صفحة الكاتب : هاشم الفارس

أقطاب مغناطيس متشابهة
هاشم الفارس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتصاعد وتيرة المهاترات السياسية التي جرفت الواقع السياسي والاجتماعي والامني العراقي الى الحضيض وكل ذلك ناتج عن انعدام الثقة بين القوى السياسية والرغبة في الاستئثار التي قادت السياسيين الى معضلة ادارة موازنة المصالح وقواعد لعبة المساومة بما يحقق اكبر منفعة فئوية وقد تكون شخصية ، فما ان حلت علينا معمعمة الانتخابات التي افصحت عن قوى سياسية مختلفة في الشكل البشع ومتشابهة في الجوهر النتن والتي سيسلم الشعب مقاليد حياته بيد الفائزين رغم اندفاعه نحو التغيير لكن ذلك لم يجدي نفعاً أذا بقيت الوجوه التي اذاقت الشعب العراقي مر العيش وسقته كأس الذل والهوان ،  والفائزون سوف يراقبون الساحة عن كثب وسيتقلبوا بين التحالف هنا والتاييد هناك والرفض هنا ثم معاودة التأييد في نفس القضية وتشكيل تحالفات جديدة ومساومات ستقلب جميع البرامج الانتخابية التي اعدوها للاستهلاك الشعبي والانتخابي انها المصلحة ثم المصلحة وبعد ذلك تاتي المصلحة  ، والكل سيخرج راضياً ، لكن هاجس الشهرة وتصدر الصفحات الاولى سيظل مستعراً بغض النظر عن الكفاءة والاداء والمهنية ، اما المرشح الذي يدفع المال لينال مقعداً فانه على علم يقين بانه سيسترجع المال الذي دفعه اضعافاً مضاعفة  علاوة على ماسيناله من الجاه والشرف الذي كان ينقصه . ان الوضع الاستثنائي الذي تعيشه الساحة السياسية العراقية قد لايكون شاذاً على مستوى البلدان التي تشهد نظم ديمقراطية ناشئة ، فالفجوة التي تعقب التحول من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي تتيح المجال واسعاً  للمضاربين في سوق السياسة ان يغترفوا بلا حساب من المكاسب المادية والثروة في ذات الوقت الذي يطلقون على انفسهم دعاة التغيير والديمقراطية وان عصا التحول الديمقراطي بايديهم وانهم اصحاب الفضل في انعتاق الشعب من التسلط الديكتاتوري بيد ان سجل الحوادث التي يشهدها العراق في مرحلة التغيير اثبتت تحولهم الى حيتان تبتلع الملايين ولاتشبع وتنتهك الحريات والحقوق باسم الحرب على الارهاب ويقع الفاس في راس كل مئة برئ مجرم واحد، ورغم تتطابق الوضع الشاذ العراقي مع اوضاع دول اخرى تعاني من تحول ديمقراطي قسري ورد فعل مسلح مضاد الامر الذي يعطي السياسيون الحجة الواهية في تعليق الخدمات وتبرير سياسة المداهمات والتطهير المذهبي وابتلاع المليارات في ظل فوضى ادارية لم يشهدها أي نظام دولتي في التاريخ  ووسط تبعثر السلطات وتفرق الصلاحيات . فما الذي بامكان الشعب ان يفعله ، لقد ادى جميع الواجبات الملقاة على عاتقه ، ذهب الى صناديق الاقتراع وسط التهديدات المحدقة واوصل من وصل الى مرتع الغنيمة وانصاع بكل خشوع الى اوامر المؤسسة العسكرية من حظر للتجوال من اعتقالات ومداهمات وتضييق الطرق والتحكم بكل صغيرة وكبيرة في حياة المواطنين ، اضافة الى تأديته للضرائب والرسوم والاذعان في كل مرة يطلب منه تغيير المستندات الثبوتية الخاصة به ولم يجرأ على اعلان العصيان المدني وكله شغف الى ماستقومون به تجاه الواقع الخدمي والمعاشي وفك حالة الحصار المفروضة عليه وتسخروا خيرات هذا البلد للعمران وأصلاح الواقع الزراعي والصناعي والنهوض بالبنية التحتية للكثير من المفاصل الحيوية التي تمس حياة الشعب كالكهرباء وتنقية المياه والمحافظة على البيئة ودعم الاقتصاد الوطني والبحث عن بدائل للدخل الوطني اضافة الى مورد النفط والاستخدام الامثل للموارد المائية وأستخراج المعادن الثمينة من باطن الارض ورفع المستوى الاجتماعي بكل نواحيه لهذا الشعب المنكوب .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الفارس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/09



كتابة تعليق لموضوع : أقطاب مغناطيس متشابهة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net