صفحة الكاتب : صادق مهدي حسن

رَبيعُ الشّهادَة..يُلبِّي الحُسَين
صادق مهدي حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     ‘‘هَلْ مِنْ ناصِرٍ يَنصُرنا ...؟،، صرخةٌ خالدةٌ أرسلها الحسين مدويّةً ليَصِكَّ بها سمع التأريخ إلى يوم القيامة، هي دعوة لنصرة الدين والعقيدة الحقَّة التي تضمن للإنسانية سعادتها وكرامتها في الدنيا والآخرة..وها هم أحباب الحسين ،وكُلٌّ بحسبه ومن موقعه بعد اتكاله على الله سبحانه وتعالى، في سعي حثيثٍ ومتواصل لتلبية نداء سيد الشهداء الذي سقى بدمه الطاهر جذور الإسلام فعمّقها فكراً ومنهجاً وسلوكاً،ومن هذا المنطلق يأتي (مهرجان ربيع الشهادة) سنوياً متزامناً مع ذكرى مولد أبي الضيم وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كوسيلة من وسائل تلبية ذلك النداء الحسيني الرفيع وإحياءً لأمر أهل البيت(أحيوا أمرنا رحم الله عبداً أحيا أمرنا)..وما المهرجان إلا َبَرَكَةٌ من بركات أبي الأحرارالتي لا تقف عند حد، فالحسين عطاء متصل بالله (الذي لا تنقصُ خزائنه، ولا تزيدُهُ كثرةُ العطاء إِلا جُوداً وكرَماً)..ومما لا شكَّ فيه أنَّ المهرجان يُعَدُّ تظاهرة ثقافية مباركة ورائعة لنشر الفكر الحسيني الرصين بما يتخلله من ندوات فكرية وأدبية وبحوث معمقة في القضية الحسينية خصوصاً والقضايا الإسلامية على وجه العموم..إضافة إلى معارض الكتب التي تشكل بذاتها تظاهرة ثقافية على جانب كبير من الأهمية في توعية المجتمع وقد أثبت المهرجان والقائمون عليه نجاحاً كبيراً وملفتاً للنظر رغم كل التحديات التي واجهتهم..وتمثل ذلك في مشاركة كثيرٍ من الوفود من كل قارات العالم ومن شتى المذاهب والطوائف والأديان مما ساهم في إيصال رسالة الحسين الخالدة بصورة أكثر نقاءً وجلاءً حيث قام الإعلام الواعي الملتزم في إزالة كل الشبهات والترهات التي جاء بها أحفاد الأمويين ،ومن ورائهم ممن يهدف إلى طمس معالم الإسلام الأصيل المتمثل في أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، والتي كان سيد الشهداء وتلك الصفوة المباركة من أهل بيته والثلة الكريمة المجاهدة من أصحابه في طليعة من بذلوا مهجهم في سبيل الدفاع عنها والذود عن عزتها ومنعتها..وغير خافٍ على المتتبع أن معايشة الوفود(خصوصاً الأجنبية ومن الأديان الأخرى )في مدينة كربلاء المقدسة والإطلاع على فكر أهل البيت من منابعه الصحيحة يسهم إسهاماً فعالاً في الإقبال على دين الإسلام والمذهب الحق الذي لاقى ما لاقى ضمن مساره التاريخي الطويل الكثير والكثير جداً من محاولات التجني والتهميش والإقصاء بمختلف أساليب المكر على مر العهود والأزمان مما ولد نظرة سلبية أخذها الكثيرون ممن يتحامل على الفكر الثوري للملحمة الحسينية المباركة ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾..ولعل هذا هو من أهم وأشمل الأهداف التي سعى ويسعى (مهرجان ربيع الشهادة) لتحقيقها..ومما يؤمّل له عاماً بعد عام وبحسب الاستقراء الحاصل من متابعة مواسم المهرجان: 

أن يكون حجم المشاركة أكبر من حيث عدد الوفود وتباين أصنافها وتوجهاتها ومناهلها الفكرية والثقافية والعقائدية..وهذا يفتح مجالاً أوسع لمن لا يعرف من هو الحسين أن ينهل من هذا الغدير العذب ..وكما قال الإمام الرضا  (إن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا) 

أن تكون فترة المهرجان أطول مما يساعد على القيام بكمِّ أكثر من الندوات الفكرية واللقاءات المثمرة ومناقشة بحوثٍ أكثر شمولاً وأوسع أبعاداً. 

أن يأخذ المهرجان بعداً وحيّزاً إعلامياً أوسع مما هو عليه الآن وهو مما يقع على عاتق القنوات الفضائية من جانب إعلامي أو دعائي لا أن يكون مقتصراً على قناة كربلاء الفضائية وبعض القنوات الأخرى..وكذلك الإعلام المسموع على أن لا يقتصر على إذاعة العتبة الحسينية والعباسية وغيرها بل ليمتد إلى إذاعات أخرى والإعلام المقروء المتمثل بإصدار كم أكبر من الكتب والمطبوعات والمنشورات والملصقات (البوسترات) التعريفية بالمهرجان وأن لا يقتصر الأمر على مدينة كربلاء بل ليشمل جميع أو أغلب محافظات العراق على أقل تقدير..

أن يُطبع و يُنشر كل ما في المهرجان ويُترجم إلى مجموعة من اللغات المتداولة بصورة واسعة مع تصدير المطبوعات إلى دول مختلفة ونشر كل ذلك على شبكة الإنترنيت وفي مختلف المواقع..وكلما اتسعت الدائرة كلما ازداد الخير وعَم. 

نسأل الله جلَّ وعلا أن يوفق جميع القائمين على خدمة الإمام الحسين وأن يكون (مهرجان ربيع الشهادة) باباً ينفتح منه أبواب أخرى لخدمة المذهب الحق ونشر فكره ورسالته وهي رسالة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)..ولعلنا بهذا نشكل جانباً من جوانب الانتظار الإيجابي وممن يعبد الطريق لظهور القائم المؤمل والعدل المنتظر الإمام الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى آباءه أجمعين. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق مهدي حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/13



كتابة تعليق لموضوع : رَبيعُ الشّهادَة..يُلبِّي الحُسَين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net