أذا كان كل هؤلاء أصدقاء لسوريا ! أذن من هم أعداؤها ؟
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي جابر الفتلاوي

لا تكاد تمضي أيام ألا ونسمع عبر الفضائيات أنعقاد مؤتمر أو أكثر لما يسمى (أصقاء سوريا ) ، وغير خاف علينا لماذا ظهر الآن هذا العدد الكبير من الأصدقاء ؟ الشعوب تعرف أن أصدقاء سوريا قليلون جدا ، سيما وأن أسرائيل تعادي كل صديق حقيقي لسوريا ، لكن هؤلاء ( الأصدقاء ) الأعداء هم اليوم من يشعل نار الحرب والقتل والتدمير للبنى التحتية وتهجير المدنيين من أبناء الشعب السوري ، وتعرف الشعوب أيضا أنّ هؤلاء مدعي الصداقة ، هم أصدقاء حقيقيون لأمريكا وأسرائيل ، وهما مَن يستفيد من تدمير سوريا ، وقتل أبناء الشعب السوري ، ومحاولة تقسيمها ألى دويلات صغيرة حسب الخطة الصهيونية الأمريكية المعدة لدول المنطقة ، وتتبنى أمريكا وحلفاؤها تنفيذ هذه الطبخة .
من مضحكات الزمان أن تنقلب المعايير وتختلط الألوان من غير ضوابط ، أنهم قتلة بهوية صديق ، نحن نعيش في الزمن الصعب ، الصديق من يصدق معك ، من يفتقدك في غيابك ، ويبعد عنك آلامك ، الصديق يسعى لحفظ دمك وعرضك ومالك .
ياربّ الكون هل نحن نعيش الآن في الزمن الأخير من الدنيا ؟
نسمع في الفضائيات عن عقد مؤتمرات عديدة لأصدقاء سوريا ! من هم هؤلاء أصدقاء سوريا ؟
في تركيا عقدت عدة مؤتمرات تحت عنوان أصدقاء سوريا ، وفي طهران عقد مؤتمر لأصدقاء سوريا ، شاركت فيه دول خليجية ، داعمة للمسلحين في سوريا بالمال والسلاح والأعلام ، ودول مشاركة في مؤتمر طهران ، وأخرى خارجه تجري تحضيرات لعقد مؤتمر ( جنيف 2 ) ، الذي سبقه ( جنيف 1 ) ، كل هذه الدول المشاركة في هذه المؤتمرات هم أصدقاء لسوريا ، أذن من هم أعداؤها ؟ ومن الذي يصب الزيت على النار ؟ ومن الذي يساعد الأرهابيين التكفيريين الذين يقتلون المدنيين من غير رحمة ؟ ومن الذي يطرد المدنيين من بيوتهم كي يحفر الأنفاق في داخل هذه البيوت ؟ ومن الذي يغتصب النساء السوريات تحت عنوان المناكحة الجهادية حسب فتوى شيوخ التكفير والجهاد ؟
القتل العشوائي للمدنيين العزل ، والتهجير القسري من البيوت ، وقتل افراد الجيش السوري ، وشق صدور الموتى وأكل قلوبهم ، ونبش القبور ، وتهديم المراقد ، كل هذه الجرائم من يدعمها ويشرعنها ويمولها ؟ الكثير من هؤلاء الذين يدعون أنهم أصدقاء سوريا هم من يدعم هؤلاء القتلة التكفيريين ، الذين شوهوا معالم الدين الأسلامي الحنيف .
لماذا هذا الدجل والكذب والتزوير ؟
هل تضحكون على أنفسكم أم تضحكون على الشعوب ؟
هل تتخيلون الشعوب بهذه السذاجة حتى تنطلي عليها مثل هذه الأكاذيب ، وهذه الأدعاءات الفارغة ؟
لقد لبستم يا سلاطين البترول ووعاظ السلاطين ، مدعي ألأسلام الأمريكي التكفيري لباس الذل والعار، وتريدون ألباس رداء الذل لشعوبكم كما لبستموه أنتم ، هل يخفى على أحد تعاونكم لتصفية جبهة المقاومة ضد أسرائيل ؟
الكل يعرف من يدعم المسلحين التكفيريين في سوريا ، أنتم يا مَن تدعون أنكم أصدقاء سوريا مثل تركيا والسعودية وقطر ودول الهزيمة الأخرى في المنطقة ، مَن يدعم المسلحين التكفيريين القتلة ، تلبية للمطالب الأمريكية والصهيونية ، المال القطري السعودي يستورد المئات من الجهاديين التكفيريين المتخلفين من دول شتى ، تستقبلهم الحكومة التركية بقيادة أردوغان المغرور ، وتدفع بهم عبر الحدود مع سوريا بعد تدريبهم وتسليحهم ، ليلتحقوا مع المقاتلين الاخرين من القاعدة او جبهة النصرة أو ما يسمى (الجيش السوري الحر ) ، الذين يعملون جميعا لتدمير سوريا وتقسيمها الى دويلات طائفية أو قومية خدمة لأسرائيل ، وتحقيقا لأهدافها في تقسيم دول المقاومة في المنطقة ، باسم الاسلام والجهاد ، وبحجة دعم أبناء الشعب السوري بعد كل هذه الجرائم ، وهذا التدميرالكبير الذي يقوم به هؤلاء المسلحون المدعومون من مدعي أصدقاء سوريا ، هل يصدق أحد أدعاءات كثير من هذه الدول وهم طرف في خلق الفتنة ، أنهم أصدقاء للشعب السوري ؟
المثل العراقي يقول ( أكعد أعوج ، وأحكي عدل ) ، لكن هؤلاء ( يكعدون عدل ويحكون أعوج ) ، كلام هؤلاء لا تسوّقه الشعوب ، ولا تعطي له أي قيمة تذكر ، لأن الشعوب تعرف الحقائق ، والمثل العراقي الآخر يقول ( حدث العاقل بما لا يعقل ، فأن صدق فلا عقل له ) ، نقول لسلاطين النفط العربي ، ولوعاظ السلاطين التكفيريين الذين يعبدون ألدولارالنفطي الخليجي ، أن سيدتكم أمريكا ، ومعها أسرائيل اللتان تخدمونهما رغم أنوفكم ، لن تخلصانكم من غضب الشعوب العربية والأسلامية ، لأن هذه الشعوب تعرف الحقائق جيدا ، لكنكم أنتم المغفلون الذين تضحكون على أنفسكم ، أذ أصبحتم دمى بيد أعداء الاسلام والأنسانية .
( أصدقاء سوريا ) يدعمون المسلحين القتلة ، ويسمونهم ( ثوارا ) ، لكن هؤلاء القتلة عندما يقتلون أو يفجرون في البلدان التي تدعي صداقتها لسوريا ، يصبحون أرهابيين قتلة ، وهذا ما حصل قبل فترة ، عندما فُجرت سيارة مفخخة داخل تركيا في المنطقة القريبة من الحدود السورية ، فهم ثوار في سوريا ، وأرهابيون في تركيا أو ألبلدان الأخرى الحليفة لأسرائيل وأمريكا ، ما هذا الدجل والضحك على الذقون ؟
وأخيرا نقول للقارئ الكريم هل سؤالنا مشروع عندما نقول :
أذا كان كل هؤلاء أصدقاء لسوريا ! أذن من هم أعداؤها ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat