزبد يذهب جفاء ,واثبتت لنا ان عجلة التقدم الانساني لن تتوقف مثلها مثل باقي مجالات الحياة..والحل الوحيد للمشاكل الانسانية في عالمنا العربي(قبل ان تحترق البقية الباقية من رياحين هذه الامة) هو في الغاء وزارة حقوق الانسان وصرف مستحقاق هذه الوزارة على منظمات المجتمع المدني المتخصصة في مجال حقوق الانسان (منظمات حقوق الانسان الحقيقية والغير ممولة من الغرب),وتشريع قوانين حقوق انسان حقيقية وانشاء محاكم متخصصة في الجرائم ضد الانسانية بحيث يستطيع اي انسان انتهكت حقوقه ان يلجا الى منظمات المجتمع المدني ,او ان يسعى لرفع دعوى قضائية في المحاكم, بدل ان ينتظر انسانية وزير ربما يكون ضد ضحى بانسانيته كقربان من اجل الوصول الى كرسي الوزارة.

وشكرا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/24



كتابة تعليق لموضوع : بدعة وزارة حقوق الانسان في العالم العربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net