صفحة الكاتب : علي الغزي

العراق بين ديمقراطيه وديمقراطيه ........دم قراطيه
علي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
والمعروف عن الديمقراطيه انها حكم الشعب بالشعب\" ومعناها: الشعب مصدر السلطة, وذكر أن أول من عبر عن

الديموقراطية\" هو أفلاطون, وانها مصدر السياسه
وقد طبقت الديمقراطيه الثوره الفرنسيه
قامت الثورة وكان شعارها \"الحرية،الإخاء، المساواة\" ثم أدخلت فرنسا \"الديموقراطية\" في دستورها بعنوان حقوق الإنسان في المادة الثالثة \"الأمة مصدر السيادة ومستودعها وكل هيئة وكل شخص يتولى الحكم إنما يستمد الحكم منها\" ثم أدخلت ذلك في دستورها الصادر عام 1791م فنصّ على أن السيادة ملك للأمة, ولا تقبل التجزئة, ولا التنازل عنها

هنالك ثلاث حقب مر  بها العراق في الديمقراطيه  منذ نشات الدوله العراقيه  الحقبه الاولى 


الديمقراطيه في العهد الملكي   وهذ ما  رواه الاستاذ عبد الهادي الجلبي وهو كان وزيرا للاشغال العامه في عهد باشا نوري السعيد وقد تقلد عدة مناصب وزاريه منها أصبح وزيراً للمواصلات والأشغال في وزارة ارشد العمري الأولى وفي وزارة نوري السعيد التاسعة، ووزيراً للاقتصاد في وزارة طه الهاشمي

حيث قال الاستاذ الجلبي للوفد الذي اراد مقابلة نوري السعيد وكان الوفد مؤلف من الدكتور احمد امين صاحب كتاب التكامل في الاسلام وجماعته الا انهم تاخروا عن الموعد وقد خرج نوري السعيد من مكتبه ملقيا السلام عليهم ولم يقابلهم لانهم اخلوا بالموعد فقد تحدث لهم الجلبي قائلا

قبـل يومـين أو ثلاثة، كان هناك اجتماع بيني وبـين نوري السعيد وصالح جبر ـ وهما اللذان كانا يتناوبان على تقلّد المناصب الوزارية وتشكيل الحكومـة لكن نوري السعيد شغل الوزارات اكثر من غيره ـ في بيتي وبما إن بيتي كائن فـي منطقة شعبية وكان الداخـل إليه عليـه أن يمـر بزقـاق يكثر فيه الصبيان، فعندما اجتاز نوري السعيد ومعه صالـح جبر وعدد من الوزراء الزقاق إلـى بيتنا، أخذ الأطفال ـ وكان عددهم قرابة الخمسين طفلاً ـ يصفقون ويقولون بأعلى أصواتهم وباللهجة الدارجة:
( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانه)
يضيف عبد الهادي الجلبي، فتأثـرت كثـيراً عندما سمعت ذلك، فقلت لولـدي، اذهب وأعطي لكل طفل نصف دينار ليغيروا شعارهم وليعلنـوا عن شعار مؤيد عندما يخرج نوري السعيد من البيت.
وبعد أن أتمّ الضيوف اجتماعهم، خرجوا من بيتنا، فتلقاهم الأطفال بالتصفيـق وبباقـة مـن الزهور وهم يرددون:
( نوري السعيد شدة ورد وصالح جبر ريحانة).
فابتسم نوري السعيد من هذا التغيير المفاجئ ووقف على مدارج أحد البيوت وقـال للأطفال: لا يا أبنائي أقروا مثل ما كنتم تقرؤون، فاعتلت أصـوات الأطفال مردده:
( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانة)، طفق الأطفال يرددون ذلك بينما نوري السعيـد وصالح جبر وبقيـة الضيـوف مـن الوزراء يصفقون للأطفال ويقرؤون معهم ويضحكون.
باعتقادي هـذا مظهر مـن مظاهر الديمقراطية، أن يكون الحاكم مع رغبـة الناس حـتى لو كان ذلك في الظاهر.
قد يكون نوري السعيد غاضباً فـي باطنه من هذه العبارة المشينة، لكن طقوس الديمقراطية والتنافـس شبه الحر تجعله متواضعـاً لإرادة النـاس حـتى لو كانوا من الصبيان الصغار.
فقوة الحكومات الديمقراطيـة تكمـن فـي وجود الأحزاب الـتي تعمل علـى ممارسـة الضغوطات على الحكومة لتعديل موقفها باتجاه الصالح العام. وهـذا هو عامل ثبات للسلطة، فأغلب الانقلابات العسكرية الـتي حدثت فـي العراق أنها حدثت نتيجة التفاوت الفاحش بـين وجـود الأكثرية ووجود الأقلية في السلطة،
هذه ديمقراطية العهد الملكي وحتى تغيير الوزرات بشكل مستمر لا يشد الوزير على الكرسي ببراغي او رئيس الوزراء لاي سبب بسيط يقدم الوزير او رئيس الوزراء استقالته

وهناك وشايه وصلت لنوري السعيد مفادها ان وزير ماليته لديه فراش يعمل لخدمته يمتلك دارين في بغداد فذهب نوري السعيد لزيارة وزارة الماليه والتقى بالوزير وقال له قدم استقالتك لمجلس الوزراء اذا كان فراشك يمتلك دارين انت كم تملك  في بغداد  .هذه امثله ضربتها لك عزيزي القاري  كي تكن  حكما بين الديمقراطيات المكتوبه على الورق  والجدران  وبين التطبيق الفعلي لها

اما الديمقراطيه في عهد الثوره   ثورة 14 تموز 1958 فكانت وليده ومبنيه على ركام  وتناقضات  من تاسيس الدوله العراقيه لغاية ثورة تموز  فكانت في المهد  ولن تشبع ارضاع لكون  اعداء الثوره  كثيرون  من الاقطاع  اللذين ضربت مصالحهم نتيجة قانون الاصلاح الزراعي الى القوميون العرب  ودعم جمال عبد الناصر لهم  كذالك دعم سوريه  في تلك الفتره  خاصة وان علاقتها بمصر قويه جدا نتيجة الوحده   فكان الدعم لحزب البعث  واسع من قبل النظام السوري انذاك فاخذت الديمقراطيه تتعكز  الى ان اجهض على الثوره في  14 رمضان

وجائت  حكومة الحرس القومي انذاك متمثله بقائده عبد السلام عارف  ونتيجة انحراف مسار الحرس اللاقومي  انقلب عبد السلام عليهم حبا بالكرسي وعدم ضياعه فاصطنع الرده  وبعدها لم تدم طويلا  حيث  وافته المنيه في حادثة  سقوط الطائره في القرنه  وجاء اخيه عبد الرحمن عارف  فلم تكن الديمقراطيه كسابقاتها بقيت معوقه     وتعالج تحت جرعاة  وقرارات فقط في الاسم  تدعي الديمقراطيه الا انها حبر على ورق  ومن ثم جاء العهد المظلم عهد  17 تموز 1968  وكانت الشعارات الرنانه والطنانه التي تشير الى الديمقراطيه اليتيمه  حيث امر صدام حسين  في رفع  الشعار.. الديمقراطيه  مصدر  قوه للفرد  والمجتمع ) وكان  هذا الشعار مرفوع  خلف كرسي  جميع مدراء الدوائر  وفي الطرقات العامه  وعلى جدران المدارس  الا ان الشعب لم ينعم  بحرف  من حروف الديمقراطيه  فكانت نتيجة ذالك  القبور الجماعيه  والمحاكمات الصوريه  ومحكمة الثوره  واعداماتها  والسجون  واقبية الامن التي تظم خيرة شباب العراق  وهكذا فسرت الديمقراطيه في زمن  البعث  .

 ومن ثم جاء التغيير وكانت الديمقراطيه  في اعلى المسودات  حيث لها  كلمة الفصل  واصبح القاصي والداني يتكلم عن الديمقراطيه ولن نراها كتطبيق على الواقع  كون الديمقراطيه جاءت جرعة واحده  واخذت تفسر في الشارع العراقي  تفسير خاطيء    المراه تتصور الديمقراطيه بلبس  الجينز  والحصر  والمكياج الصارخ  والشاب يفسر الديمقراطيه بشرب الحشيشه  والحمر  ومشاركة النساء  في المكياج  والكتل السياسيه تفسر الديمقراطيه على هواها ووفق مصالحها الخاصه    والوزير  يتصرف على هواه  ووفق ديمقراطية كتلته  ولا يخاف الحساب
والله في عون العراق  من هكذا ديمقراطيه  حيث  ولدت  تحت خيمة الديمقراطيه  ثقافة قطع الرؤوس  والقتل  والتعذيب ومصادرة الحريات ووفق  الديمقراطية  حيث اشاع سفك الدم في الشارع  فاصبحت  دم  قراطيه  وفق منظور الديمقراطيه  والكل صم بكم لا يفقهون  يقتل  الف  شخص في حادث الجسر لن نرى وزيرا يستقيل او يحاسب  يقتل 500 في تفجير لن يستقيل قائد او مسؤول الكل  انشد على كرسيه  ببراغي استيل   ويدعون الديمقراطيه  .
اكثر من مليون  شهيد   ومليون  ارمله  ومليون يتيم ومليون عاطل وما شاء الله ارقام قياسيه  وفق  الديمقراطيه  اذأ من حقنا ان نغيير المصطلح  الى دم قراطيه وحرمان .  بقي عليك عزي القاريء الكريم  ان تفرز  ماهي الحقبه وفي اي عهد  كانت الديمقراطيه مفعله  وانعم العراقيون  في زمنها

الراي السديد لك وشكرا للقراءه

 

علي الغزي

ali_2000_54@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/12



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين ديمقراطيه وديمقراطيه ........دم قراطيه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد مشاري من : البصرة ، بعنوان : وهل بقت دم قراطية في 2010/08/12 .

السلام عليكم
الاستاذ علي الغزي
لم تبقى دم قراطية
اخر الدم قراطيات هي ماجرى من انتهاك للدم قراطية في البصرة حينما تم اعتقال المتظاهرين وليست اخرها
اقالة قائد الشرطة ورفض الاقالة بالبطلجة العثية
فاهلا بالدم قراطية
ولتموت الديمقراطية
مقال رائع




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net