صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

ضربني وبكى , وسبقني واشتكى
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه الكلمات البسيطة في العنوان مع ما تحمل من موسيقى لفظية وقافية موحده , تحمل معها بنفس الوقت وتصور حاله رائعة لإيضاح الامراض النفسية لدى البعض ممن يتسمون بالأنانية وحب الذات ومحاولة الاضرار بالآخرين , فمن يظلم ويتهجم على الناس يأتي ليصور نفسه هو المظلوم الاوحد والمغبون في حقوقه ويشتكى لإنصافه من المظلوم الحقيقي ويصوره على انه هو المعتدي
نفس المعنى الاخلاقي والاجتماعي لهذا المثل ينسحب على الواقع والمشهد السياسي , فلو نأخذ مثلا عمليا لما نقول هو ما حدث قبل قلائل من الايام , اذ أُعْلِنَ تشكيل تحالف من دولة القانون وكتلة المواطن هذا التشكيل الذي تمنينا له ان يكون من القوة بمكان لإعطاء الزخم المعنوي لتشكيل حكومات محلية قوية قادرة على ادارة شؤون المحافظات , وبنفس الوقت أشرنا مخاوفنا من عدم التزام دولة القانون وزعيمها السيد المالكي بتعهداتهم ومواثيقهم وهو المعروف عنه نقض العهود ولم يسلم اي طرف سياسي من نقض المالكي للعهد معه .
إن سياسة السيد المالكي وعلى مر الدورتين اللتين ترأس فيهما مجلس الوزراء كان بحق زعيم الازمات الاول فالمشاكل الامنية والتخبطات الادارية والفساد المستشري في كل مفاصل الدولة وغياب الرؤية الواضحة للسياسات المُتَبَناة من قبل الحكومة على الصعيدين الخارجي والداخلي كلها كانت مصادر لازمات انهكت الشعب العراقي , وفي كل هذه الازمات كان السيد المالكي وماكنته الاعلامية يصوران ان سبب هذه الازمات جهات او اطراف لا تريد للعراق الخير سواء داخلية ام خارجية و ويصور نفسه على انه حمامة السلام التي تريد للعراق الخير.
وكما قلنا اننا استبشرنا خيراً بالتحالف المعلن بين دولة القانون والمواطن وبعد تأشير مخاوفنا , اتى السيد المالكي واكد هذه المخاوف فبعد اعلان وتصديق النتائج النهائية للانتخابات المحلية وبدء العد التنازلي لتشكيل الحكومات المحلية الجديدة ظهر علينا المالكي لإعلان انسحابه من التحالف مع كتلة المواطن ليربك المشهد في عملية تشكيل الحكومات المحلية , وقد توجسنا ايضا بان السيد المالكي وماكنته الاعلامية سيصوران ويصيغان رؤية جديدة للالتفاف حول من انسحب من التحالف وإلصاق التهمة بكتلة المواطن ورئيسها السيد عمار الحكيم .
بدأت رحلة التسقيط والتشويه لشخص السيد الحيكم وكتلة منذ فظ الشراكة وتوجه السيد الحكيم للتحالف مع كتلتي الاحرار ومتحدون في بغداد بعد أن يئس من المالكي ووعوده  , فالفوز اللافت والساحق لكتلة المواطن اربك حسابات المالكي وكتلته , فراح يثير رياح التسقيط , وبرأي ان اعلانه التحالف مع السيد الحكيم كان بنية مبيته ودفينة لفض التحالف قبل اعلان تشكيل الحكومات المحلية ليبدأ بتسقيط السيد الحيكم .
من الامور التي اخذها المالكي وانصاره على السيد الحكيم هي انه هو من انسحب من التحالف في حين ان المالكي في نص اعتذاره للسيد الحكيم وفض الشراكة قال ان حزبه لم يؤيدوا هذا التحالف ولديهم بعض التحفظات على بعض النقاط وهذا كلام صريح منه بانه هو من إنسحب من التحالف .
ثم انهم اثاروا مثلبة يعتقدون بها وهي انهم اخذوا على السيد انه تحالف مع متحدون وهي القائمة السنية  ــ ان صح التعبير ــ الكبرى في المشهد السياسي ولعمري اننا لا نرى مثلبة في هذا التحالف بل على العكس يعتبر تحالف ايجابي ومهم  ومن اهم ايجابياته هي القفز على الطائفية وسد الباب على المتصيدين في الماء العكر واسكات من يدعون ان بغداد أُحْتِلَتء من قبل الصفيون ـالشيعةـ سَيُغْلَق باب الطائفية نهائيا في بغداد اذا ان راس الهرم في السلطة التشريعية لحكومة بغداد من القائمة السنية , ثم اقول لمن يشنع على السيد الحكيم والسيد مقتدى الصدر تحالفهم مع متحدون اليس من باب أَوْلى انتقاد المالكي والتشنيع عليه وهو اول من قرب القوائم السنية وهو من رفع الاجتثاث عن صالح المطلك وتنصيبه نائبا لرئيس الوزراء كذلك تقريبه لمشعان الجبوري صاحب قناة الزوراء التي لا يخفى على الجميع دورها في التحريض على الارهاب وعلى الطائفية .
ان استهداف السيد الحكيم من قبل انصار دولة القانون ناتج من حسدهم لما يرون من مقبولية يحظى بها سماحته من قبل جميع اطياف الشعب العراقي فلم نرى منه الا الدعوة الى الوحدة ونبذ الطائفية وتكريس الجهد للرقي بالبلد نحو الافضل ,فالحكيم امتاز بالوسطية والاعتدال لم يصرح بتصريح طائفي او مناطقي او قومي فالكل اخوة وشركاء في الوطن بمختلف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم , ولم يدعو السيد الحكيم الى حكم العراق من قبل فئة واحدة فمنذ البدء كان واضحا وصلبا في موقفه وهو ان العراق لا يمكن ان يدار الا بمشاركة جميع ابناء الشعب العراق على مختلف انتماءاتهم في ادارته . والاهم من هذا كله انه لم يحاول الاستفادة من انسحاب المالكي من التحالف ونقضه للعهد لتسقيط المالكي او الدخول في حرب كلامية ليست للجميع فيها مصلحة , بل بَقِيَ السيد الحكيم تجسيدا لقول الشاعر:
كُنْ كالنخيل عن الأحقادِ مُرْتًفِعاً ........ يُرْمى بصخرٍ فيرمي اطيب الثمرِ
10/6/2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/11



كتابة تعليق لموضوع : ضربني وبكى , وسبقني واشتكى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net