صفحة الكاتب : مهدي المولى

البرلمان العراقي مريض
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد مقتدى الصدر قال البرلمان مات
السيد بهاء الاعرجي قال البرلمان لم يمت بل اغتيل
سواء كان البرلمان مات او اغتيل النهاية واحدة يعني انه توفي ويجب دفنه
فالسيد مقتدى قال البرلمان مات يعني  مات موتة طبيعية لكن السيد بهاء الاعرجي قال لم يمت بل انه اغتيل يعني هناك جهة شخص قام باغتياله
نحن نسأل السيد الاعرجي من هي الجهة  المجموعة التي اغتالت البرلمان
لا شك ان الجميع كل اعضاء البرلمان ال 325 عضو شاركوا في موت البرلمان في قتله
السئوال لماذا قالوا ان البرلمان مات واغتيل فاذا كانت هذه قناعتهم بالبرلمان لماذا لا يدفنوه وينهوه ويعودون الى بيوتهم وهذه الاموال الطائلة والهائلة التي تبدد رواتب وامتيازات ومكاسب ورشاوى واستغلال للنفوذ وخدم وحشم  باساليب فاسدة وغير شرعية التي يسرقوها بغير حق وبشكل علني سافر وبتحدي عينك عينك ورغم انف الشعب لو جمعت ووزعت على الفقراء على الارامل على الايتام على المرض والمعوزين  والله لتلاشى الفقر والجهل والمرض وقضينا على الكثير من معانات المواطنين
ماذا استفاد المواطن من البرلمان غير اشعال نيران الطائفية والعنصرية والقتل المجاني والفساد الاداري والمالي وهذه كلها تصب في مصلحتهم وفي جيوبهم هم يزدادون ثروة وسعادة وتخمة في كل المجالات والشعب يزداد فقرا ومرضا وجهلا وشقاء في كل المجالات الا من ساعده الحظ والصدفة واصبح من ضمن حماية المسئول  احد المقربين له احد افراد عصابته
الحقيقة ان البرلمان لم يمت بل مريض اصيب بجلطة دماغية أفقدته الوعي قاصبح لا يبصر ولا يسمع ولا يتكلم 
اذا كان البرلمان مصاب بجلطة دماغية لماذا يقولون عنه انه مات اغتيل لا شك هناك اسباب خاصة تدفع هؤلاء  لتقسيم  اموال  الشعب العراقي بينهم وحسب  الشريعة وهذا مخالف لكل الشرائع الوضعية والسماوية في كل مراحل التاريخ
المعروف ان اعضاء البرلمان  مجرد خدم اختارهم الشعب   لادارة امواله كيف اذا مات الخادم توزع اموال الشعب على الخدم وعوائلهم
اذن البرلمان لم يمت ولم يغتل وانما مريض فاقد الوعي    لكن هذا لا يعني استحالة شفائه من الممكن معالجته وشفائه من هذا المرض الخطير
الا ان الجماعة لا يرغبون ذلك لانهم يدركون في معالجة وشفاء البرلمان يشكل خطرا على مصالحهم وعلى منافعهم الخاصة فمنهم من هو متهم بالارهاب والذبح ومنهم من هو متهم بالسرقة والتزوير ومنهم من هو متهم باستغلال النفوذ ومنهم من يتاجر بالحشيشة ومنهم من يتعاطى الدعارة ومن هم من يسرق اموال الايتام والجياع
فهذا يعني ان كل هؤلاء سيحالون الى القضاء  وسينالون جزائهم العادل وهذا مصير لا يرغبون به لهذا فانهم يفضلون البرلمان ان يستمر في غيبوبته الى الابد
لا شك اذا كان الامر مقصود فانه جريمة كبرى وخيانة عظمى لله ولرسوله وللمؤمنين لا ادري كيف يقبلها اعضاء البرلمان ومن حولهم ومن فوقهم والجميع هدفها تطبيق الاسلام وتنفيذ قيمه ومبادئه
معالجة البرلمان اصلاحه شفائه امر ممكن وليس مستحيل اذا صلحت وصفت النوايا وكان القصد خدمة الشعب ومصلحة الشعب  ومنفعة الشعب وليس القصد المصالح الشخصية والمنافع الذاتية
لا شك ان العلاج بيد التحالف الوطني بالدرجة الاولى لانهم يمثلون الثقل الاكبر اذا توحدوا من اجل خدمة الشعب من اجل مصلحة الشعب الا اذا كما قال الله في كتابه الكريم تراهم جميعا وقلوبهم شتى يعني نواياهم ليس لله خالصة فالذي نواياه لله خالصة  ينكر ذاته ويتجاهل مصالحه الخاصة ويتوجه لتحقيق مصالح ورغبات الاخرين 
فالذين يحبون الله لا يختلفون ولا يتصارعون على المنافع الخاصة نعم يتنافسون  فكل واحد يريد ان يكون اكثر تضحية للاخرين اكثر نكران ذات اكثر صبر على الجوع من اجل ان يشبع الاخرين على التعب من اجل ان يرتاح الاخرين
فهذا الرسول الكريم  يؤكد ويعلن ايها الناس ايها الحكام
اذا فسد الحاكم فسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون
واذا صلح الحاكم المسئول صلح المجتمع حتى لو كان افراده فاسدون
يعني  ان الفساد والشر في المجتمع هو الحاكم هو المسئول  الفاسد ليس هذا بل انه يفسد المواطن الصالح
كما يعني الصلاح والخير مصدره الحاكم المسئول الصالح ليس هذا بل ان وجوده يصلح الفاسد
هكذا فهمت قول الرسول الكريم  لا ادري ارجوا المعذرة اذا كان فهمي ليس الفهم الصحيح ومن لديه فهم اخر عليه ان يصحح لي
مثلا لو   وجدنا في وزارة  موظفا فاسدا هذا يعني ان الوزير فاسد وان هذا الوزير تابع الى كيان معين يعني ان زعيم هذا الكيان فاسد
وبناء لهذه الحقيقة الواضحة ان كل ما يجري في البلاد من فساد بكل انواعه والوانه  يعني ان الحكام المسئولين هم اصل الفساد ومصدره ومنبعه لانهم فاسدون
كما ان الامام علي حدد بشكل واضح طبيعة الحاكم المسئول وكيفية وضعه فقال
على الحاكم المسئول ان يأكل يسكن يلبس أبسط ما يأكله يسكنه يلبسه ابسط الناس 
هذا هو الحكم في الاسلام هذا هو حكم ونهج الامام علي وهذا هو طريق الامام علي وهذا هو سبب الخلاف بين الامام علي وغيره وليس الخلاف غسل القدم او مسحها او التكتف او الاسبال في الصلاة او شعر المرأة ولحية الرجل او العيد يوم الجمعة او السبت او الارنب حلال او حرام
بل ان الامام علي اول من دعا الى احصاء ما يملك اي مسئول او حاكم قبل تحمله المسئولية  واحصائها بعد انتهاء المسئولية فاذا وجدت زيادة اي زيادة فيعتبر لص
عندما ارسله الرسول الى اليمن وقبل دخوله مقر اقامته قال يا اهل اليمن هذا ما املكه فاذا خرجت منكم وانا املك اكثر من هذا فانا لص
بربكم وبالامام علي عليكم اذا طبقنا هذا النهج  على جميع المسئولين هل نجد مسئول واحد صادق امين لا شك جميعهم وبدون اي استثناء لصوص
لا ادري كيف تنام عيونكم ويهنأ لكم طعامكم وشرابكم وتجمعون المال وتسكنون  القصور وانتم تشاهدون مئات النساء والاطفال يبحثون في القمامة من اجل لقمة عيش يسدون بها رمقهم وهم يمدون ايديهم يستجدون المارة
كان الامام علي يعطي طعامه الذي لا يملك غيره ليشبع غيره ويبقى جائعا  وعندما رأى الامام  زيد بن علي امرأة تبحث في القمامة بكى وقال غدا سأقتل من اجلك  فذهب الى مقر الطاغية اللص هشام بن عبد الملك وامره بالحق والعدل لكن الطاغية رفض الحق والعدل وقال الامام زيد اما الحق والعدل واما الموت فنحن قوم لا نرضى الا بالحق والعدل ولا نستكين لظالم جائر وفعلا صرخ صرخته ضد الظلم والجور حتى استشهد
هذا هو نهج الامام علي ونهج اهل بيته 
انه المحبة والخير لكل بني البشر بكل الوانهم واطيافهم وعقائدهم انه الصدق والامانة انه التضحية بلا حدود ولا شروط للاخرين انه عدم الركون للظلمة الفجرة
انه نكران الذات وتجاهل المصالح الشخصية والمنافع الذاتية انه النزعة الانسانية الصرفة
نعم ان اعدائهم قطعوا اجسادهم ومثلوا بها الا انهم لم ينالوا من ارواحهم بل ان هذه الارواح بقيت خالدة تزداد سموا وعلوا وتألقا بمرور القرون والاعوام
لكن الذي ينال من ارواحهم  الذي يذبح ارواحهم هم اولئك الذين يتظاهرون بحبهم ويفعلون افعال اعدائهم
نعم هؤلاء هم الاعداء هؤلاء هم  القتلة
لهذا ادعوا محبي الامام علي ومن سار على نهجه ان لا يسمحوا لهؤلاء بذبح روح الامام علي بذبح روح الامام الحسين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/24



كتابة تعليق لموضوع : البرلمان العراقي مريض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net