حرب الأحزاب ومعاهدة تقاعد النواب!
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يرى حيتان الفساد وأصحاب الكروش المنتفخة إن التقاعد الخاص بأعضاء مجلس النواب هو حق دستوري ومكفول في قراطيس مذكرات بريمر ، بينما يرى الآخرون إن تطبيق هذا القانون يعتبر تهميش للعراقيين جميعا.

 يزاول البرلماني عمله السياسي المتعب الذي يبدأ في تمام الساعة العاشرة صباحاً وينتهي عند اعتماد الشمس أي الظهير ولا ضير من زيادة ساعة أخرى للجلوس على مأدبة الغداء أو التلذذ بحلويات "أبو عفيف" حسب تصريح احد النواب حين اختصر عمل البرلمان بقضاء ساعة من القهقهة والتهام طبق الحلوى المعد من قبل أبو عفيف ( مالك محال للحلويات ) وبعدها يفض الاجتماع الطارئ الذي يناقش أحوال السكريات والدهون والمواد التي شكلت هذه الحلويات.

يزاول البرلماني عمله فترة أربع سنوات دون اقتصار أو زيادة ويأتي تسنمه المبارك من خلال صناديق الاقتراع ، في دستور بريمر العراقي خطت أنامل عباقرة السياسة أطراً ضيقة على المواطن لكن فناءها يتسع لآلاف القوانين التي تخدم جلالة النواب ، لم يتم فرز الصالح من الطالح إطلاقا وعجز العرافون عن معرفة طوالع هذه الشخصيات المتلونة التي تظهر في كل يوم بحلة جديدة وتصريح جديد.

حين تتجول في أروقة وأزقة وشوارع العراق ترى حالات معقدة تربك تصورك وتشل فضاؤك بالكامل ، أطفال يقلبون القمامة لجمع علب معدنية فقراء يتوسطون الشوارع ، مشاريع معطلة شوارع ممزقة  وتراكمات المعادن وآلات معطلة والكثير من معالم التشويه البشري والحضاري ، المشكلة الكبرى إن أي سياسي يجهش بالبكاء إذا لم يظهر في شاشة التلفاز  بيد انه تناسى هذا الجهاز العظيم الذي يعني نقل وقائع العالم وتقدمهم وترديهم وماذا يخططون وكيف تسير أحوالهم لأنه مشغول في برنامجه العظيم الذي يسعى لبناء مستقبلاً نقي لأولاده وأحفاده ولا يسعى للنظر حول ما يدور في بلده بل وان الجرأة وحدة اللسان بلغت أسمى درجات الاستهتار السياسي ويأتي ألان خدام البيت الأبيض ليسطروا ما اشتهت أنفسهم من قوانين تخصهم ولا تمت بصلة لخمس وثلاثون مليون مدني. 

كيف تقارن فترة الخدمة بين موظف عمل طيلة ثلاثون سنة تحت ضغط المخلوع هدام وبمرتب لا يكفي لسد أجور النقل وبين موظف لم يتجاوز عمره المهني أربع سنوات وليس هذا فقط بل إن المرتب الذي امتاز به هذا السياسي بلغ أضعاف مهلكة وفي سنة واحد استطاع تجاوز قيمة ما جمعه ذلك الموظف المنكوب الذي عملة  مدة ثلاثون سنة ؟ أي قاعدة يستند عليها فرساننا الأبطال وأي حق وأي دين يتبعون.

غط البلد بكوارث وتراكمات نتيجة الجهل السياسي وفضائح الفساد التي لا تنتهي ، يسرقون ويقتلون وينهبون ويدمرون ويعقدون صفقات واهية من اجل تشبهم بحبال البقاء في سلطة القمع والجور والظلم ، أهذا ما دونه النواب الأمجاد في لوحاتهم المزخرفة التي استنزفت ملايين الدولارات وذهبت لحملاتهم الانتخابية، أي شعب هذا وأي فكر يحجم مستقبلهم ولماذا السكوت.

لعل في دستور العراق خطت طلاسم عرفانية من شأنها أن تسحر الناظرين إليها وبما إن الشعب لم يتطلع إلى فقرات الدستور بل ولم يسعه حتى أن ينظر إليها لمعرفة أي الفقرات تتماشى معه وأيها تعارضه إلا إننا ولله الحمد قد رزقنا بموضوع التسقيط السياسي وبفضل هذه الحرب الرئاسية استطعنا أن نفهم بعض فقرات الدستور ونحن نأمل من ان تنشب معارك أكثر لقراءة الدستور بصورة صحيحة .

كم من مادة طمر مفادها تحت إبهام متصفحي كتاب النصر الجديد وكم بقي للعراق حتى يتلفظ أنفاسه الأخيرة؟. 

الموضوع السابق باترسون ..كارت محروق أم كبش فداء ؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat