صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الراسخون في العلم أم الجهل؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الراسخون في العلم , إرادة أمة أنارت دروب البشرية , وسطعت بأفكارها وأخلاقها وابتكاراتها وإبداعاتها , حتى بددت ظلمات العقول وأدخلت الضياء في كل ديجور.
أمة هتف في أعماق ذاتها وأركان وجودها , وحي السماء , وهو ينادي بلسان الأكوان , وحنجرة الإمعان واليقين أن "إقرأ"!
إقرأ أيها الإنسان لكي تحقق رسالة كينونتك الإنسانية , وتعبر عن إرادة خالقك العظيم.
فالقراءة عمود صيرورة أمة وإشراق دين.
ومَن لا يقرأ لا يعرف دينه ولا ينتمي إلى أمته , لأنه سيتوارى في رمال الجهل وصحارى الأمية  , والإنقطاع عن معاني أكون.
والقراءة هي بطاقة دخولنا إلى ميادين العلوم والمعارف والمدارك ذات الأفكار السامية , والتفاعلات الإبداعية الأصيلة المتواصلة في مسيرة التجدد والرقاء.
وفي حقيقة هذه الأمة , أن لابد لأبنائها من الرسوخ في العلم ,  لكي تكون وتتجدد رسالتها الكبرى.
وكلما إبتعدت عن رسالة الرسوخ في العلم , كلما ضعفت وجهلت وغاب دورها وضاعت قيمتها.
وعندما نتأمل فكرة الرسوخ في العلم , نجدها واضحة فاعلة ومؤثرة في مجتمعات المتقدمة  القوية , التي تصدرت مقام الدنيا , لأنها أجلت العلم والعلماء , واجتهدت في أساليب الرسوخ في العلم.
والمجتمعات المتأخرة , إنما هي راسخة في الجهل والأمية , ولهذا فأن أساليب حياتها ومناهج أيامها , عبارة عن تداعيات وتفاعلات ذات نتائج مرعبة ودامية , وهي تعيش متواليات خسران وارتماء في أحضان الهلاك.
ونحن أمة يتوجب عليها الرسوخ في العلم , لكي تعبّر عن حقيقة دينها وجوهر رسالتها , لا أن تتدحرج تحت أقدام الآخرين , وقد توشحت بأميتها وتمسكت بجهلها ونكرانها لمفردات العلم والمعرفة , وما حثت أبناءها على الإتجاه نحو العلوم والمعارف , وما أعلت مقامها ودورها المنير في الحياة.
وتتحمل  مسؤولية رسوخ الأمة في الجهل , جميع العمائم بكافة ألوانها وأحجامها , لأنها أنكرت على الأمة إرادة الرسوخ في العلم , واستثمرت في الأمية والتجهيل , حتى صار البشر لا يعرف دينه , ولا يفهم كتابه , بل تحول إلى ألعوبة في حلقات التبعية والإذعان , والتفريغ التام من قدرات العقل والتعقل والتفكير , فانطلقت العواطف والإنفعالات لتصنع أمة معممة بالجهل , ومبتعدة عن كل معروف , ولا ترغب في أن تكون أمة عالمة رائدة ذات عقول منورة.
فهل سنحي في الأمة إرادة الرسوخ في العلم حتى نكون؟
أم أننا سنزداد رسوخا في الجهل حتى نهون ونهون!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/25



كتابة تعليق لموضوع : الراسخون في العلم أم الجهل؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net