صفحة الكاتب : مدحت قلادة

الدولة المدنية ثم الدولة المدنية
مدحت قلادة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نوهت في مقالي السابق "هل تُسرق ثورة شباب مصر؟!" لأن الثورة مصرية مائة بالمائة ضد نظام أدمن الأسلوب الإستعماري "فرق تسد" ففرق بين المصريين بسبب الدين والمذهب والمكانة الإجتماعية.. وأن تلك الثورة لها أب روحي وقائد هام هو شباب مصر وليست الأحزاب السياسية أو الجماعات الدينية بل شباب مصر الصاعد.
بدليل خروج الجماعات الدينية في اليوم الثالث بعد إنهاك واستنزاف قوى جهاز الأمن المصري، خرجت الجماعات الدينية محاولة حصد أعمال شباب مصر المجيدة وجاء تصريح المرشد الإيراني خامنئي ليصدم جموع المصريين معلناً أنها ثورة إسلامية معتقداً أن شباب مصر يعيشون في العصور السحيقة بعيداً عن الحقيقة المعروفة للجميع أن الثورة الإسلامية بإيران هي صورة أشد إستبداداً ودموية من النظام العسكري المصري فالنظام الإستبدادي يستمد شرعيته من القوى الغاشمة... والنظام الديني يستمد قوته من الأيديولوجية الدينية... وهنا يكمن الخطر فنظام ملالي إيران تجاهل كون شباب مصر نجح في إستقطاب كل التيارات والطوائف لرفع اسم مصر عالياً.
والآن ارتفع صوت التيار الديني وجلس مع كل التيارات لوضع حل للخروج من الأزمة الحالية وطبيعي أن يجلس كل شركاء الوطن والقوى السياسية لبحث كافة الطرق المؤدية لرحيل النظام وعدم المساس بمكاسب شباب مصر الواعي، وشارك الأخوان وخرجوا بعدد من البيانات أهمها أنهم غير مستعدين لحكم مصر؟! وأنهم يسعون للإصلاح الاجتماعي و... كلمات وبيانات عديدة تصدر من الجماعات الدينية ربما لتسكين شباب مصر أو من مبدأ التقية لحين تمكنهم من السيطرة على مصر والحق يقال أن عدد كبير جداً من المتابعين لحركات الإسلام السياسي في العالم سيجدون أن الدخول في نفق الدولة الدينية يهدم كل المكاسب الحقيقية ويرجع بمصر إلى القرون الوسطى بل والمنطقة كلها بحكم ريادة مصر في المنطقة.
والسؤال الآن هل يؤمن الأخوان بالدستور المدني وهل يشتركون في الحلبة السياسية وفق قواعد الدولة المدنية؟ وهل يتركون أحلامهم في إقامة الدولة الدينية الأكثر ديكتاتورية من حكم العسكر؟ وهل يحل الأخوان جهازهم السري؟ وهل يثبتوا للعالم ولمصر انفصالهم عن أعمال القتل والتصفية؟ أم أنها مرحلة من مراحل كفاحهم لإقامة الدولة الدينية؟ مثلما فعل حسن البنا عام 1948 ورشح نفسه في الإنتخابات التشريعية ولكنه انسحب بعد وعد من النحاس باشا بفتح فروع للأخوان في كل محافظات مصر ورشح نفسه بعد ذلك.. ولم ينجح وحاولوا العودة للسلطة بمحاولة اغتيال عبد الناصر عم 1954 بيد الأخواني محمود عبد اللطيف مما دفع عبد الناصر لإعدام قاداتهم وعلى رأسهم عبد القادر عودة وسيد قطب وآخرون.
إن الحل لإنقاذ مصر من تقية الجماعات الدينية أو أصحاب الإنتهازية الدينية لا يتوقف على ترقيع الدستور الحالي بل العمل على إعداد دستور جديد دستور ينص صراحة على مدنية الدولة وديموقراطيتها أيضاً شعار الديموقراطية شعار ناقص غير كامل الأهلية، ففرنسا ودول العالم الغربي ينص دستورها على مدنية الدولة وليست بالديموقراطية وحدها تحيا الشعوب الغربية بل بنصوص واضحة صريحة لإقامة دولة مدنية ونظام ديموقراطي.
فحماس وبحور الدماء التى اهدروها من اعضاء وقادة فتح وإلقاء طباخ عرفات من الدور السادس عشر تم بإسم الديموقراطية وصناديق الانتخابات الغير مبصره، لذا فتصفية أعضاء منظمة فتح بقطاع غزة أيضاً تم بإسم الديموقراطية وصناديق الانتخابات والدولة الدينية، وفرض الزي الإسلامي على كل سكان قطاع غزة في دولة حماس الإخوانية، وجلد الشابة السودانية في ميدان عام لإرتدائها الجينز أيضاً حدث في الدولة الدينية.
أخيراً إن شباب مصر وجيش مصر درع أمان لها للحد من خطورة الدولة الدينية المفرقة بين مواطنيها " مؤمن كافر ذمى ... " لذا ان وجود دستور قوي واضح المعالم خالي من التناقض مؤكداً على مدنية الدولة قادراً على حماية الديموقراطية من الشطط والإنحراف بمصر ومستقبلها بإسم الدين.
نداء لكل شباب مصر الصادق الواعد.. نداء لكل مصري محب لمصر.. نداء للجنة الحكماء.. هناك ضرورة ملحة لإعطاء أولوية لعمل دستور جديد يحقق أولويات المرحلة التاريخية ويحفظ مكاسب شباب مصر وقبل كل شيء فهو يحقق الأمان لمصر وشعبها الطيب المستحق حياة افضل ومستقبل مشرق.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مدحت قلادة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/10



كتابة تعليق لموضوع : الدولة المدنية ثم الدولة المدنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net