صفحة الكاتب : اياد السماوي

هل أصاب كاظم حبيب الحقيقة بهجومه على المالكي ؟
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ( شعب جائع وعاطل ومحروم من الكهرباء والماء ويعيش في وسط النفايات ) , بهذه الكلمات استهل السيد كاظم حبيب مقاله الجديد ( هل يسير المالكي على نهج نوري السعيد القمعي والدموي ) , فأقول للسيد كاظم حبيب كما قال المثل الشعبي ( أكعد عوج وحجي عدل ) , ويبدو إن السيد حبيب لا زال يعيش بأوهام الستينات والسبعينات ويقبع تحت ضغط بعض المفاهيم والقيم والتي أكل عليها الدهر وشرب , ويبدو أيضا إنه لم يزر العراق ويطلع بنفسه على أسواق العراق وما تحتويه هذه الأسواق من سلع وخدمات , ليقول بعد ذلك ما يشاء .

في هذا المقال سأرد فقط على فرية السيد حبيب بادعائه أن الشعب العراقي جائع وعاطل ومحروم ويعيش وسط النفايات , وسأرد على باقي افتراءاته بمقال آخر .
وبكل تأكيد إن السيد حبيب يفهم جيدا بلغة الأرقام ولذلك سيكون ردي عليه علميا وبالأرقام , فقد بلغت النفقات العامة في قانون الموازنة العامة للدولة العراقية للعام 2010 مبلغا قدره ( 84657467556 ) أي ( أربعة وثمانون ألف وستمائة وسبعة وخمسون مليار وأربعمائة وسبعة وستون مليون وخمسمائة وستة وخمسون ألف دينار ) , موزعة كالآتي
أ- مبلغا قدره ( 23676772604 ) أي ( ثلاثة وعشرون ألف وستمائة وستة وسبعون مليار وسبعمائة واثنان وسبعون مليون وستمائة وأربعة ألف دينار ) , كنفقات استثمارية .
ب- مبلغا قدره ( 60980694952 ) أي ( ستون ألف وتسعمائة وثمانون مليار وستمائة وأربعة وتسعون مليون وتسعمائة واثنان وخمسون ألف دينار ) , كنفقات تشغيلية . ومفردات هذه النفقات التشغيلية موضحة في جداول هذا القانون وهي موزعة على مؤسسات الدولة ووزاراتها كرواتب وأجور وإعانات اجتماعية ومخصصات وغيرها , وهي تشكل حوالي أكثر من 60% من مجموع النفقات العامة للدولة .
فإذا كان أكثر من 60% من ميزانية البلد تنفق كرواتب وأجور للموظفين والعمال والجيش والشرطة والمتقاعدين وأصحاب الإعانات الاجتماعية , وبهذا الرقم الخيالي المبين أعلاه , فكيف يكون الشعب العراقي جائعا ومحروما ويعيش في وسط النفايات ؟ وإلى من تعطى هذه الأموال الهائلة ؟ وكم هو عدد الناس في العراق من يتقاضون رواتب من الدولة العراقية ؟ وأين هي هذه النفايات التي يعيش الشعب العراقي في وسطها ؟ وفي أي محافظة من محافظات العراق توجد هذه النفايات المزعومة ؟ وإذا كان مستوى الفقر والحرمان كما يدعي السيد حبيب بهذه الدرجة , فلم هذه الأسواق العامرة و المملوءة بالسلع والخدمات وبما لذّ وطاب ؟ وفي أي مرحلة من المراحل التي مرّ بها الشعب العراقي ومنذ تأسيس الدولة العراقية وحتى هذه اللحظة تمتع فيها الإنسان العراقي بهذا المستوى ألمعاشي ؟ والسيد حبيب يعلم جيدا إن غالبية أبناء الشعب العراقي لم تكن قادرة على شراء اللحم والسمك والدجاج والموز والتفاح والبرتقال , فهل يعلم السيد حبيب إن أسعار هذه الفواكه في العراق أصبحت أرخص من سعر البصل ؟ فأي جوع وأي نفايات يتحدث عنها السيد حبيب ؟ .
نعم هنالك نقص كبير في الكهرباء وهذا ليس أمرا مخفيا على أحد ولا تنكره الحكومة العراقية أو السيد المالكي , لكن في نفس الوقت هل يستطيع السيد حبيب أن يقول لنا سبب هذا النقص الكبير في الطاقة الكهربائية ؟ أليس يا سيد حبيب الطلب الكبير و المتزايد على الطاقة الكهربائية هو سبب هذا النقص الكبير في الكهرباء ؟ وهل توجد عائلة عراقية واحدة لا تملك مكيف كهربائي ؟ فكيف الأمر وأغلب العوائل العراقية تمتلك أكثر من مكيف واحد وبأحجام كبيرة تسمى الكنتوري ؟ فمتى كان الإنسان العراقي البسيط ذو الدخل المحدود قادرا على شراء مثل هذه السلع ؟ وهل كانت أسواق العراق تعرف مثل هذه السلع قبل عام 2003 ؟ فلماذا هذا التزييف المتعمد للحقائق أيها المحترم ؟ نعم هنالك فساد إداري ومالي كبير حال دون حل هذه المشكلة طوال هذه السنوات السبع , لكن هذا لا يعني أن العراقيين يعيشون في أوساط النفايات , حيث أن الغالبية العظمى من الناس تعوض هذا النقص في الكهرباء عن طريق شرائه من القطاع الخاص , حتى أصبح معها مفهوم الوطني والمولدة شائع بين كل الناس , ولو كانت دخول الناس متدنية كما تدعي لما تمكن الناس من شراء الكهرباء من أصحاب المولدات .
فالعراقيون اليوم يعيشون في أحسن أدوار حياتهم ولم تمر على العراق فترة استطاع فيها الإنسان العراقي أن يأكل أو يلبس أو يسكن في بيوت أفضل مما هي عليه الآن , فكن منطقيا ومنصفا يا سيد حبيب وخاطب الناس بالمنطق والحقيقة .
وتيقن يا سيد حبيب إن الآلاف من الشيوعيين القدامى في العراق يؤيدون السيد المالكي في سعيه من أجل بناء دولة حديثة تقوم بتقديم أفضل الخدمات للناس , وأنا أحد هؤلاء الشيوعيين القدامى , وعندما أنتقد حكومة السيد المالكي وأدائها في تقديم الخدمات للناس , لا ابني انتقاداتي على الأكاذيب والافتراءات كما فعلت أنت يا سيد حبيب , بل من خلال الحقائق الدامغة و الموجودة على أرض الواقع .
وسأرد على اتهامك للسيد المالكي بتوجيه أوامر القتل للناس في المقال القادم إنشاء لله وهل تصح مقارنة السيد نوري المالكي بنوري السعيد ؟ للموضوع صلة .
 العراق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/06



كتابة تعليق لموضوع : هل أصاب كاظم حبيب الحقيقة بهجومه على المالكي ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ليث الموسوي ، في 2012/01/01 .

بارك الله بك اخي على هذا التبرير والذي ينطبق مع المثل العراقي العذر اكبر من الصوج ليش الرواتب بالعراق متساوية لجميع الموظفين وان توفر السلع معناه ان العراقيين جميعهم يشترون ،وان الاردن وسوريا ومصر بميزانية قدرها 12 % -20%من الميزانية العراقية وان مستواه المعيشي افضل من العراقي وتتوفر جميع السلع ويستخدم المولدات العملاقة في المولات والدور السكنية وان المجاري غير طافحه وتنفق نسبة اكبر على التعليم والصحة والزراعه والصناعه من العراق وان نسبة الامية اقل ومعدل العمر اعلى وان شعوبهم محترمه بالمحافل الدولية انت اكعد عوج واحجي عدل




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net