صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

فاين تذهبون ؟
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لكي اغلق باب المزايدات من البداية اقول ان المقدس البشري الوحيد عندي هو  النبي محمد "ص" لان الذي جاء به خلال ثلاثة وستين عاما من عمره الشريف لا يقارن من حيث الانجاز بامم برمتها وليس اشخاص . وكل من سواه فهم بشر من لحم ودم ، اقربهم الى الشيطان اقربهم من تلك الشهوات ، و اقربهم الى الله زلفى ابعدهم عن تلك الشهوات وعلي بن ابي طالب هو المثل الاعلى الذي لا يضاهيه مثل . ولا اراني مبالغا لو قلت ان الاذلال الذي لحق بنا ويلحق كل يوم مرده الاساس الى ابتعادنا عن ابعاد شخصية علي "عليه السلام"  وان عصابة ابي سفيان ، قديما وراهنا ، تتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الاذلال اليومي . ولاني لا ارى قدسية لاحد تحصنه من النقد البناء فان اي متصد للعمل السياسي من رجال الدين ، مهما كان لون العمامة التي يعتمرها ، عليه ان يكون مستعدا من اليوم الاول لخوض العمل السياسي او الاجتماعي لتلقي وتقبل سهام النقد بصدر رحب . فالقيادة ليست وجاهة وشهرة وكاميرات تلفزة فقط ، انما هي سماع ما لا يطرب ايضا . وقد اشرت الى النقد البناء حتى اضع حدا فاصلا بين اقلام تنضح عفة "ان وجدت" و اخرى ماجورة بثمن بخس دراهم معدودات لا تنتقد الا لمعايير طائفية بغيضة او عنصرية مقيتة  ، وهذه الاقلام مستعدة لان ترى القشة في عين حسن نصر الله و تغض الطرف عن الخشبة في جبين الملك عبد الله . هذا النوع من النقد لا يعنيني في شيء لأن من معاني النقد - حسب علمي المتواضع - اظهار المحاسن والمساوىء معا والا فهو الانتقاد. في كل يوم تُسود اطنان من الصحف العربية في الشرق والغرب لا تنصر حقا ولا تخذل باطلا ، ويُلوث الهواء النقي بتنظيرات محللين لا يرضون بوصف اقل من استراتيجيين وهم كالصحف لا يعنيهم اتباع حق او اجتناب باطل ، وخلف تلك الصحف السوداء وتصريحات الاستراتجيين تتسرب اطنان السلاح الى خارج الحدود فتتوثق اصابع الابهام على زناد البنادق المتجهة فوهاتها نحو الصدور . غير ان ملامح العدو والصديق في هذا الصراع الدامي متشابهة حد التناظر "فاذا رميت اصابني سهمي" . و الاسلام في هذا المعمعان المحتدم هو القاتل وهو القتيل معا ، فالطرفان متسلحان بـ "الله اكبر" وبشعار لا اله الا الله ، ولا يخفف من وطأة الكارثة اننا كلما احتدم الصراع صحنا من كل ثقب في اجسادنا بان هذا الصراع خطة "صهيو - اميركية " والبعض ابدل اميركية بـ "صفوية" وهو اجتهاد يصيب اجرا واحدا منه على الاقل ان شاء الله !!! وبعد كل هذا الانهيار المنمق والمنظم ياتي من يتحدث اليك عن وحدة اسلامية وعن جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعت سائر الاعضاء بالسهر والحمى ، ثم يدعونا مخلصا لنصرة اخواننا الروهينجيا في ميانمار !!! رغم اني شخصيا لا اقر الفتوحات الاسلامية لنشر الدين فهي و قزو الكويت عندي سيان ، الا انني لا استطيع ان اغض النظر عن شجاعة قادة الفتح الاسلامي في القرون الاولى الذين كانوا بفترشون الارض مع الجنود ويتقاسمون معهم كل معاناة الحروب كما يتقاسمون غنائمها . اما اليوم فان المرشد يزج بالخلق الى اتون المعارك وهو جالس على اريكة من ارائك الجنة حيث النسائم تاتيه من اسفل ومن فوق . و يحث على قتال "اليهود الجدد" وهو يبعد عن ساحات القتال بعد المشرق عن المغرب . و يدعو الله في خطبة الجمعة الغراء ليزلزل الارض من تحت اقدام اميركا وهو لا يتقاضى راتبه الا بفئة الماءة الدولار غير المزورة . و يدعو على بريطانيا بالويل والثبور على الهواء مباشرة ، ثم يطمئن بالفايبر على اداء ولده في كلية الطب بجامعة اوكسفورد . والحصيلة النهائية لكل هذا الايمان الراسخ بالله وبكتبه وانبيائه و رسله اكثر من مئة الف قتيل مسلم في سورية في سنتين و اضعافها في العراق خلال عشر سنوات والبقية تاتي لاحقا . وهو رقم  يتضاءل امامه عدد ضحايا ستين سنة من الصراع الوجودي مع اسرائيل التي كانت بالامس غاصبة ... فاين تذهبون .  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/21



كتابة تعليق لموضوع : فاين تذهبون ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net