صفحة الكاتب : نور الحربي

دعوة الحكيم ورسالة السياسيين لشعبهم
نور الحربي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلما حمى الوطيس واشتدت الهجمة لاذ العراقيون بمن يحمل الهم ونذر نفسه للدفاع عن المشروع رجل كل همه الوطن وعلى ذلك سار الاباء والاجداد من رموز عائلة ال الحكيم النجباء الذين عودونا على المكاشفة والصراحة ورجاحة العقل في قراءاتهم للمشهد الذي بات اليوم اكثر سوءا من أي وقت مضى فكل يعطي ظهره للاخر والعراقي اينما حل وارتحل يدفع الثمن قتلا وذبحا وتفجيرا وتهجيرا وتهديدا وهذا هو الواقع ببساطة وهنا تقف وراء كل ذلك ارادات عبر عنها السيد عمارالحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي بكل صراحة باشخاص وجهات وقوى تقف داخل العراق وخارجه هدفها اغتيال حلم وتعميق جراحات وبالتأكيد فان كل هذه الهموم والجراحات تحتاج من يضع اليد عليها فكل العراقيين يؤلمهم ما يرون واغلبهم يفهم مغزى الهجمات ونشر الرعب والدمار غير ان بعض القوى وممثليها تاخذه العزة والكبرياء عن التنازل ويتناسى من يدفع الثمن بالتأكيد انهم ليسوا من اصحاب الحمايات والحصانات والالسن المعسولة تارة والمسمومة تارة اخرى انهم الناس البسطاء الذين يقفون صباحا بانتظار ان تجود السماء عليهم برزق يومهم او مجموعات من تلاميذ وصبية يقفون بعفوية في طوابير اصطفاف يرددون نشيدا غير مبالين بهموم الحياة ومتاعبها وكذا الحال مع رجل امن يرسم لنا الامل بوقوفه في ثكنة او سيطرة او ممن يطوي الطريق مفعما بفرحة التمتع باجازة دورية مؤملا النفس بلقاء الابناء والعائلة لكنه يقتل بكراهية وتشفي وتنتهي كل احلامه السالفة باللقاء لتطاله رصاصة غادرة او يغدر به بكمين جبان ليترك من ورائه الالام والحسرات وهذا مؤلم حتى للذين يرون انهم في دائرة الاتهام او من الذين تتم عمليات التصفية والقتل باسمهم وفي مناطقهم وهم منها براء واقصد الافراد والجماعات الذين يرفضون خيارات حمل السلاح والتجزئة ولعل وراء كل ذلك يقف من همه مصلحة ذاتية وطموح شخصي ليثير كل ذلك بكلمة متشنجة وخطاب اجوف بايحاء من هذا الطرف او ذاك والنتيجة واحدة هي القتل والدمار ناهيك عن انعكاسات الاوضاع في بلدان مجاورة كسوريا ومحاولات عصابات الارهاب المدعومة اقليميا نقل الاقتتال الى الشارع العراقي للتغطية على هزيمة في ريف دمشق او القصير لتأكيد الوجود وادامة زخم حرب اشعال الفتنة فيها بجبهتين يعتبران اليوم عند من يرون الامور بمنظار اخر انهما لابد ان يكونا جبهة واحدة !! اذن ما هو الحل وكيف نستطيع لم الشمل وبيان المضمون والمراد وكيف يمكن جمع شتات من كانوا شركاء وتحولوا بسبب غياب النهج الى اعداء وخصوم ولعل الحال توصفه كلمات وخطابات السلطتين التشريعية والتنفيذية ممثلتين برئاستيهما ليس قبل شهر او اسبوع بل قبل يوم او يومين حين علت نبرة التخوين والتهديد ومنع الحوار من ان ينفذ ليكون حكما ومتحكما ,وعندها قلنا ما هو الحل واين غاب اهله لكنها الحقيقة انهم موجودون متواجدون يحركون الركود القائم بمبادرات ودعوات ليس اخرها هذه الدعوة التي انطلقت في احتفالية استذكار ولادة الامام امير المؤمنين علي ابن طالب عليه السلام رجل الانسانية ورمزها والتي اقيمت في مكتب السيد الحكيم ولكون هذه الذكرى العزيزة تهم الجميع وينظر اليها الجميع باحترام فكان للحكيم رأي كما عهدناه في الاحداث وله مع ذلك مبادرات ورؤى تم اغفال بعضها بسبب تشابك المصالح لذلك انطلقت الدعوة منه من جديد لتكون بهذا الشكل موجهة بكل صدق الى كافة القوى السياسية وتنص على ضرورة ان يكون هناك اجتماع رمزي ينتهي باصدار بيان من هذه القوى يطمئن الشعب ويفتح الباب امام حوار جدي اصطلح عليه سابقا بانه البوابة لتصفير الازمات او تقليلها الى المستوى الادنى وانهاء حالة الاحتراب والتصعيد الاعلامي وانعكاساتها على الشارع العراقي الذي لازال يدفع الثمن ومع تعاظم المخاطر وما يحصل بالبلاد على المستوى الامني يدعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم كون الاستهداف الذي يتعرض له المواطنين وبهذه الطريقة يؤكد وجود نوايا ومخططات تريد الاطاحة بالوضع وتفتح الباب امام حرب اهلية لاتبقي ولاتذر وبالنهاية فان من سيجني ثمار القتل والدمار هم القتلة ومن يتوسلهم للبقاء وكيل الضربات لهذا الشعب طمعا في منصب لن يناله لان ثمن الدماء اكبر من ان يتحمله امثال هولاء الاوغاد. اذان لابد ان تقف القوى التي اعلنت دعمها للمبادرة وهي ذات القوى المنقسمة على نفسها ومعها قوى اخرى تريد للاوضاع ان تسير بالاتجاه الصحيح ان تحافظ على وحدة الوطن وتصون هذه الوحدة بحماية كافة المكونات مهما كان انتمائها القومي والطائفي والمذهبي مع الاستعداد الدائم المقرون بالمواقف والعمل لمواجهة التحديات ومجابهة الاخطار مهما عظمت وكبر حجمها فلغة الاستنكار لم تعد مجدية وبيانات الادانة ليست الحل لان ما يتعرض له شعبنا كما نرى ويرى الحكيم وعقلاء القوم ليس حادثا انما هو هجمة مخطط لها والهدف منها ليس اسقاط الحكومة او الضغط على طائفة بعينها ، انما تدمير الوطن وانهيار الدولة ، وهنا يأتي التأكيد على ان التحديات عندما تصل الى هذا المستوى فعلى المخلصين ومن يدعي الوطنية اثبات ذلك في ظل حالات الاستهداف الشرسة التي ادمت القلوب والتي ان استمرت فلن تنتهي على خير وهذا ما يريده الاعداء جزما, ولعل الحل الذي تحدث عنه والمسارات التي حددت باتجاهين الاول تطوير العمل الامني ودعم حالة التعاون مع المواطنين وهو من اختصاص الحكومة والاجهزة الامنية ذات العلاقة وهذا ما يحتاج قطعا غطاءا ودعما واسنادا سياسيا يمكنها من مسك الارض وتطويق حالة الانفلات هو ما ستتكفل به القوى مجتمعة عبر توحيد كلمتها ورؤيتها بسلوكها المسار الثاني لتدفع باتجاه قطع الطريق على الراغبين باثارة الفتنة والمتاجرين بحقوق مكون على حساب اخر وخلق مثل هذا المناخ بلا ريب سيخلق اجواءا ايجابية تدفع باتجاه مواجهة الارهاب وتؤسس للحفاظ على حرمة الدم وبذلك تكتمل الرسالة التي يراد لها ان تكون رسالة تطمين للشعب وهي في الوقت ذاته مجموعة رسائل لقوى الارهاب والظلام ومن يقف وراءهم بأن العراق للعراقيين وهم وحدهم من يقرر مصيره عبر الاليات التي اجمع ويجمع عليها عقلاء القوم فالعراق الذي خرج مدمرا ضعيفا بعد حروب طاحنة وسنوات عزلة وقطيعة مع العالم لن يعود لتلك المرحلة وان اراد اعداؤه ان يكون كذلك لان وعي الشارع والقوى السياسية اليوم يحتم ان نتصدى ونكون بمستوى التحديات لاغير فشكرا للحكيم على المبادرة و الدعوة ونتمنى من القوى التي رحبت بها ان لاتفوت الفرصة وتسير بالاتجاه الصحيح لتبقى متصلة متوحدة مع الشعب الذي اختار منها من يراه حريصا على الدماء والحرمات ووحدة البلاد . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نور الحربي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/26



كتابة تعليق لموضوع : دعوة الحكيم ورسالة السياسيين لشعبهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net