صفحة الكاتب : علاء كرم الله

المالكي والنجيفي وقبلة الحياة للعراقيين!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكن لقاء المالكي والنجيفي يوم السبت  الأول من حزيران الجاري  يوما عابرا في  حياة العراقيين المليئة بالخوف والقلق، وكذلك لم يكن يوما أعتياديا  في صورة المشهد السياسي العراقي المتفجردائما وابدا، حيث أستظل جميع السياسيين  وقادة البلاد تحت شجرة السيد الحكيم التي طالما كانت عنوانا للخير والمحبة والتسامح حيث يحظى هذا الرجل الباسم الوجه دائما بقبول وأحترام كل أقطاب السياسة ورؤوسها البارزة في العراق، فلم يسمع للرجل يوما أن تطرف وهاجم وتعصب في تصريح أو خطاب أو لقاء بقدر ما تسمع وتلمس منه الدعوة للسلام والمحبة والتلاحم من أجل العراق، فكان السيد الحكيم بحق صمام أمان اللحظة، بعد أن أنهار الوضع الأمني وأصبح قاب قوسين من الأنفجار وعادت الى الجميع  صورة الرعب لسنوات الموت المجاني من 2005 – 2006الذي طحن أرواح الاف العراقيين.نعم لقد نجح السيد الحكيم بجمع قطبي الصراع السياسي (المالكي والنجيفي) بعد أن كان هذا الأمر مستحيلا!، فقد نجح  فيما فشل به السيد رئيس الجمهورية (المام جلال) الطيب الذكروالذي حاول مرارا جمع أطراف الخلاف السياسي ولكنه لم يفلح بذلك.الملفت للأنتباه أن مشهد اللقاء بين المالكي والنجيفي وحرارة القبلات بينهما! ، سرعان ما أنعكس على الشارع العراقي، حيث  أستبشرالعراقيين خيرا بهذا اللقاء وحمدوا الله كثيراآملين أن  يعم  السلام والمحبة بين السياسيين، حيث  هدأت التفجيرات وتوقفت الأغتيالات ولم نعد نسمع عن سيطرة وهمية هنا أوهناك!! عناق السياسيين العراقيين وتصالحهم جاء ليثبت بالدليل القاطع أن أختلافهم وتصالحهم ينعكس على الشارع العراقي سلبا وأيجابا. وبقدر ما كان للسيد الحكيم الدور البارز والكبير في حقن الدماء وتهدأة النفوس، ألا أن أمر لقاء المالكي والنجيفي  وما تبعه من تصريح لرئيس الحكومة بأنه سيزور أقليم كوردستان ويعقد أجتماع مجلس الوزراء هناك يوم  الأحد 9/6 في أربيل!، عزاه  البعض الى الزيارة الأخيرة ل (جو بايدن)  نائب الرئيس الأمريكي  للعراق بعد تدهور الأوضاع الأمنية ووصولها الى حدود خطيرة وتوجيهاته الى كافة قادة الأحزاب والكتل السياسية! بضرورة تهدأة الأموروحل كافة الخلافات، مما يؤكد لدى الكثيرين أن أمر أستقرار العراق ومستقبله لا زال رهنا بيد الأمريكان لا غيرهم!!. الذي يهم العراقيين الآن واللحظة وغدا هو الهدوء والأمان والسلام   أن كان بالجهود الطيبة والملموسة من السيد عمار الحكيم أو تزامنا مع  زيارة (بايدن) بعد ان صبغ شهر نيسان ومايس شوارع العراق بالدم وكان من اكثر الشهور دموية بالعراق في السنوات الأخيرة. الذي يأمله العراقيين من هذا اللقاء هو أن  يكون اجتماع أبدان وافكاروأهواء، لا أجتماع أبدان فقط !وسرعان ماتعود الخلافات وروح العناد والتعنصروالتطرف لا سامح الله.وأذا كان الأعلام  قد سمى قبلة المالكي والنجيفي بالقبلة الأغلى سياسيا ، فأنني أسميها قبلة الحياة للعراقيين لأنها حقنت وحفظت دماء الكثير من العراقيين وأشاعة الطمأنينة بينهم! .بقي أن  نشير الى أمر غاية بالأهمية على اقل تقدير من وجهة النظر الشخصية، لقد كتبنا في مقال سابق بأن أمر تقسيم العراق و باقي الدول العربية أمر مفروغ منه!! وحسب ما مرسوم ومخطط له من قبل أمريكا والغرب( مشروع برنارد لويس) بعد أن شاخت وهرمت (سايكس بيكو الأولى التي وضعتها بريطانيا وفرنسا بعد أنتهاء الحرب العالمية الأولى وأنهيار الدولة العثمانية ،فلا بد من سايكس بيكو ثانية تقودها هذه المرة أمريكا وروسيا)!!، وقلنا أن أمر التقسيم لا يقوم ألا بخلق الحروب الداخلية والأضطرابات وأثارة النزعة الطائفية والشوفينية والقومية كما يجري الآن في العراق وباقي الدول العربية التي طالها التغيير(بلدان الربيع العربي). والسؤال هنا هل أن تصالح الأطراف السياسية بالعراق وتسوية كافة الخلافات  السياسية يمكن أن يوقف مشروع التقسيم أو يؤجله الى أمد بعيد ويربك الحسابات الأمريكية و الغربية؟ القادم من الأيام هو الذي الذي سيجيب على هذا التساؤل بعد أن نتأكد من صدقية اللقاء بين المالكي والنجيفي وصفاء نواياهم!وما سيتبعه من تطورات سياسية على المشهد السياسي في العراق المليىء بالمفاجأات!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/09



كتابة تعليق لموضوع : المالكي والنجيفي وقبلة الحياة للعراقيين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net