صفحة الكاتب : د . بهجت عبد الرضا

سجين وقتيل، مع وقف التنفيذ
د . بهجت عبد الرضا
يا سيدي العظيم، 
يا قاهر الزمان والسجون... 
صعب بأن أصدق، 
الناس بما قالوا ويدعون...
بأن موسى ميت، 
وأنه مدفون...
وهل تموت الشمس في الغروب..
أم انها مسافر لا بد أن يؤوب..
من رحلة السنين...
مازلت باسم الله تقضي حاجة الفقير،
وتنعش البسمة في ملامح الحزين... 
تلقي على جراحنا، 
ردائك الحنون...
يا كعبة يطوفها الخائف،
يا وسيلة الرجاء والآمال،
وسرها المكنون...
يا وصفة النجاة للمطارد المطلوب،
ضاقت به الأرض،
ولم يشفع له الصديق والحبيب..
يا عابدا يعلم السجود للملائكة..
يا وارث العفاف والتقوى من السلالة المباركة..
يا نفحة الجنان، 
يا عطرا نفى عفونة الرشيد والبرامكة..
يا هيبة ماهزها طاغية،
أنت له كابوسه القاتل والظنون...   
على يديك رنت السلاسل..
ضاحكة تهزئ بالسجان والحاكم، 
فهي معدن مقاتل..
بل إنها مسبحة،
على يديك تدمن الدعاء والخشوع والأنين... 
أنت الذي سجنتهم،
وهم وراء القمع والحراس يحتمون...
وأنت عاري الصدر في المواجهة،
زادك صوم، 
والصلاة درعك الحصين...
نأتيك يامن كل قلب بيته،
نأتيك طوفان دموع،
أغرق العيون...
كأنه طوفان نوح،  
ولديك احتشدت نفوسنا، 
فانت فلك الله يا من عنده،
جميعنا أسرى ولاجئون...
يا وتدا في الأرض يا أساسها،
بغداد لولاك انتهت،
ونحن منتهون...
أين قصور الظلم والطغيان..
أين ولاة الجور والهوان..
راحوا وأنت لم تزل،
منارة الإيمان..
ويوم أن نادوا على الجثمان..
والجسر صار محفلا للنوح والأحزان..
ما كنت أنت ميتا،
وإنما نادوا على جنازة السلطان..
لأن هارون هو القاتل والقتيل،
منتحرا بقتله لراهب الرهبان..
كأنه طفل ومسّ النار كي يطفأها،
فاحرقته النارُ،
وهي لم تزل زاهية الألوان..  
هل كان في زمانك اللئيم،
شئ تعيس إسمه هارون...
وكان فعلا حاكما،
تخدعه النساء في مخدعه،
بالخمر والمجون...
تصورَ الأمجاد شيئا يشترى،
أراد أن يكون سلطانا على العصور،
أن يشتري بماله نبوة،
ويشتري الخلود كالنبيذ والعبيد.. 
وكان لا عقل له،
لكنهم يدعونه الرشيد..
تزوج النساء والأشجار،
والبحار والغمام والأحجار..
وتحت راية الجهاد،
يفتح البلدان والأقطار..
يمتص من خيراتها، 
ويجمع النساء والغلمان والخصيانَ،
للبيع وللإيجار..
هذا هو التاريخ في واقعه،
مهما يزيفونه أو حاولوا الإنكار..
يا سيدي يا أنبل المعارضينَ،
يا سجين الرأي والاصرار..
يا ثورة الصبر بوجه الكفر والكفار..
يا كاظم الغيظ على اعدائه،
يا أيها الفذ بكبريائه،
يا صخرة تكسرت عليك هامات لهم،
وانفجروا بحقدهم وبئس الانفجار..
 مازلت حيا حاضرا ما بيننا،
وهم خرافات من الماضي بلا آثار..
في صفحة النسيان نام فوقهم غبار..
تبخر الرشيد، 
واقتتل الأمين و المأمون... 
وانت يا إمامنا،
خرجت من سجونهم منتصرا،
وحاملا رؤوسهم،
وتحت أقدامك زال ملكهم مندحرا،
وانكسرت خلافة الدمار والطاعون...
 
بغداد - 4  حزيران  2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . بهجت عبد الرضا
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/12



كتابة تعليق لموضوع : سجين وقتيل، مع وقف التنفيذ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : د. بهجت عبد الرضا ، في 2013/06/13 .

شكرا لمرورك أخ مهند. تحياتي

• (2) - كتب : مهند ، في 2013/06/13 .

احسنت دكتور




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net