الفيضان... نقمة ونعمة
د . م . حسن حسون الدلفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مما لايقبل الشك ولمائة وخمسين عاما مضت   ترك الانسان أثره السلبي على الغلاف الجوي وعلى تربة ومياه كوكب الارض. حقائق لايمكن التنصل عنها  الا وهي حق البشر في النمو الاقتصادي والتنموي وحق البشر في التطور الاجتماعي وحق الطبيعة في الحفاض على بيئتها. ثالوث صعب المنال وفق التزايد المستمر لبني البشر. ولصعوبة المعادلة المعقدة تجاوزالحل الامكانيات القطرية او المناطقية بل اصبح التدارك تحت خيمة المنظمة الدولية الا وهي الامم المتحدة. جفاف هنا وفياضانات هناك وجفاف مزمن ومجاعة وشح في الغذاء في هذه المنطقة او تلك كلها ظواهر تتطلب التأمل والتساؤل.

علميا ان عملية تكون المطرهي حصيلة  التيارات الهوائية المشبعة ببخارالماء المتصاعد والمتجه شمالا بعيدا عن خط الاستواء والتيارات الباردة القادمة من القطبين باتجاه خط الاستواء  . والحزام المطري هو الناتج من تماس كلا التيارين فقد يتقدم الى الجنوب او يقترب من القطبين اسبابه تعتمد على التغير المناخي التي تتعرض له الارض بحكم فعل البشر. قال تعالى في محكم كتابه العزيز:

( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ( 

 في اعتقادي الجازم لا يمكن للخالق عز وجل أن يكون في منآى عن ما يدور في هذا الكون سواءا شاء الانسان ام أبى.....قال تعالى في محكم كتابه :

 (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) صدق الله العظيم

وضمن سياق التفسير: كلمة كفرت تعني غطت وحجبت بل وانكرت نعم الله بفعل التصرف اليومي في التعامل السلبي الرشى الفساد الغيبة النميمة الحسد الغاء الاخر الاسراف في الثروات الطبيعية الابتعاد عن الثوابت الحسنة كل هذه حالقة للخيرات. الجفاف الجو الحار والفيضانات هذه نتائج لفعل البشر على هذا الكوكب. فالفيضانات تكون مصدر ازهاق للحرث والنسل وتدمير الأخضر ونزوح البشر وتدمير الحياة الفطرية.

أما الجانب الايجابي للفيضان فليس بالقليل ويتمثل بتنشيط خصوبة الارض والتخلص من الاملأح وتخفيف ملوحة البحار بل والحفاض على التنوع الحيوي في البر والحر ويتعدى ذلك الحفاض على توازن الرطوبة وثاني اوكسيد الكربون المحمول جوا. 

وليس بعيدا عن هذا السياق فقد شهد العراق في هذه السنة أمطارا غزيرة في وسط وجنوب العراق حيث سجل المنخفض الجوي هبوطا بمقدار سبعة مليبار وسجل الرصد الجوي لسقوط الامطار في قضاء علي الغربي على سبيل المثال لا الحصر 160 ملم رقم تجاوز مجموع ماسقط من امطار طيلة سنوات عدة أدت الى نزوح سكاني وتلف للحاصل الزراعي أعقبها انتشار كثيف للقوارض والحشرات الطائرة والبعوض وتعداها الى الامطار الضفادعية ظاهرة لا تخطر على بال أحد.

وقد تكون ظاهرة الأمطارالضفادعية ناتجا عن تكون أعاصير دورانية تدعى السايكلون عادة تنشط عند حالات المنخفض الجوي حيث تقتلع التيارات الصاعدة بشكل حلزوني الحشرات والضفادع من منطقة لتسقطها على اخرى بعيدة وبفعل السحب الركامية الكثيفة . وقد تكون هذه المستنقعات المحيطة والقريبة من الوجود السكاني مراتع للبعوض والحشرات والقوارض الخطرة . ولأجل درء الخطر من هذه المشاكل اقترح الآتي:

1-تجفيف أو ردم المستنقعات القريبة من المدن

2-رش المبيدات 

3-عمل نفق عرضه ذراع  عميق وشاقولي لأعتراض الضفادع وطمرها من مصادر وجودها

4-العمل على تخزين مياه الفيضانات والاستفادة منه وقت الحاجة لتغذية المحصيل الصيفية وباطلاقات مائية ممنهجة لنهر دجلة.

5-سيوفر هذا الخزين ثروة سمكية وفرص عمل للعاطلين

6-سيكون هذا الخزان معلما سياحيا قريبا من مرأى الجبال ذات الالوان الزاهية

7- سيكون هذا الخزان بؤرة استيطانية تضيف بعدا حضاريا جميلا لمحافظتي ميسان وواسط

8- سيعتبر هذا الخزان مصدر استراتيجي لمياه  طبيعية للشرب وتجنب الاعتماد على مياه دجلة الملوثة 

كلمات تحاكي الجانب العلمي والروحاني لبيئتنا الجميلة والتي أستودعها  الله عندنا نحن بني البشر فالحفاظ عليها عبادة ومسؤولية

 أسأل الله  الأمن والسلامة  للعراق وأهله .

الموضوع السابق من بعض متناقضات عمليتنا السياسية العراقية !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat