صفحة الكاتب : حمدالله الركابي

علي التميمي محافظاً لبغداد
حمدالله الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد مخاض عسير وبجهود بغدادية خالصة ولد مجلس محافظة بغداد الجديد من رحم القوائم الفائزة، بعد منافسة شرسة من ائتلاف دولة القانون الذي كان مستحوذاً على أغلب المناصب السيادية في بغداد واغلب محافظات الوسط والجنوب عدا محافظة ميسان التي كان منصب المحافظ فيها من نصيب كتلة الاحرار ومثلها الاستاذ علي دواي فكان نموذجاً من طراز خاص حيث ستكون لنا معه وقفة في مقال قادم إن بقينا وبقيت الحياة. هذه الولادة جاءت بعد متغيرات كبيرة في العملية السياسية ابرزها ظهور كتلة الاحرار كمحور اساسي ومؤثر في التحالفات السياسية بعد الزيادة الكبيرة في عدد المقاعد التي حصلت عليها في الانتخابات الاخيرة نتيجة الاعداد والتنظيم والنضج السياسي حيث تمكنت من تشكيل تحالف في العاصمة بغداد استطاعت من خلاله أن تزيح ائتلاف دولة القانون عن المناصب السيادية في مجلس ومحافظة بغداد بطريقة ديمقراطية وحضارية رائعة وهذا بذاته يعد انجازاً كبيراً لم يكن ليحصل  لولا الحراك السياسي المتزن والمسؤول والوطني لكتلة الاحرار والمتمثل بأمينها العام الدكتور ضياء الاسدي وباقي فريق العمل السياسي الذي كان يواصل الليل بالنهار من اجل الوصول إلى تحالف وطني حقيقي يستيطيع النهوض بالواقع الخدمي للمحافظات، وكان هذا الحراك السياسي يمتاز بالصدق والوضوح والواقعية والالتزام بالمواثيق السياسية مع باقي الاطراف، وقد استطاعوا من خلال ذلك أن يشكلوا تحالفاً في محافظة بغداد ضم أغلب الاطراف الفائزة في انتخابات مجلس المحافظة، ولقد كان لرئيس كتلة الاحرار في بغداد السيد صالح الجزائري دوراً كبيراً في تشكيل هذا التحالف من خلال شخصيته المقبولة وعلاقته الطيبة مع جميع الاطراف، فكان دوره محورياً في تقريب وجهات النظر مع الفرقاء وادارة ملف المفاوضات بحرفية وواقعية لينجح في الاعلان عن تحالف ( من اجل بغداد) الاسبوع الماضي، وحسب علمي ان حوارات اجراها مع الاخوة في دولة القانون للوصول معهم الى توافق يرضي الاطراف المتنافسة ايماناً من كتلة الاحرار في عدم جدوى الاقصاء والتهميش لأي طرف سياسي  فائز في انتخابات مجلس المحافظة لكن اصرارهم على التمسك بمنصب المحافظ الذي كان يشغلهُ الدكتور صلاح عبد الرزاق وعدم اتفاقهم على الشخصيات المرشحة لشغل المناصب نتيجة انقساماتهم الداخلية وعدم انسجام الكتل داخل ائتلافهم حال دون اكمال مشوار الحوارات. وتتويجاً لهذه الجهود فقد تم اليوم انتخاب النائب عن كتلة الاحرار علي محسن التميمي رئيس لجنة مؤسسات المجتمع المدني في مجلس النواب محافظاً لبغداد، والتميمي من النواب الذين لهم حضور متميز خلال السنوات الماضية من خلال جولاته الميدانية التي تكاد تكون يومية في المناطق المحرومة من بغداد إضافة إلى تخصيصه يوماً في الاسبوع لأستقبال المواطنين في منزله والاستماع الى شكاواهم واستلام طلباتهم. الاستاذ التميمي اليوم امام مسؤولية كبيرة باعتباره اعلى سلطة تنفيذية في المحافظة، وعيون البغداديين ترنوا إليه آملين منهُ الخير وحالمين بعاصمة يسودها الامن والاعمار والسلام، وعلى مجلس محافظة بغداد ان يكون داعماً للمحافظ الجديد ومنسجماً معهُ ليكون نتاجهُ العملي يتناسب مع حاجات العاصمة الحبيبة بغداد، ويمسح الصورة القاتمة التي رسخت في مخيلة المجتمع البغدادي نتيجة الفساد وسوء التخطيط الذي رافق عمل الحكومة السابق طيلة السنوات الاربعة الماضية. إن حصول كتلة الاحرار على منصب المحافظ في محافظتين لحد هذه اللحظة مؤشر إيجابي على تنامي وتطور العمل السياسي للتيار الصدري ورجاحة العقلية السياسية التي يمتاز بها المفاوض الصدري وهي رسالة إلى المتمسكين بالسلطة مفادها إن الواقع العراقي لايضمن الهيمنة على المناصب في ظل وجود ودعم السلطة الحاكمة. وفي الختام الشكر لكل الجهود الخيرة التي بذلها الاخوة في الامانة العامة لكتلة الاحرار والشكر موصول بالتقدير لجهود اللجنة المفاوضة التي حققت هذا الانجاز الكبير.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمدالله الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/17



كتابة تعليق لموضوع : علي التميمي محافظاً لبغداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net