صفحة الكاتب : علي ساجت الغزي

احلام وكوابيس مزعجة
علي ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد يوم من التعب والارهاق استلقيت على فراشي البسيط واذا بي اغفوا رغم اصوات صراخ الاولاد وحرارة الجو , فان الكهرباء انقطعت قبل ساعة حسب قول زوجتي المسكينة التي عانت معيًّ الفقر و الحرمان والعوز وانا اشفق عليها كثيرا . حيث انني اسكن شقة صغيرة فيها غرفة واحدة وكالدور صغير وانا في غفوتي حلمت ان العراق صارَ جميلاً كيف ؟! لا اعرف , و الناصرية اصبحت مزار للسواح فيها ناطحات السحاب الشاهقات , والشوارع العريضات النظيفة والمرتبة , النافورات تعمل على انغام الموسيقى , والهواء النقي الذي يحلم العالم باستنشاقه المناظر التي يصعب على احد مشاهدتها في مكان اخر .
 جميلة هي الناصرية وانا اراها من خلال نافذة بيتي الكبير الجميل الذي فيه غرف لا تعد ولا تحصى , كان الكورنيش رائع فيه  العشب الاخضر والاشجار الكثيفة وساحات اللعب للأطفال , المكان كان نظيف من النفايات والقذارات يختلف عن الصورة الموجودة الان , ثم ذهبت الى الحديقة الموجودة امام البيت (وفي الحقيقة امام بيتي فيتر وحداد سيارات) كي امارس رياضتي المفضلة التي لم امارسها طول حياتي وانا البس التراك سود صنع عراقي وهو ماركة رياضية كان لونه ازرق جميل جدا (اشتريت واحد قبل فترة من تجهيزات حجي صلاح وطلع مسلته خيوطه ) .
ونادتني ام الاولاد حبيبتي التي تحبني والتي تسمعني كلام جميل كل يوم (عمرها ما كالت صباح الخير ) هل  تفطر مع الأولاد فلم اصدق ذلك لأني اخرج الى العمل بعد صلاة الفجر وهم نائمون , قلت : نعم , فاذا بمائدة  كبيرة واسعة تحمل على اكتفها الاربعة جميع انواع الاكلات التي لم اعرف تسمياتها لأني لم اشاهدها من قبل والعصائر التي قالت زوجتي انها مفيدة لك حتى تذهب الى العمل وانت نشيط (كَظيت حياتي كل يوم بيض وطماطة بالعمّالة ) .
ثم اصطحبت الاولاد معي الى المدارس ومنهم من آتا الباص الى اخذه من امام الدار و زوجتي تقبلني وتقبل اطفالي وتقول لنا وداعا وهي تلوح بيدها لنا , ركبت السيارة وكانت سيارة فخمة جدا بيضاء فانا احب اللون الابيض وانا في الطريق شغلت الراديو واذا بكروان الصباح يغرد باذني وادمدم معه , المهم اوصلت الاولاد كلا الى مدرسته .
 اتجهت الى مقر عملي فتح الباب لي شخص اخاف منه اذا شاهدته بالشارع يرتدي بدله كنت احلم بشرائها وقال لي : صباح الخير استاذ , وانا من غروري فقط أملت برأسي الى الاسفل , دخلت في ممر طويل واذا بملائكة ترحب بي وتبتسم بوجهي وكم كنت سعيداً فقد احسست انه اول يوم ولدت فيه , وصلت الى المكتب الكبير واذا بوجه ملائكي جميل يقابلني وهو يبتسم .. صباح الخير .. والنور والحلاوة تخر من وجهها الجميل الذي يساعد على البقاء في المكتب حتى الصباح .
ثم فتحت لي الباب تفضل استاذ وانا بصراحة لا اريد ان ابعد نظري عنها فهي جميلة جداااااااا , جلست على المكتب دخل عليَّ رجل كبير وفي يده قهوة وماء وردد وهو يبتسم لي .. صباح الخير .. رددت التحية وانا لا اريد رفع عيني عن سكرتيرتي الجميلة التي كانت تلبس القصير وتضع برفان جميل جدااا اه وانا اشم رائحتها الجميلة , واذا بي افز من نومي على قرصة بعوضة لأشاهد اولادي وهم ينامون بجنبي والكهرباء مطفية والحر شوه وجوههم , واسمع زوجتي وهي تسب ذلك اليوم الذي وافقت فيه على العيش معي , تذكرت حينها اغنية الفنان الجميل حسين نعمة وانا ابتسم .. ريت الحلم ما كَظة وريت انه ما فزيت .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/28



كتابة تعليق لموضوع : احلام وكوابيس مزعجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net