صفحة الكاتب : محمد الكوفي

إطلالة تاريخية مختصرة على شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم« ع »
محمد الكوفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إطلالة تاريخية مختصرة على شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم« ع » سليل النبوة ومعدن العلم.« الإمام السابع من أئمة أهل البيت {عليهم السلام{. والمعصوم التاسع من المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم،
************
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } آية التطهير-{11}.
************
نبذة تاريخية عن حياة الإمام العليم أبي إبراهيم موسى بن جعفر {عليه السلام} "  تشع بالنور والجمال والخير، وتحمل العطاء السمح، والتوجيه المشرق للأمة.»، { الكاظم الحليم صلوات الله عليه وعلى آبائه. {
************
أقدم حزني و ألمي الشديد إلى مقام النبي الأكرم الرسول الأعظم محمد {صلى الله عليه وآله وسلم.{ والى مقام سيدي ومولاي الإمام الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه كما واعزي مراجعنا العظام والعلماء الأفاضل في مشارق الأرض ومغاربها و الأمة الإسلامية. و أصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة وذلك بمناسبة الذكرى الأليمة لشهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم {عليه السلام{..
************
الحلقة الأولى : بحث و تحقيق: محمد الكوفي/ أبو جـــاسم،
************
ولد عام 128،أو 129، وقبض لخمس خلون أو بقين من رجب عام 183- ودفن بمقابر قريش حيث قبره اليوم.
ومن كتاب دلائل الحميري ، عن محمد بن سنان قال : قبض أبو الحسن {عليه السلام.{ وهو ابن خمس وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومائة ، عاش بعد أبيه خمسا وثلاثين سنة - {1}-  {1}. نفس المصدر ج 3 ص 51 .
************
الإمام موسى بن جعفر الكاظم« عليه السلام »الكوكب الساطع والنجم الامع وإمام السابع من أئمة أهل البيت من عثرة المصطفى،ومن الخلفاء الأنثى عشر الأئمة الأطهار من بعد رسول الله محمد {صلى الله عليه وآله}.
 
إمام زمانه ووحيد عصره،سابع الأنوار من مشكاة الرسالة المحمدية وسليل النبوة ، وإمام المسلمين، وسيّد العلماء والطالبين في عصره، بعد أبيه الإمام الصادق {عليهم السلام{.من غير منازع.
 
انه غني عن التعريف، فقد يتجلى فيه أسم الله الأعظم والمجد والكرامة كالشمس الطالعة في رابعة النهار.
وقد ورث المجد والعظمة والعزة كابراً عن كابر، حتى انتهى مجده إلى الإمام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين أسد الله الغالب الإمام علي ابن أبي طالب{عليهم السلام{.وجدته سيدة النساء فاطمة الزهراء عصمة الله الكبر ، ومشكاة أنوار الله العظمي عليها سلام الله أبداً.
************
اللهمّ صل على محمدٍ وأهل بيته ، وصلّ على موسى بن جعفر وصي الأبرار ، وإمام الأخيار، وعيبة الأنوار ، ووارث السكينة والوقار ، والحكم والآثار، الذي كان يحيى الليل بالسهر إلى السحر بمواصلة الاستغفار ، حليف السجدة الطويلة ، المعذّب في قعر السجون ، وظلم المطامير ، ذي الساق المرضوض بحلق القيود ، والجنازة
المنادى عليها بُذل الاستخفاف.
************
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة: الحمد لله العدل ذي العظمة والجبروت ، والعز والملكوت ، الحي الذي لا يموت : ومبدأ الخلق ومعيده ومنشئ كل شئ ومبيده ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد واحد لا كالآحاد ، الخالي من الأنداد ، لا إله إلا هو راحم العباد ، وصلى الله على نوره الساطع وضيائه اللامع ، محمد نبيه وصفيه وعروته الوثقى ومثله الأعلى المفضل على جميع الورى ، وعلى أخيه ووصيه ووارث علمه وآيته العظمى ، وعلى آله الأئمة المصطفين ، وعترته المنتجبين المفضلين على جميع العالمين ، مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، وسفن النجاة الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه ، حيث يقول جل ثناؤه : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " {1} فدل سبحانه وأرشد إليهم فقال النبي صلى الله عليه وآله " إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : الثقلين كتاب الله وعترتي ، فان ربي اللطيف الخبير أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبة له : ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض ، وجميع ما فضلت بن النبيون في عترة خاتم النبيين .
واعلم يا أخي وفقك الله بما يرضيه بفضله وجنبك ما يسخطه برحمته أن القرآن جليل خطره عظيم قدره ولما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله : أن القرآن مع أهلبيته ، وهم التراجمة عنه المفسرون له وجب أخذ ذلك عنهم ومنهم ، قال الله تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " {2}  ففرض جلت عظمته على الناس العلم والعمل بما في القرآن فلا يسعهم مع ذلك جهله ، ولا يعذرون في تركه وجميع ما أنزله في كتابه عند أهل بيت نبيه الذين ألزم العباد طاعتهم ، وفرض سؤالهم ، والأخذ عنهم ، حيث يقول : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " فالذكر ههنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تعالى : " قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليهم آياته "{3} الآية ، وأهل الذكر هم أهل بيته ، ولما اختلف الناس في ذلك أنزل الله تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " {4} فلم يفرض على عباده طاعة غير من اصطفاه وطهره دون من وقع منه الشك أو الظلم ويتوقع فالويل لمن خالف الله تعالى ورسوله وأسند أمره إلى غير المصطفين قال الله تعالى " ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا " {5} فالسبيل ههنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه " يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني " والذكر ههنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " {6} فالقرآن ههنا إشارة إلى أمير المؤمنين صلوات الله ثم وصف
{1} النساء 59 . {2} النحل : 43 الأنبياء : 7. {2} الطلاق : 10. {4} فاطر: 32. {5و6}الفرقان: 27- 30 .
راجع الباقي البحث : بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى الشيخ محمد باقر ألمجلسي " قدس الله سره " الجزء التسعون مؤسسة الوفاء بيروت لبنان الطبعة الثانية المصححة 1403 ه‍ - 1983 م.
************
إن حياة الإمام العالم أبي الحسن  موسى بن جعفر الكاظم موسى بن جعفر الكاظم:{عليه السلام}:
بجميع أبعادها تتميز بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النير الذي لم يؤثر فيه أي انحراف أو التواء، وإنما كان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم {صلى الله عليه وآله} وهديه واتجاهه، والتزامه بحرفية الإسلام.
وكان من بين تلك المظاهر الفذة التي تميزت بها شخصيته هو الصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه في ظلمات السجون، وبقي فيها حفنة من السنين يعاني الآلام والخطوب. ولم يؤثر عنه أنه أبدي أي تذمر أو شكوى أو جزع مما ألم به، وإنما كان على العكس من ذلك يبدي الشكر لله، ويكثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته.
فكان على ما ألمّ به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعة، وأكثرهم عبادة لله تعالى، حتى بهر هارون الرشيد بما رآه من تقوى هذا الإمام وكثرة عبادته فراح يبدي إعجابه قائلاً: {إنه من رهبان بني هاشم}.
ولما سجن في بيت ألسندي بن شاهك، كانت عائلة ألسندي تطلّ عليه فترى هذه السيرة التي تحاكي سيرة الأنبياء، فاعتنقت شقيقة ألسندي فكرة الإمامة، وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد ألسندي من أعلام الشيعة في عصره.
إنها سيرة تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا.
ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، وإنه كان من أندى الناس كفاً، وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى {عليه السلام} بعد أبيه الإمام الصادق {عليه السلام} بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى {عليه السلام} من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته.
ويضاف إلى نزعاته الفذّة التي لا تُحصى حلمه وكظمه للغيظ، فكان الحلم من خصائصه ومقوماته، وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه في ذلك شأن جدّه الرسول الأعظم {صلى الله عليه وآله} وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى، ومكروه من الحاقدين عليه، بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم وكان ذلك من أشهر ألقابه.
وما أحوج المسلمين إلى التوجيه المشرق، والرسالة التي سطرها لنا هذا الإمام في التضحية في سبيل الله والانطلاق نحو العمل المثمر البناء.
****** «1»  ******
نسب أبي إبراهيم موسى بن جعفر {عليهما السلام} .
نور حديقة النبي {ص} ، نور حدقة علي الولي {ع} ، العارف بأسرار الفرقان ، الكاشف لرموز التبيان ، قدوة الأئمة الأعاظم {ع}، زبدة السادة الأكرم{ع} .
1} ـــ «- اسمه ونسبه الشريف:{عليه السلام}:  هو الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين. جدّته العليا فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، ومنها يرتقي إلى جدّه الأعلى محمّد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين .»{2}.
****** « 2»  ******
2} ـــ «- أمه السيدة المحترمة: {عليه السلام}: وأمه أم ولد يقال لها : حميدة البربرية ، ويقال لها : حميدة المصفاة ، ويقال أمه عليه السلام حميدة المصفاة ، ابنة صاعد البربري ، ويقال : إنها اندلسية ، ام ولد تكنى لؤلؤة ،
حميدة بنت صاعد المغربي،{2}وقيل: نباته ثمّ لُقّبت بـ «حميدة المُصفّاة». {1} وقيل: نباته. قال الإمام الصادق {عليه السّلام {.في تعريفها: حميدة المصفّاة من الأدناس كسبيكةِ الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى أُدّيت إليّ كرامةً من الله لي والحجّة من بعدي. قال: حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت لي كرامة من الله لي والحجة من بعدي وحلفت حميدة أنها رأت في منامها أنها نظرت إلى القمر وقع في حجرها فقال أبو عبد الله {عليه السلام.{ أنها تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب ..»{2}.
****** « 3»  ******
3} ــــ «- ولادته المباركة: ولد الإمام موسى بن جعفر {عليه السلام{. يوم الأحد ويقال: الثلاثاء {1} السابع من صفر سنة - 128، ثماني وعشرين ومائة بالأبواء، منزلٌ بين مكّة والمدين{2}-وقيل أيضا لخمس خلون من رجب - سنة ثلاث وثمانين ومائة، وله يومئذ خمس وخمسون سنة. }وهناك رواة أخرى عن ابن الخشاب وبالإسناد الأول ، عن محمد بن سنان ولد موسى بن جعفر {عليه السلام{. بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة ، وقبض وهو ابن أربع وخمسين سنة في سنة مائة وثلاث وثمانين ويقال : خمس وخمسين سنة ، وفي رواية أخرى كان مولده : سنة مائة وتسع وعشرين من الهجرة ، وحدثني بذلك صدقة ، عن أبيه ، عن ابن محبوب . {3}
الوليد المبارك: { عليه السلام }: عاش الإمام الصادق { عليه السلام }. مع زوجته حميدة {1}حياة بيتية هادئة حافلة بالمودّة والمسّرات. وفي فترات تلك المدة السعيدة عرض لها حمل وسافر الإمام أبو عبد الله إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، فحمل زوجته معه للاطمئنان على صحتها في تلك الفترة. وبعد الانتهاء من مراسم الحج قفلوا راجعين إلى المدينة المنورة، فلما انتهوا إلى الأبواء {2} أحست حميدة بالطلق، فأرسلت خلف الإمام { عليه السلام }. تخبره بالأمر، وكان عند ذلك يتناول طعام الغذاء مع جماعة من أصحابه، فلما وافاه النبأ السعيد قام مبادراً إليها، فلم يلبث قليلاً حتى وضعت حميدة سيّداً من سادات المسلمين، وإماماً من أئمة أهل البيت { عليه السلام }. إنه يوم سعيد، يوم مشرق أشرقت به الدنيا بهذا المولود المبارك فكان باراً بالناس، عاطفاً على الفقراء منهم، لكنه كان أكثرهم عناءً وأكثرهم محنة في سبيل الله.
بادر الإمام الصادق { عليه السلام }.فتناول وليده الذي يأمل به أملاً باسماً فأجرى عليه مراسم الولادة الشرعيّة، فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وما زالت هذه الطريقة تُحتذى عند جميع المسلمين المؤمنين.
لقد كانت أول كلمة طيّبة قرعت سمعه كلمة التوحيد التي تتضمن الإيمان بكل ما له من معنى.
عاد الإمام الصادق إلى أصحابه والبسمة تعلو ثغره، فبادره أصحابه قائلين: {سرّك الله، وجعلنا فداك، يا سيدنا ما فعلت حميدة؟} فبشّرهم بمولوده المبارك قائلاً لهم: { لقد وهب الله لي غلاماً، وهو خير من برأ الله}.
أجل انه من أئمة أهل البيت المعصومين، وخير من برأ الله علماً وتقوى وصلاحاً في الدين، وهذا ما أحاط به الإمام الصادق أصحابه علماً بأنه الإمام الذي فرض الله طاعته على عباده قائلاً لهم:
{فدونكم، فوا لله هو صاحبكم} {3}
وكانت ولادته في الأبواء سنة 128هـ وقيل سنة 129هـ {4} وذلك في أيام حكم عبد الملك بن مروان.
وقال الطبرسي رحمه الله: ولد أبو الحسن موسى { عليه السلام }. بالأبواء، منزل بين مكة والمدينة لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة {5}
                                                         ************ 
{1}- حُمَيْدَة: وقيل أن اسمها نباتة، النفحات العنبرية، ص15، مخطوط بمكتبة الإمام كاشف الغطاء العامة، طبع مؤخراً. {2} - الأبواء: قرية من أعمال الفرع بالمدينة، وبه قبر الزاكية آمنة بنت وهب أم النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله). وقال ثابت اللغوي سميت الأبواء لتبوء السيول بها. راجع معجم البلدان، ج1، ص92. {3}- بحار الأنوار، ج11، ص230 دلائل الإمامة. 19 {4}- الطبقات الكبرى، ج1، ص33 - وتهذيب التهذيب، ج10، ص34 - وكشف الغمة، ج3، ص2 - والمناقب، ج4، ص323. {5} - أعلام الورى، ص286.
                                                        ************
تكريم الوليد: بعد فترة وجيزة ارتحل أبو عبد الله عن الأبواء متجهاً إلى يثرب وفور وصوله مدّ المائدة، وأطعم الناس ثلاثة أيام تكريماً لوليده المبارك {الكاظم}{21< وبدأت وفود من شيعته تتوافد عليه لتهنئته بمولوده، وتشاركه في فرحته الكبرى. {6}{6} أعيان الشيعة، ج4، ص9.
                                                       ************
قال المنهال القصّاب: {خرجت من مكّة أريد المدينة فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد الله موسى {عليه السلام}، فسبقته إلى المدينة ودخل بعدي بيوم فأطعم النّاس ثلاثاً فكنت آكل فيمن يأكل، فما آكل شيئاً إلى الغد حتّى أعود فآكل، فمكثت بذلك ثلاثاً أطعم حتى ارتفق ثمّ لا أطعم شيئاً إلى الغد}. التأريخ الذي اتّفق عليه أكثر المؤرّخين في مولد الإمام الكاظم {عليه السّلام{. هو السابع من شهر صفر سنة 128 هجريّة، وكان ذلك في الأبْواء ـ وهو منزل بين مكّة والمدينة قرية من أعمال القرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً {معجم البلدان 1/79}، وفي الأبواء مدفن آمنة بنت وهب أم الرسول الأعظم .
ير : أحمد بن الحسين ، عن المختار بن زياد ، عن أبي جعفر محمد بن سليم عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبد الله عليه‌السلام في السنة التي ولد فيها ابنه موسى عليه‌السلام فلما نزلنا الابواء {1} وضع لنا أبو عبد الله عليه‌السلام الغداء ولأصحابه وأكثره وأطابه ، فبينا نحن نتغدى إذ أتاه رسول حميدة أن الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا.
فقام أبو عبد الله فرحا مسرورا ، فلم يلبث أن عاد إلينا ، حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنه فقلنا : أضحك الله سنك ، وأقر عينك ، ماصنعت حميدة؟ فقال : وهب الله لي غلاما ، وهو خير من برأ الله ، ولقد خبرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها قلت : جعلت فداك وما خبرتك عنه حميدة؟ قال : ذكرت أنه لما وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله {صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله}. وأمارة الإمام من بعده.
فقلت : جعلت فداك وماتلك من علامة الإمام؟ فقال : إنه لما كان في الليلة التي علق بجدي فيها ، أتى آت جد أبي وهو راقد ، فأتاه بكأس فيها شربة أرق من الماء ، وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد ، وأبرد من الثلج فسقاه إياه وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق فيها بجدي ، ولما كان في الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه كما سقا جد أبي وأمره بالجماع فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بأبي ، ولما كان في الليلة التي علق بي فيها ، أتى آت أبي فسقاه وأمره كما أمرهم ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بي ، ولما كان
____________________
{1} الأبواء : قرية من أعمال الفرع من المدينة ، وبها قبر آمنة بنت وهب أم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
2 ـــ في الليلة التي علق فيها بابني هذا ، أتاني آت كما أتى جد أبي وجدي وأبي فسقاني كما سقاهم ، وأمرني كما أمرهم ، فقمت فرحا مسرورا بعلم الله بما وهب لي ، فجامعت فعلق بابني هذا المولود ، فدونكم فهو والله صاحبكم من بعدي (1).
أقول : تمامه في باب ولادتهم {عليهم‌السلام}.
3 ـ سن : الوشا ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله {عليه‌السلام}. قال : حججنا مع أبي عبد الله في السنة التي ولد فيها ابنه موسى عليهما‌السلام فلما نزل الأبواء وضع لنا الغداء وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثره وأطابه ، قال : فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال : إن حميدة تقول لك : إني قد أنكرت نفسي وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرتني ولادتي وقد أمرتني أن لا أسبقك بابني هذا.
قال : فقام أبو عبد الله {عليه‌السلام}. فانطلق مع الرسول فلما انطلق قال له أصحابه سرك الله وجعلنا فداك ماصنعت حميدة؟ قال : قد سلمها الله ، ووهب لي غلاما ، وهو خير من برأ الله في خلقه ، وقد أخبرتني حميدة ، ظنت أني لا أعرفه ، ولقد كنت أعلم به منها ، فقلت : وما أخبرتك به حميدة؟ قال : ذكرت أنه لما سقط من بطنها سقط واضعا يده على الأرض ، رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله {صلى‌الله‌عليه‌وآله}. وأمارة الوصي من بعده.
فقلت : وما هذا من علامة رسول الله {صلى‌الله‌عليه‌وآله}.؟ ، وعلامة الوصي من بعده؟ فقال : يا أبا محمد إنه لما أن كانت الليلة التي علق فيها بابني هذا المولود أتاني آت فسقاني كما سقاهم ، وأمرني بمثل الذي أمرهم به ، فقمت بعلم الله مسرورا بمعرفتي مايهب الله لي فجامعت فعلق بابني هذا المولود ، فدونكم فهو والله صاحبكم من بعدي إن نطفة الإمام مما أخبرتك ، فإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيه الروح ، بعث الله تبارك وتعالى إليه ملكا يقال له حيوان ، فكتب على عضده الأيمن « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته » {2} فإذا وقع من بطن أمه وقع
____________________
{1} بصائر الدرجات ج 9 باب 12 ص 129.
{2} سورة آل عمران ، الآية : 18.
3 ـــ واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء.
فإذا وضع يده على الأرض فان مناديا يناديه من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الأعلى ، باسمه واسم أبيه : « يافلان بن فلان اثبت ثلاثا لعظيم خلقتك أنت صفوتي من خلقي ، وموضع سري وعيبة علمي ، وأميني على وحيي ، وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي ، ومنحت جناني ، وأحللت جواري ثم وعزتي لأصلين من عاداك ، أشد عذابي ، وإن وسعت عليهم في الدنيا سعة رزقي ».
قال : فإذا انقضى صوت المنادي أجابه هو ، وهو واضع يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، ويقول : « شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالسقط لا إله إلا هو العزيز الحكيم » {1} قال : فإذا قال : ذلك أعطاه الله العلم الأول ، والعلم الآخر ، واستحق زيارة الروح في ليلة القدر ، قلت : والروح ليس هو جبرئيل؟ قال : لا الروح خلق أعظم من جبرئيل إن جبرئيل من الملائكة ، وإن الروح خلق أعظم من الملائكة أليس يقول الله تبارك وتعالى « تنزل الملائكة والروح » {2}.
بيان : سقط علوق الجد والأب وعلوقه عليهم‌السلام في هذه الرواية إما من النساخ ، أو من البرقي اختصارا كما يدل عليه مافي البصائر والكافي.
4 ـ سن : علي بن حديد ، عن منصور بن يونس ، وداود بن رزين ، عن منهال القصاب قال : خرجت من مكة وأنا أريد المدينة ، فمررت بالابواء وقد ولد لأبي عبد الله {عليه‌السلام.} فسبقته إلى المدينة ، ودخل بعدي فأطعم الناس ثلاثا ، فكنت آكل فيمن يأكل ، فما آكل شيئا إلى الغد حتى أعود فآكل فمكثت بذلك ثلاثا أطعم حتى أرتفق ثم لا أطعم شيئا إلى الغد {3}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{1} سورة القدر ، الآية : 4.
{2} المحاسن للبرقي ج 2 ص 314 طبع إيران.
{3} نفس المصدر ج 2 ص 418 طبع إيران.
************
طفولته زاكية مميّزة : تدرّج الإمام موسى بن جعفر في طفولة زاكية مميزة، فتربّى في حجر الإسلام، ورضع من ثدي الإيمان، وتغذى من عطف أبيه الإمام الصادق، حيث أغدق عليه أشعة من روحه الطاهرة وأرشده إلى عادات الأئمة الشريفة وسلوكهم النيّر، فالتقت في سنّه المبكر جميع عناصر التربية الإسلامية السليمة، حتى أحرز في صغره جميع أنواع التهذيب والكمال والأخلاق الحميدة، ومن شبّ على شيء شاب عليه. هذه الطفولة المميزة استقبلها الإمام موسى بن جعفر {عليه السلام} وهو ناعم البال بحفاوة وتكريم خاص؛ فأبوه أغدق عليه عطفاً مستفيضاً، وحمل له من الحب ما لا يحمله لغيره، حيث قدّمه على بقية ولده، فاندفع قائلاً: {الحمد لله الذي جعلك خلفاً من الآباء، وسروراً من الأبناء، وعوضاً عن الأصدقاء}{1} ونتيجة هذا الحب الأبوي المميز أخذت جماهير المسلمين تقابل الإمام موسى بالعناية والتكريم، وجماهير الشيعة بصورة خاصة، لأنّهم يعتقدون أن مقام الإمامة كمقام النبوة، بعيداً عن المحاباة، سوى ما يتصل بتأييد الفضيلة والإشادة بالإيمان، وعلى ضوء ذلك أعلن الإمام الصادق حبّه الكبير ومودته الوثيقة لولده الحبيب لأنه رأى فيه ملامح صادقة عنه، ومواهب مبكرة، وعبقرية خاصة، تؤهله لمنصب الإمامة على أمّة جدّه {صلّى الله عليه وآلهج. {1} - {1} الفصول المهمة، ص112.
************ 
أوصافه:{عليه السلام}: وصف رواة الأثر ملامح صورة الإمام موسى بن جعفر فقالوا: كان أسمر اللون{1}، وقالوا: كان ربع القامة، كثّ اللحية، حسن الوجه، نحيف الجسم.{2}،
أما عن صفاته الخلقية: فهو ابن الأوصياء، حاكي في هيبته ووقاره هيبة الأنبياء، فما رآه أحد إلا هابه وأكبره لجلالة قدره، وسموّ مكانته، وحسن سيرته، وكريم أخلاقه.
ومرّة التقى به شاعر البلاط العباسي أبو نواس فانبهر بأنواره فانطلق يصوّر هيبته ووقاره بأبيات قال فيها:
إذا أبـــــــصرتـــك العين من غير ريبة          وعارض فيك الشـك أثبتك القلب. {3}،
ولــــــو أن ركــــــباً أمـــــمـوك لقادهم          نسيـــــمك حـــــتى يـــستدل بك الركب
جعــــــلتك حــــــسبي فـي أموري كلها          ومــا خاب من أضـحى وأنت له حسب
ولا يخفى أن هذه الأبيات كانت يقظة من يقظات الضمير، ونسمة علوية من نسيمات الروح، ذلك أن أبا نواس الذي كان يعيش على موائد بني العباس، والذي قضى معظم أيام حياته في اللهو المجون، قد انبرى إلى هذا المديح العاطر في الوقت الذي كان يمدح أهل البيت ينال عقوبة كبرى قد تؤدي به إلى الموت! لكن مثالية الإمام وواقعيته التي لا ندّ لها في عصره، قد سيطرت على روح الشاعر العباسي وأنسته النتائج.
صفته: {عليه‌السلام}: وصفه إبن الصباغ بقوله: هو الإمام الحبر الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً " .... وكان إذا بلغه عن رجل أنهُ يؤذيه بعث إليه بمال.
، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفاً وأكرمهم نفساً، وكان يتفقد الفقراء في المدينة ويحمل إليهم نفقاتهم إلى بيوتهم لئلا يعرفوه، فلما مات انقطع ذلك عنهم ... وتلك كانت صفة آبائه وخاصة علي زين العابدين عليه السلام. وكان أحلم أهل زمانه.. وقد جمع بينه ذات يوم وقال لهم: إذا أتاكم آت فأسمع أحدكم في أذنه اليمنى مكروهاً ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر فأقبلوا عذره. وسأله أخوه إسحاق بن جعفر: أيكون أي المؤمن خائناً ؟ قال: لا. قال أيكون كذاباً  قال: لا ... قال حدثني أبي عن آبائه أن رسول الله {صلى الله عليه وآله}.  قال: " كل خاة يطوي المؤمن ليس الكذب والخيانة. 
************ 
{1}، - الفصول المهمة، ص112. {2}،- أعيان الشيعة، ج4، ص9.{3 }،- المناقب، ج4، ص318. »{3}
****** « 4»  ******
4} ــــ «- العلة التي من أجلها سمي موسى {عليه السلام } الكاظم وسمي الكاظم لما كظمه من الغيظ وغض بصره عن الظالمين حتى مضى قتيلاً في حبسه. عن ربيع بن عبد الرحمن قال: كان والله موسى بن جعفر {ع} من المتوسمين يعلم من يقف عليه بعد موته ويجحد الإمامة بعد إمامته، وكان يكظم غيظه عليهم ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم فسمي الكاظم لذلك. »{4}.
****** « 5»  ******
5} ــــ « وكنيته: {عليه السلام}: «- قال ابن شهر أشوب: {موسى بن جعفر الكاظم الإمام العالم،  وكنيته أبو إبراهيم وأبو علي،: ـ نسبةً إلى ولده الإمام عليّ الرضا {سلام الله عليه{، وأبو إسماعيل، والمشهور مِن كُناه: أبو إبراهيم، أمّا الأشهر: فأبو الحسن، ثمّ قيل فيما بعد أبو الحسن الماضي، وأبو الحسن الأوّل إذ عُرف الإمام الرضا {عليه السّلام{. بأبي الحسن الثاني فيما بعد، ثمّ الإمام الهادي {عليه السّلام{.بأبي الحسن الثالث. ويعرف بالعبد الصالح، والكاظم. والنّفس الزكيّة وزين المجتهدين والوفيّ، والصابر، والأمين، والزّاهر، وسمّي بذلك لأنّه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التّام ،{2}.»{5}.
****** « 6»  ******
6} ــــ «- الألقاب الشريفة: {عليه السلام}، باب الحوائج،:أشهرها الكاظم، واشتهر أيضاً بـ: العبد الصالح، ، الوفي،وباب الحوائج.. كذا لُقِّب بـ: زين المجتهدين، وذي النفس الزكيّة، والأمين، والمأمون، والسيّد، والطيّب، والصالح، والصابر، والوفيّ، والزاهر ـ قيل: لأنّه زَهَر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التامّ. الزاهر، المأمون، الطيب، السيد ومن أشهر ألقابه عند الشيعة باب الحوائج لما له من كرامات عظيمة والزاهد وسمي بذلك لأنه زهد بأخلاقه الشريفة وكرمه المضي التام، ،
ع {1}. ن : الوراق ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ربيع بن عبد الرحمان قال : كان والله موسى بن جعفر من المتوسمين يعلم من يقف عليه بعد موته ، ويجحد الإمام بعده إمامته ، فكان يكظم غيظه عليهم ، ولا يبدي لهم مايعرفه منهم ، فسمي الكاظم لذلك {2}..»{6}.
****** « 7»  ******
7} ــــ - عمره الشريف: {عليه السّلام}:وأما عمره فانه مات لخمس بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة للهجرة فيكون عمره على القول الأول خمسا وخمسين سنة ، وعلى القول الثاني أربعا وخمسين سنة {4}.
 1ـــ « وكان مقامه مع أبيه أربع عشرة سنة ، وأقام بعد أبيه خمسا وثلاثين سنة ، و في الرواية الأخرى بل أقام موسى مع أبيه جعفر عشرين سنة حدثني بذلك حرب عن أبيه ، عن الرضا عليه السلام وقبض موسى وهو ابن خمس وخمسين سنة مائة وثلاث وثمانين.
2 ـــ « وأما عمره فانه مات لخمس بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة للهجرة فيكون عمره على القول الأول خمسا وخمسين سنة ، وعلى القول الثاني أربعا وخمسين سنة ، وقبره بالمشهد المعروف بباب التين من بغداد {1}. 
 
3 ـــ« وكان مقامه {عليه السلام {. مع أبيه عشرين سنة ، ويقال تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه الإمام الصادق {عليه السلام{. أيام إمامته خمسا وثلاثين سنة ، وقام بالأمر وله عشرون سنة ، ودفن ببغداد بالجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش من باب التين ، فصارت باب الحوائج ، وعاش أربعا وخمسين سنة {2}. .»{7}.
****** « 8»  ******
8} ــــ «{الفصل الأول }: النص عليه بالإمامة وكانت مدة إمامته {عليه‌السلام}: خمسا وثلاثين سنة ، وقام بالأمر وله عشرون سنة ، وكانت في أيام إمامته ملك المنصور أبي جعفر ، ثم ملك ابنه المهدي عشر سنين وشهرا ، ثم ملك ابنه الهادي موسى بن محمد ، سنة وشهرا. ثم ملك هارون بن محمد الملقب بالرشيد ،
أجمعت الروايات بالنص عليه بالإمامة من الله تعالى، كخبر اللوح، وأن الإمام لا يكون إلا الأفضل في العلم والزهد والعمل، وأنه معصوم كعصمة الأنبياء }عليهم السلام{.
والنصوص المروية على إمامته عن أبيه أبي عبد الله الصادق }عليه السلام{ قد رواها شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصته، وثقاته الفقهاء الصالحون رضوان الله عليهم.
قال محمد بن الوليد: سمعت علي بن جعفر بن محمد الصادق}عليه السلام{ يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد }عليه السلام) يقول لجماعة من خاصته، وأصحابه: استوصوا بابني موسى خيراً، فإنه أفضل ولدي، ومن أخلّفه من بعدي، وهو القائم مقامي، والحجّة لله تعالى على كافة خلقه من بعدي{1}.
وروى منصور بن حازم، قال: }قلت لأبي عبد الله {عليه السلام} بأبي أنت وأمي، إن الأنفس يغدى عليها ويراح، فإذا كان ذلك فمن؟ فقال أبو عبد الله {عليه السلام}: إذا كان ذلك فهو صاحبكم وضرب على منكب أبي الحسن الأيمن، وهو فيما أعلم يومئذ خماسي، وعبد الله بن جعفر جالس معنا} {2}.
وقال سليمان بن خالد: دعا أبو عبد الله أبا الحسن يوماً، ونحن عنده، فقال لنا: عليكم بهذا، فهو والله صاحبكم بعدي .{3}.
ومن الغريب ما يدعيه غير الشيعة من أن النبي }صلّى الله عليه وآله{ مات ولم يوص إلى أحد من بعده يقوم مقامه ويسد فراغه، فترك الأمة من بعده بلا إمام يدير أمرها، ويجمع شملها، ويرشد ضالها، ويقيم لها الحدود، ويقوّم الاعوجاج، ويوضح السنن. وقد أجمعت الأمة على أنه }صلّى الله عليه وآله{ كان يستخلف على المدينة إذا أراد سفراً، ولا يرسل جيشاً حتى يعيّن له قائداً، وربما عيّن لجيوشه أكثر من قائد. ولو أنصف الناس الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لاكتفوا بنص الغدير وحده ـ دون غيره من النصوص الكثيرة ـ فقد شهد جل المسلمين بيعة يوم الغدير، وشاهدوا بأم أعينهم المراسم التي أجراها الرسول الأعظم {صلّى الله عليه وآله} في ذلك اليوم، وما نزل من القرآن الكريم.
ومن العجيب أيضاً أن تنسى الأمة بعد وفاة الرسول {صلّى الله عليه وآله} ذلك اليوم والعهد قريب، والرسول {صلّى الله عليه وآله} بعد لما يقبر، والشهود حضور. وكيفما كان فالإمام أمير المؤمنين {عليه السلام} وحده المنصوص عليه بالخلافة من قبل الرسول الأعظم {صلّى الله عليه وآله} وكذلك أولاده عليهم أزكى الصلاة وأفضل السلام. وقد التزم الأئمة  }عليهم السلام{. في نص بعضهم على بعض، السابق على اللاحق والوالد على ولده، إقامة للحجة، وإعذاراً للأمة.{4 }. {4}.
************
الإرشاد، ص310. {1}. - نفسه، ص270. {2}. - أعيان الشيعة، ج3، ص13. {3}. - أئمتنا لعلي محمد علي دخيل الذي يروي أن في حرب مؤتة أقر الرسول {صلّى الله عليه وآله} جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة وجعل القيادة لجعفر فإن أصيب فلزيد، فإن أصيب فلعبد الله. {4}. - نفس المصدر، ج1، ص10.
************
هارون الرشيد يعترف بإمامة الكاظم }عليهم السلام{. قال المأمون: كنت أجرأ ولد أبي عليه، وكان المأمون متعجباً من إكبار أبيه لموسى بن جعفر وتقديره له. قال: قلت: لأبي: يا أمير المؤمنين، من هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس، وجلست دونه؟ ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟ قال: هذا إمام الناس، وحجة الله على خلقه، وخليفته على عباده فقلت: يا أمير المؤمنين، أو ليست هذه الصفات كلها لك وفيك؟ فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر، وموسى بن جعفر إمام حق، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله  }صلّى الله عليه وآله{  مني ومن الخلق جميعاً، والله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك، فإن الملك عقيم. {4}.
************
ورد لفظ "إمام" ومشتقاته في القرآن 12 مرّة وهذا العدد مطابق لعدد الأئمة المعصومين ألاثني عشر أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{عليه السلام{. وآخرهم الإمام المهدي {عج}
إمامته {عليه السلام}: كان {عليه السلام}: نموذج عصره، وفريد دهره، جليل القدر، عظيم المنزلة، مهيب الطلعة، كثير التعبد، يطوي ليله قائما ونهاره صائما، عظيم الحلم، شديد التجاوز، حتى سمي لذلك كاظما، لاقى من المحن ما تنهد لهولها الجبال فلم تحرك منه طرفا، بل كان{عليه السلام} صابرا محتسبا كحال آبائه وأجداده {عليه السلام}. قال ابن الصباغ: روى عبد الأعلى عن الفيض بن المختار قال: قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق {عليه السلام}: خذ بيدي من النار، من لنا بعدك؟ فدخل موسى الكاظم وهو يومئذ غلام، فقال {أي الصادق {عليه السلام}}: " هذا صاحبكم فتمسك به " {1}. قال الشيخ المفيد: هو الإمام بعد أبيه، والمقدم على جميع بنيه، لاجتماع خصال الفضل فيه، وورود صحيح النصوص وجلي الأقوال عليه من أبيه بأنه ولي عهده والإمام القائم من بعده {2}. وقد تولى منصب الإمامة بعد أبيه الصادق {عليه السلام} في وقت شهدت فيه الدولة العباسية استقرار أركانها وثبات بنيانها، فتنكرت للشعار الذي كانت تنادي به من الدعوة لآل محمد - عليه وعليهم السلام - فالتفتت إلى الوارث الشرعي لشجرة النبوة مشهرة سيف العداء له ولشيعته تلافيا من تعاظم نفوذه أن يؤتي على أركان دولتهم وينقضها، فشهد الإمام الكاظم{عليه السلام} طيلة سني حياته صنوف التضييق والمزاحمة، إلا أن ذلك لم يمنعه {عليه السلام} من أن يؤدي رسالته في حماية الدين وقيادة الأمة، فعرفه المسلمون آية من آيات العلم والشجاعة، ومعينا لا ينضب من الحلم والكرم والسخاء، ونموذجا عظيما لا يدانى في التعبد والزهد والخوف من الله تعالى. جوانب من سيرته العطرة {عليه السلام}: ولقد أفرد الباحثون والمحققون مصنفات كثيرة في سيرة هذا الإمام العظيم، كفتنا عن التعرض لها هنا في هذه العجالة، إلا أننا سنحاول في هذه الصفحات التعرض لجوانب مختارة من تلك السيرة العطرة:
{الفصل الثاني}: في ذكر النص عليه بالإمامة دليل الاعتبار الذي قدمناه كما دل على إمامة آبائه {عليهم السلام{. يدل على إمامته وإمامة الأئمة من ذريته {عليهم السلام{. وإذا د للنا على بطلان جميع أقوال مخالفي الشيعة القائلين بعصمة الإمام والنص، فان الشيعة اختلفت بعد وفاة أبي عبد الله {عليهم السلام{. على أقوال: قائل يقول: إن الصادق {عليهم السلام{. لم يمت ولا يموت حتى يظهر فيملا الأرض عدلا، وهم: الناووسية، وإنما سموا بذلك لان رئيسهم في مقالتهم رجل يقال له: عبد الله بن الناووس {1}. وقولهم باطل بقيام الدليل على موته كقيامه على موت آبائه {عليهم السلام{. وبانقراض هذه الفرقة بأسرها، ولو كانت محقة لما انقرضت. وقائل يقول: بإمامة عبد الله بن جعفر، وهم: الفطحية {2}. وقولهم يبطل بأنهم لم يعولوا في ذلك على نص عليه من أبيه بالإمامة، وإنما عولوا في ذلك على أنه أكبر ولده، وأيضا فإنهم رجعوا عن ذلك، إلا شذاذ منهم، وانقرضت الجماعة الشاذة أيضا فلا يوجد منهم أحد، وإنما نحكي مذهبهم على سبيل التعجب، وما هذه صفته فلا شك في فساده. وقائل يقول: بإمامة إسماعيل بن جعفر على اختلاف بينهم، فمنهم من أنكر وفاة إسماعيل في حياة أبيه وزعم أنه بقي ونص أبوه عليه، وهم شذاذ {3}. ومنهم من قال: إن إسماعيل توفي في زمن أبيه، غير أنه قبل وفاته نص على ابنه محمد فكان الإمام بعده، وهؤلاء هم: القرامطة، نسبوا إلى رجل يقال له: قرمطويه، ويقال لهم: المباركية، نسبوا إلى المبارك مولى إسماعيل ابن جعفر عليه السلام  {4}.وقول هؤلاء يبطل من وجهين: أحدهما: إن مذهبهم يقضي ببطلان حكاية دعوى التواتر عنهم بالنص، وذلك أن من أصلهم المعروف أن الدين مستور عن جمهور الخلق، وإنما يدعو إليه قوم بأعيانهم لا يبلغون حد التواتر، ولا يؤخذ الحق إلا عنهم وأنه لا يحل لأحد من هؤلاء أن يوعز إلى الخلق شيئا منه إلا بعد العهود والإيمان المغلظة، فقد ثبت فساد قول من ادعى عليهم التواتر، وإنما يعولون على أخبار آحاد وتأويلات في معنى الأعداد وقياس ذلك بالسماوات السبع والارضين والنجوم وغير ذلك من المشهور والأيام مما يجري مجرى الخرافات، وهذا لا يعارض ما ذهبنا إليه من إيراد النصوص الظاهرة والتواتر بها من الأمم الكثيرة المتظاهرة. والوجه الآخر: أن النص لا يكون من الله تعالى على من يعلم موته قبل وقت إمامته من حيث يكون ذلك نقضا للغرض ويكون عبثا وكذبا، وإذا لم يبق إسماعيل بعد أبيه بطل قول من ادعى له النص بخلافته. ولا فصل بين من أنكر وفاته في عصر أبيه وادعى أن ذلك كان تلبيسا، وبين من أنكر موت أبي عبد الله {عليه السلام}،
من الناووسية. وكذلك من ادعى أنه نص على ابنه محمد، لان الإمامة إذا لم تحصل لإسماعيل في حياة أبيه - لفساد وجود إمامين معا في زمان واحد - فكيف يصح نصه على ابنه ؟ إذ النص على الإمام لا يوجب الإمامة إلا إذا كان من إمام. وقائل: يقول: بإمامة موسى بن جعفر {عليه السلام}، وهم: الشيعة الإمامية، فإذا فسدت الأقوال المتقدمة ثبتت إمامة أبي الحسن موسى {عليه السلام}، وإلا أدى إلى خروج الحق عن جميع أقوال الأمة، وأيضا فإن الجماعة التي نقلت النص عليه من أبيه وجده وآبائه {عليه السلام}، قد بلغوا من الكثرة إلى حد يمتنع معه منهم التواطؤ على الكذب، إذ لا يحصرهم بلد ومكان، ولا يضمهم صقع، ولا يحصيهم إنسان. وأما ألفاظ النص عليه من أبيه{عليه السلام}، فمن ذلك: ما رواه محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة من أصحابه، عن أحمد ابن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن ثبيت، عن معاذ ابن كثير، عن أبي عبد الله {عليه السلام}، قال: قلت له: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها. فقال: " قد فعل الله ذلك ". قلت: من هو جعلت فداك ؟ فأشار إلى العبد الصالح وهو راقد فقال: " هذا الراقد " وهو يومئذ غلام {5}. وبهذا الإسناد، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن موسى الصيقل، عن المفضل بن عمر قال: كنا عند أبي عبد الله {عليه السلام}، فدخل أبو إبراهيم - وهو غلام - فقال: " استوص به، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك "{6}. وبهذا الإسناد، عن محمد بن علي، عن عبد الله القلاء، عن الفيض ابن المختار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: خذ بيدي من النار، من لنا بعدك ؟ فدخل علينا أبو إبراهيم - وهو يومئذ غلام - فقال: " هذا صاحبكم فتمسك به "{7}. وبهذا الإسناد، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله {عليه السلام}، قال: قال له منصور بن حازم: بأبي أنت وأمي، إن الأنفس يغدى عليها ويراح، فإذا كان ذلك فمن ؟ قال أبو عبد الله {عليه السلام}: " إذا كان ذلك فهو صاحبكم " وضرب على منكب أبي الحسن الأيمن، وكان يومئذ خماسيا، و عبد الله بن جعفر جالس معنا {8}. وبهذا الإسناد، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبى طالب {عليه السلام}، عن أبي عبد الله{عليه السلام} قال: قلت له: إن كان كون - ولا أراني الله ذلك - فبمن أئتم ؟ قال: فأومأ إلى ابنه موسى. قلت: فإن حدث بموسى حدث فبمن أئتم ؟ قال: " بولده ". قلت: فإن حدث بولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا ؟ قال: " بولده، ثم هكذا أبدا ". قلت: فإن لم أعرفه ولم أعرف موضعه ؟ قال: " تقول: اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي، فإن ذلك يجزئك إن شاء الله " {9}. وبهذا الإسناد، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن محمد ابن عبد الجبار، عن الحسن بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن فيض بن المختار، في حديث طويل في أمر أبي الحسن {عليه السلام} حتى قال له أبو عبد الله {عليه السلام}: " هو صاحبك الذي سألت عنه، فقم إليه فأقر له بحقه ". فقمت حتى قبلت رأسه ويده، ودعوت الله له. قال أبو عبد الله {عليه السلام}: " أما إنه لم يؤذن لنا في أول ذلك {10}. ". فقلت: جعلت فداك، فاخبر به أحدا ؟ قال: " نعم، أهلك وولدك ورفقاءك ". وكان معي أهلي وولدي، وكان معي من رفقائي يونس بن ظبيان، فلما أخبرته حمد الله تعالى وقال: لا والله حتى أسمع ذلك منه، وكانت به عجلة، فخرج فأتبعته، فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله {عليه السلام}، يقول له - وكان سبقني إليه -: " يا يونس، الأمر كما قال لك فيض ". فقال: سمعت وأطعت. فقال لي أبو عبد الله {عليه السلام}: " خذه إليك يا فيض "{11}.  وبهذا الإسناد، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: دعا أبو عبد الله أبا الحسن موسى {عليهما السلام}، ونحن عنده فقال لنا: " عليكم بهذا بعدي، فهو والله صاحبكم بعدي " {12} وبهذا الإسناد، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن الحسن عن صفوان الجمال قال: سالت أبا عبد الله عن صاحب هذا الأمر، فقال: " إن صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب ". فأقبل أبو الحسن موسى - وهو صغير - ومعه عناق {13} مكية وهو يقول لها: " اسجدي لربك " فأخذه أبو عبد الله فضمه إليه وقال: " بأبي وأمي من لا يلهو ولا يلعب "  {14}. وبهذا الإسناد، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن  جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر قال: كان أبو عبد الله {عليه السلام}، يلوم عبد الله يوما ويعاتبه ويعظه ويقول: " ما يمنعك أن تكون مثل أخيك، فوا لله إني لأعرف النور في وجهه ". فقال عبد الله: ولم، أليس أبي وأبوه واحدا {وأصلي وأصله واحدا} {15}. ؟ فقال له أبو عبد الله: " إنه من نفسي وأنت ابني "{16}. وبهذا الإسناد، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد و{17}. غيره، عن محمد بن الوليد، عن يونس، عن داود بن زربي، عن أبي أيوب الجوزي {18}. قال: بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته، فدخلت عليه وهو جالس على كرسي وبين يديه شمعة وفي يده كتاب، قال: فلما سلمت عليه رمى بالكتاب إلي وهو يبكي وقال: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات، فإنا لله وإنا إليه راجعون - ثلاثا - وأين مثل جعفر، ثم قال لي: اكتب إن كان أوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه. قال: فكتبت وعاد الجواب: أنه قد أوصى إلى خمسة: أحدهم أبو جعفر المنصور، ومحمد بن سليمان، وعبد الله، وموسى، وحميدة {19}. وبهذا الإسناد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد نحو هذا الحديث، إلا أنه قال: أوصى إلى خمسة: أولهم أبو جعفر المنصور، ثم عبد الله، وموسى، ومحمد بن جعفر، ومولى لأبي عبد الله {عليه السلام}،
                                                              ************
{1} انظر: فرق الشيعة: 67، الملل والنحل 1: 166، الفرق بين الفرق: 61 / 57. {2} انظر: فرق الشيعة: 77، الملل والنحل 1: 167، الفرق بين الفرق: 62 / 59. {3} انظر: فرق الشيعة: 67، الملل والنحل 1: 167، الفرق بين الفرق: 62 / 60. {4}.انظر: فرق الشيعة 71، الملل والنحل 2: 168، الفرق بين الفرق: 63. {*}{5}. الكافي 1: 245 / 2، وكذا في: أرشاد المفيد 2: 217، روضة الواعظين: 213 " كشف الغمة 2: 219. {*} {6}.الكافي 1: 246 / 4، وكذا في: أرشاد المفيد 2: 216، روضة الواعظين: 213، كشف الغمة 2: 219. {7}. الكافي 1: 245 / 1، وكذا في: أرشاد المفيد 2: 217، روضة الواعظين: 213، كشف الغمة 2: 220، الفصول المهمة: 231. {8}.الكافي 1: 246 / 6 وكذا في: أرشاد المفيد 2: 218، كشف الغمة 2: 220، الفصول المهمة: 232. {*} {9}.الكافي 1: 246 / 7، وكذا في: كمال الدين: 439 / 43، ودون ذيله في: إرشاد المفيد 2: 218، كشف الغمة 2: 220. {10}. في الكافي: منك. {*} {11}. الكافي 1: 246 / 9، وكذا في: بصائر الدرجات: 356 / 11، رجال الكشى: 643 / 663، ونحوه في: الإمامة والتبصرة: 204 / 56. {12}. (2) الكافي 1: 247 / 12، وكذا في: الإمامة والتبصرة: 205 / ذيل ح 57، إرشاد المفيد 2: 219، كشف الغمة 2: 221. {13} العناق: الأنثى من ولد المعز. " الصحيح - عنق - 4: 1534 ". {14}.  الكافي 1: 248 / 15، وكذا في: إرشاد المفيد 2: 219، المناقب لابن شهر أشوب 4: 317، كشف الغمة 2: 221. {*} {15}. في الكافي: وامى وأمه واحدة. {16}. الكافي 1: 147 / 10 وكذا في: الإمامة والتبصرة: 210 / 63، إرشاد المفيد 2: 218، كشف الغمة 2: 220. {17}. في الكافي: أو. {18}. في الكافي: النحوي. {19}. (5) الكافي 1: 347 / 13، وكذا في: الغيبة للطوسي: 119. {*} فقال المنصور: مالي إلى قتل هؤلاء سبيل {20}. وروى محمد بن سنان، عن يعقوب السراج قال: دخلت على أبي عبد الله وهو واقف على رأس أبي الحسن وهو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتى فرغ فقمت إليه فقال لي: " ادن إلى مولاك فسلم عليه ". فدنوت فسلمت عليه، فرد على بلسان فصيح، ثم قال لي: " أذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنه اسم يبغضه الله عزوجل ". وكانت ولدت لي ابنة فسميتها بالحميراء، فقال أبو عبد الله {عليه السلام}: " انته إلى أمره ترشد " فغيرت اسمها {21}. وروى يعقوب بن جعفر الجعفري قال: حدثني إسحاق بن جعفر الصادق{عليه السلام}، قال: كنت عند أبي يوما فسأله علي بن عمر بن علي فقال: جعلت فداك، إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك ؟ قال: " إلى صاحب هذين الثوبين الأصفرين والغديرتين - يعني الذؤابتين - وهو الطالع عليك من الباب ". فما لبثنا أن طلعت علينا كفان آخذتان بالبابين حتى انفتحا، ودخل علينا أبو إبراهيم {عليه السلام}، وهو صبي وعليه ثوبان أصفران{22}. وروى محمد بن الوليد قال: سمعت علي بن جعفر يقول: سمعت أبي - جعفر بن محمد {عليها السلام}،  يقول لجماعة من خاصته وأصحابه: " استوصوا
بابني موسى خيرا، فإنه أفضل ولدي، ومن اختف من بعدي، وهو القائم مقامي، والحجة لله تعالى على كافة خلقه من بعدي " {23}. وأمثال هذه الأخبار كثيرة. {20} الكافي 1: 248 / 14. {21} الكافي 1: 247 / 11، وكذا في: إرشاد المفيد 2: 219، كشف الغمة 2: 221، دلائل الإمامة: 161. {22}  الكافي 1: 246 / 5، وكذا في: إرشاد المفيد 2: 219، كشف الغمة 2: 221. {*} {23} إرشاد المفيد 2: 220، كشف الغمة 2: 221، ونقله ألمجلسي في بحار الأنوار 48: 20 / 30. {*}.»{8}.
  ****** « 9 »  ******
9} ــــ « نقش خاتمه: يدل نقش خاتمه على مدى تعلّقه بالله عزّ وجلّ، ومدى انقطاعه إليه سبحانه وتعالى فكان: {الملك لله وحده{. ويا ليت مجتمع عصره ومجتمع عصرنا اليوم يعقلون هذا الشعار، ويعملون به، لزال الطمع والجشع وحب التملك لهذه الدنيا الفانية، ولضعف وهج الأنانية، ووهنت جاذبيتها في نفوسهم.
مع : مرسلا مثله {3}..-3 ـ ن{4}.لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن أبي العقبة ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا {عليه‌السلام}. قال : كان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام « حبسي الله » قال : وبسط الرضا {عليه‌السلام}. كفه وخاتم أبيه في إصبعه حتى أراني النقش{5}. كا : العدة ، عن أحمد ، عن البزنطي ، عن الرضا {عليه‌السلام}. قال : كان نقش خاتم أبي الحسن {عليه‌السلام}: حسبي الله ، وفيه وردة ، وهلال في أعلاه {6}. كا : العدة ، عن أحمد ، عن أبيه ، عن يونس ، عن الرضا عليه‌السلام قال : كان نقش خاتم أبي : حسبي الله {7}.- » {1}.
                                                        ************
،ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية و الفارسية الشيعية والسنية ومن مكاتب مواقع الانترنت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1}ــــ « - تاريخ مدينة الكوفة مهد الحضارة الإسلامية... *محمد رضا عباس الحداد.»{1}. 
2 }ــــ «  - أئمتنا محمد علي الدخيل - الجزء التأني - دار مكتبة الإمام الرضا{ع}.دار المرتضى بيروت لبنان. » »{.2}. 
3}ــــ «  -خمسة ألاف سنة من تاريخ إيران - المجلد الأول - د. صديق صفي زاده - الإمام علي الهادي{ع}.»{3}.
4}ــــ «  - تاريخ الشيعة تأليف سماحة العلامة الكبير الشيخ محمد حسين المظفر. »{4}.
5}ــــ «  - الشيعة والتشيع محمد جواد مغنية. الإمام موسى الكاظم. »{5}.
6}ــــ «  - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى الشيخ محمد باقر ألمجلسي { قدس الله سره } الجزء الثامن والأربعون دار أحياء التراث العربي بيروت - لبنان الطبعة الثالثة المصححة 1403 ه‍ . 1983 م -http://islamicdoc.org/Multimedia/fbook/509/509_48.htm - »{6}.
7}ــــ « -  بسم الله الرحمن الرحيم أبواب تاريخ الامام العليم أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم الحليم صلوات الله عليه وعلى آبائه الكرام ، واولاده الائمة الاعلام ماتعاقب النور والظلام  
http://www.aqaed.com/ahlulbait/books/behar48/a1.html- »{6}.
المصدر ج 3 ص 40 .» «- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى الشيخ محمد باقر ألمجلسي { قدس الله سره }.
المصادر : - ابن خلكان - وفيات الأعيان - ج4 ص393 . - تذكرة الأولياء – مرتضى بن محمد آل نظمي البغدادي – ص 118 . - سيرة أهل البيت - ص82 . - سيرة الأئمة الأثيني عشر - ج2 ص334.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1}ـــ «-  مطالب السؤول: لمحمد بن طلحة الشافعي: ص 225..»{1}.
2}ــــ «- عمدة الطالب، لابن عنبة: ص 196.«»«مطالب السؤول: لمحمد بن طلحة الشافعي: ص 225 »«إعلام الورى، للطبرسي: ص 294.« عمدة الطالب، لابن عنبة: ص 196. 1 ـ .»{2}.
3}ــــ 1{ الابواء: قريه من أعمال القرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وثلاثون ميلا " انظر: معجم البلدان 1: 179 ". «-ـ جنّات الخلود: ص 30. »«1» جنّات الخلود: ص 30. .»2«. إعلام الورى: ص 294.»3 « المحاسن للبرقي: ج »«. كتاب المآكل: ص 418 طبع إيران. انظر:.« معجم البلدان 1: 179 " {3}. المصدر ج 3 ص 40 ..»{3}. 
4} ــــ « عن ربيع بن عبد الرحمن.»{4}. 
5}ــــ « المناقب: ج 4 ص 323..» « عيون أخبار الرضا عليه ‌السلام ج 1 ص 112.» {5}.
6} ـــــ « بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 95.»« إعلام الورى: ص 294. »{1}.« علل الشرائع ص 235.{2}. »{6}.
7} ــــ « {1}. «نفس المصدر ج 3 ص 9 .»{2} المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 437 طبع النجف ..»{7}. 
8} ــــ «{1}. انظر: المحاسن 2:، 314 / 32، الكافي 1: 397، أرشاد المفيد 2: 215، تاج المواليد: 121، المناقب لابن شهرآشوب 4: 323، الهداية الكبرى: 263، كشف الغمة 2: 212، تاريخ بغداد 13: 27، دلائل الإمامة للطبري: 146، تذكرة الخواص: 312. كفاية الطالب: 457، الفصول المهمة: 232. {*}.»{1} الفصول المهمة: 231. {2} لاحظ للوقوف على تلك النصوص الكافي 1: 307 - 311، إثبات الهداة 3: 156 - 170 فقد نقل في الأخير 60 نصا على إمامته. {*}{8}.
9} ـــــ« {3}معاني الأخبار ص 65.{4}عيون أخبار الرضا {ع} ج 2 ص 54 ذيل حديث طويل. {5} أمالي الصدوق ص 456 
ذيل حديث طويل. {6} الكافي ج 6 ص 473.{7} نفس المصدر ج 6 ص 473.»{ 9}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فأنها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}}
 وَربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،
 abo_jasim_alkufi@hotmail.com. 
أبو جاسم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الكوفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/07



كتابة تعليق لموضوع : إطلالة تاريخية مختصرة على شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم« ع »
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net