صفحة الكاتب : مدحت قلادة

كنيستى القبطية العظيمة
مدحت قلادة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فى جلسة هادئة مع النفس استعدت سؤال هام تردد في نفسي  لسنوات طويلة ,و حاولت بكل الطرق أن أقصيه ..تارة بعدم الاجابة وتارة بالانهماك في شواغل الحياة العديدة والسؤال هو :من هو صاحب الفضل الأول فى تكوين شخصيتى ؟
سؤال إذا طرح يحتاج الإنسان إلى دراسة عميقة لكل من عبر في حياته وتأثر به.. بالطبع يحتاج إلى أيام أو شهورمن التأني للإجابة عليه  ولكن الغريب أننى لم  أستغرق أكثر من ثوان معدودة ..حتى عرفت الإجابة .. لأن بداخلي يقين أن المعلم الأول هى كنيستى المحبوبة كنيسة القديسة دميانة القاطنة بشارع صابر الطويل بالوايلى ..لأنى كنت من سكان حدائق القبة وكان انتمائنا لأقرب كنيسة وهى كنيسة القديسة دميانة .
واستعرضت كيف كان  تأثري بالكنيسة من خلال  ملاكين ..أبونا لوقا ابراهيم وأبونا ايوب ثاؤفيلس نيح الرب روحهما يلح على مسامعي دائماً صوت أبونا لوقا ابراهيم القديس صاحب الملائكى وهو يترنم فى القداس الإلهى بالألحان الكنسية " جنيينا جنيينا ...ارحمنا ارحمنا " وكلمات القداس الغريغورى التى تحلق بك إلى عنان السماء لترى الفداء والحب الإلهى وتجعلك تشعرأنك تحيا فى السماء ماثل أمام عرش النعمة .   
وتذكرت أبونا أيوب ثاؤفيلس الذى زرع فينا حب القراءة والاطلاع وعدم التسليم بما نسمعه بل نبحث ونفرز لمعرفة الحق والحقيقة وكيف أنه اختارنا لقيادة اجتماع الشباب وتذكرت كيف أنه زرع فينا الثقة بالنفس وأولا بعمل الله داخل كل فرد منا .
 
لا يغيب عن ذاكرتي الدكتورفوزي وجيد نوار فقد التحقنا بإعداد الخدام إبان المرحلة الثانوية . والتي امتدت خدمتي فيها لمرجلة الروضة لمدة لا تقل عن عشر سنوات اعتذرت خلالها اكثر من مرة عن خدمة المرحلة الإعدادية لتعلقي الشديد بأسرة الملائكة لكن وبإيعاز وباقتناع برأي الدكتور وجدي  انتقلت لخدمة المرحلة الثانوية واجتماع الشباب والاجتماع العام  تذكرت شخصيتى المترددة الخجولة تذكرت الانطواء الذى عانيت منه .....وأدركت أن الفضل لكنيستى الأم الحاضنة في تكوين وتغيير شخصيتى حتى أصبحت الابن الفخور بها .. أرفع عملها معى وأقدس الحياة فيها فقد كانت ومازالت المصحة التي تعالج الجميع بلا مقابل .. ذكرت حبها وحب ملاكيها المتنقلين تذكرت أن بحبى لها وعرفانى بجميلها قررت الدخول مع عدد من الإخوة لكلية الاكليريكية ..ليس بهدف أن أصبح كاهنا بل للعلم والتعلم من رجال الكنيسة  تذكرت إقبالي وشغفي  كل يوم ثلاثاء على المقر البابوى لندرس اللاهوت الرعوى على لسان قداسة الباب شنودة الثالت مثلت الرحمات, أدركت عمق وغنى كنيستى القبطية مع كل لحظة استرجعها من هذه السنوات المضيئة في حياتي .
كنيستي الأم و الحبيبة مها طالت السنون ..وتغيرت ستبقين في قلبي أيقونة المحبة سأظل مدين لك لأساتذتى فيك هؤلاء الذين لم يضنوا بعلمهم او روحهم لخدمة الكنيسة وطلاب العلم  وسأظل أتندر بمواقف جميلة مع ملائكتي الصغار الذين فعل بهم الزمن ما فعل بنا جميعاً ..لقد كبروا وأصبحوا كهنة منهم من يخدم فى كنيسته القديسة دميانة أوبكنيسة عين شمس أيضا.
أنها رحلة تعلم لخوض غمار الحياة كانت ومازالت مملوءة بالحب ومخضبة بالألم .. نعم فحينما حرقت كنيستى المحبوبة فى أحداث الزاوية عام 1981 شاهدت بنفسي النيران تأتي عليها وتدمرها بفعل الغوغاء والدهماء الذين أشعلوا فيها النيران وسط التهليل!  معتقدين أنهم بالكراهية ينتصرون غير عالمين أنهم أساؤوا للدين ولشخصهم .
لقد ذهب كل شئ لكن بقي سؤال يلح على نفسي .. هؤلاء الذين يقومون بتلك الأعمال الشيطانية بأى إله يومنون ؟ بأى دين يعتقدون ؟! هل هذه الأعمال هي  ثمار إيمانهم؟ أعرف انهم ليسوا مؤمنين .. واعمالهم ليست مرآة للدين الإسلامي لأن لى أخوة مسلمين كثر تربينا معهم ووسطهم كانوا ومازالوا أخوة وأشقاء محبين لنا ولكل المصريين .
مقالي هذا هو ترنيمة حب وعرفان لكنيستى القبطية ولشفيعتى القوية القديسة دميانة لا أدري؟ لعل الأسماء تمدنا أحياناً بزخم من المشاعر ..ولربما لوقع اسم الأستاذة دميانة " المتهمة ظلما بقانون فاشى ازدراء الاديان " ومحنتها.. فعل السحر على ذاكرتي  التي استدعت اسم الكنيسة الأم .. فلدميانة المعلمة ولدميانة الأم سلام الله .
 
Medhat00_klada@hotmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مدحت قلادة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/16



كتابة تعليق لموضوع : كنيستى القبطية العظيمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net