كربلاء: تسع سنوات على مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي
إن عملية تبنّي العتبات المقدسة لإقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفكرية خطوة جبارة في دعم الواقع الثقافي وتسيير حركة الإبداع، وها هي اليوم مدينة كربلاء المقدسة تشهد على مدى تسع سنوات متتالية تبني الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين مهرجانهما الثقافي العالمي الذي أخذ من ربيع الشهادة عنواناً تمتزج فيه دماء الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) مع كل قيم الفداء والإنسانية السامية وها نحن اليوم على أعتاب المهرجان التاسع الذي يضمُّ نخبة كبيرة من طوائف العالم مجتمعة تحت خيمة الإمام الحسين (عليه السلام) الذي أصبح مركز استقطاب فكري وثقافي حافل بالعطاءات.
وعن فكرة إقامة هذا المهرجان منذ لبناته الأولى وحتى هذا العام الثامن تحدث لنا (علي الصفار) عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي قائلاً: إن "فكرة إقامة مهرجان عالميّ باسم الإمام الحسين (عليه السلام) فكرة كانت تراود بعض الأخوة العاملين في العتبات المقدسة في مدينة كربلاء"، مبيناً بأنّ "هذه الفكرة ليست بجديدة بل كان هنالك حلم للجميع بأن يقام مهرجان للإمام الحسين ولأهل البيت (عليهم السلام) يضم فعاليات فكرية وثقافية واسعة تليق بمناسبات ولادة الأنوار الشعبانية الخمسة، ولكن في تلك الظروف كان هذا الأمر صعب تحقيقه نتيجة للنهج الظالم الذي كان ينتهجه النظام السابق في حق أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ومع ذلك فقد كان هذا الحلم يراودهم جميعاً".
على سياق متصل يقول (علي كاظم سلطان) العضو الآخر في اللجنة التحضيرية لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي "بعد أحداث عام 2003 كان على العتبات المقدسة في كربلاء العمل بإشعاعه فكر أهل البيت (عليهم السلام) في انطلاق الفعاليات والمهرجانات الثقافية والشعائر الحسينية على كافة المستويات، فكانت حافزاً لإقامة المهرجانات الكبرى، وقد طرح بعض الأخوة حينها فكرة إقامة مهرجان عالمي في ذكرى ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تصادف في الثالث من شعبان المعظّم، طبعاً كانت الظروف التي يمر بها العراق صعبة جداً ولكن كان هنالك إصرار على أن ترفع راية الإمام الحسين (عليه السلام) فوق كل هذه الظروف لتكون راية يلتف حولها الجميع، وقد عرضت هذه الفكرة على إدارة العتبتين المقدستين والمتمثلة بسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد أحمد الصافي (دام عزهما) وبوجود هذين الشخصين ببعدهما الفكري والديني والثقافي ومواقفهم المشهودة لذا كانا الداعم الرئيسي والجهة الراعية المباشرة لإقامة هذا المهرجان، وقد تمّ إعداد دراسة كاملة من قبل لجنة شُكلت في حينها بإشراف أصحاب السماحة وعلى ضوئها تقرر أن يقام مهرجان عالمي تحت اسم ربيع الشهادة وفعلاً نجحت تلك الجهود الجبارة وأقيم أول مهرجان في ذكرى ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان المعظم سنة 1426 ولمدة ثمانية أيام، وكان له الوقع الكبير والحضور الجماهير الرسمي والشعبي في تلك السنة". 
ويضيف الصفار، "رغم الظروف الصعبة التي تكلمنا عنها فقد كان هنالك وفود من ست دول شاركت في فعاليات المهرجان ومنها (الكويت، البحرين، إيران، لبنان،...) وكان لها مشاركات وفعاليات متعددة فضلاً عن المشاركات الكبيرة من داخل العراق والتي شملت مشاركات لطوائف وديانات مختلفة فقد اشترك (المسيح والمسلون والصابئة والكرد والتركمان والعرب)، وخرج هذا المهرجان الكبير وقتها برسالة واضحة إلى العالم بأن العراق صفحة بيضاء ناصعة وإن ما يجري في العراق هو تدخلات خارجية وأزمات ستنتهي بحكمة المرجعية الدينية الرشيدة والمخلصين من أبناء الشعب العراقي".
ويختتم حديثه بالقول، "تعددت فعاليات مهرجان ربيع الشهادة على مدى ألثمان سنوات الماضية بدأً بحفلي الافتتاح والاختتام والأمسيات القرآنية ومعارض الكتاب والفن التشكيلي ومعرض الصور والشعر العمودي والشعبي والبحوث والدراسات وندوات للمرأة المسلمة، إضافة إلى إقامة مؤتمر أكاديمي متميز على مدى أربع سنوات بحضور شخصيات مثلت أربعة عشر جامعة عراقية، وها نحن اليوم ندخل في مهرجاننا السابع الذي نتمنى أن يستمر وأن نقيم لكل من أئمتنا الأطهار مهرجاناً عالمياً لأنهم النور الذي يقتبس الجميع من فكره وثقافته ويوصله إلى العالم". 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/12



كتابة تعليق لموضوع : كربلاء: تسع سنوات على مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net