صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

الأمام علي بن موسى الرضا ع سراج الحق الساطع.
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
(والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون . لهم مايشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين . ) 1
من أولى صفات  النبي الأعظم و رسول الأنسانية جمعاء محمد بن عبد الله ص هي ( الصادق الأمين ) فهو صادق مع ربه صادق مع رسالته صادق مع أمته وظل أمينا على تلك الرسالة العظيمة التي أخرجت البشرية من الظلمات ألى النور ألى آخر لحظة من حياته ص وأهل بيته الصادقون المتقون ع  الذين طهرهم الله من الرجس هم الأمناء على رسالته وخير من حملوا الأمانة وتحملوا المسؤوليه فقاوموا كل انحراف . وتصدوا لكل زيف  ووقفوا بوجه كل طاغ شذ عن الطريق المستقيم . فهم رمز الأستقامة والصلاح بعد جدهم رسول الله ص وهم سفن النجاة وأئمة الهدى والحق والصدق وهي من أهم شرائط التقوى والتقى  فأعد لهم الله جلت قدرته جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ولهم مايشاؤون عند ربهم ولا غرابة أن يكونوا شفعاء لمن شايعهم وأحبهم وعرف قدرهم وتمسك بقيمهم وانتهج سيرتهم  في ذلك اليوم العظيم يوم التناد والحشر والفصل حيث يقول جلت قدرته بسم الله الرحمن الرحيم : (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم  لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم  ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم .) 2  فهؤلاء الهداة المهديين الصادقين رضي الله عنهم ورضوا عنه   لأنهم المشكاة والكوكب الدري والشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء .
والأما م علي بن موسى الرضا ع هو  ثامن الأئمة الأثنا عشر  الهداة المهديين ع .
هو الأمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع .
ولد الأمام الرضا ع في مدينة جده ( المدينة المنوره ) يوم الجمعة في الحادي عشر من ذي القعده عام 148ه الموافق 765م قام بأعباء الأمامة وهو أبن تسع وعشرين سنة وأمه السيدة ( نجمه ) الملقبة بأم البنين وكانت من الأشراف ومن أفضل النساء بدينها وتقواها  ومن ألقابه : الصابر . الرضا . الفاضل . الوفي . سراج الحق .كان ع متواصلا مع كتاب الله في نهاره وليله . دائم التهجد والأستغفار . نقي الخلق . طاهر السريره . صادق القول . عظيم التواضع . يحمل الطعام على ظهره ليذهب به ألى الفقراء والأرامل والأيتام لأطعامهم وكان حين يجلس مع الفقراء ويشاركهم في طعامهم يقول  لهم بعد البسمله ( ربنا واحد كلنا من آدم وآدم من تراب . ) وكان ع أعلم أهل زمانه وقد جمع المأمون العباسي يوما الكثير من أصحاب الديانات غير السماوية التي كثرت في زمنه كالزرادشت  والروم وغيرهم ليناظروه فطرحوا عليه أسئلتهم فأجاب عليها جميعها فانبهروا وأسلم بعضهم .
وقد عاصر الأمام الرضا ع ثلاثة من خلفاء بني العباس وهم  هارون العباسي وأبنيه الأمين والمأمون وقد طلب منه المأمون أن يتولى  الأمام ع أمر الخلافة فرفض فكيف به وهو الزاهد في الدنيا وهو ليس بطالب سلطة ولا جاه ولا ملك وأنما هو أمام تقي ورع عاهد الله جلت قدرته  وجده ص  وآباءه ع على  تأدية الأمانه  وهي حماية الدين من الأنحراف . ثم عرض عليه ولاية العهد فقبلها ع بشرط أن لايتدخل في أي أمر من أمور الدوله وكانت تلك الدعوة هي مكيدة لجأ أليها المأمون لآمتصاص نقمة الناس على الخلافة العباسية التي نكثت بعهودها  حين  استلمت السلطة باسم آل محمد ص وتنكرت لهم فيما بعد  وهو أمر يطول بحثه.
لقد ضرب الأمام الرضا المثل الأعلى في الخلق وكان يحنو على كل فرد من أفراد أمته وكان الناس يميلون أليه ويسألونه في كل أمور الدين وكان محافظا على رسالة الأسلام وحصنها ضد الأنحراف والزلل اللذان ظهرا في تلك الحقبة التأريخية التي كثرت فيها الترجمة من كتب اليونان والرومان وحاولت أن تطعن بالأسلام فكان يرد عليها  ويفندها بأدلته العلمية الشافية والوافية
قال الواقدي : ( علي بن موسى الرضا سمع الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم . وكان ثقة يفتي بمسجد رسول الله ص وهو أبن نيف وعشرين سنه وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة . )    3
وقال أبراهيم بن العباس : ( مارأيت الرضا  ع يسأل عن شيئ قط ألا علم ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأول ألى وقته وعصره وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيئ فيجيب . وكان ع قليل النوم بالليل كثير السهر يحيي أكثر لياليه من أولها ألى الصبح . وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر . )  4 وتحدث أبو الصلت الهروي عن موسوعيته العلمية وكان مرافقا له حيث يقول : ( مارأيت أعلم من علي بن موسى الرضا ع . مارآه عالم ألا شهد له بشهادتي . ) وروى الصدوق بسنده عن الفضل بن شاذان قال :  ( سأل المأمون الأمام الرضا أن يكتب له محض الأسلام على سبيل الأيجاز والأختصار فكتب له  ع(أن محض الأسلام شهادة أن لاأله ألا الله وحده لاشريك له ألها واحدا أحدا فردا صمدا قيوما سميعا بصيرا قديرا قديما قائما باقيا عالما لايجهل قادرا لايعجز غنيا لايحتاج عادلا لايجور وأنه خالق كل شيئ ليس كمثله شيئ لاشبه له ولا ضد له ولا ند له ولا كفؤ له وأنه المقصود بالعباده والدعاء والرغبة والرهبة .
وأن محمدا ص عبده ورسوله وأمينه وصفيه وصفوته من خلقه وسيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل العالمين لانبي بعده ولا تبديل لملته ولا تغيير لشريعته وأن جميع ماجاء به محمد  بن عبد الله ص هو الحق المبين والتصديق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وأنه المهيمن على الكتب كلها وأنه حق من فاتحته ألى خاتمته . نؤمن بمحكمه ومتشابهه . وخاصه وعامه  ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره . لايقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله .
وأن الدليل بعده والحجة على المؤمنين والقائم بأمر المسلمين . والناطق عن القرآن . والعالم بأحكامه : أخوه وخليفته ووصيه ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى : علي بن أبي طالب ع أمير المؤمنين . وأمام المتقين . وقائد الغر المحجلين . وأفضل الوصيين . ووارث علم النبيين . والمرسلين . وبعده الحسن والحسين ع سيدا شباب أهل الجنه . ثم علي بن الحسين زين العابدين . ثم محمد بن علي باقر علم النبيين . ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين . ثم موسى بن جعفر الكاظم . ثم علي بن موسى الرضا . ثم محمد بن علي . ثم علي بن محمد . ثم الحسن بن علي . ثم الحجة القائم المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين .
تعالى على خلقه في كل عصر وأوان . وأنهم العروة الوثقى . وأئمة الهدى . والحجة على أهل الدنيا . ألى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وأن كل من خالفهم ضال مضل باطل . تارك للحق والهدى . وأنهم المعبرون عن القرآن . والناطقون عن الرسول محمد ص بالبيان . ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة الجاهلية . وأن من دينهم الورع والفه والصدق والصلاة والأستقامة والأجتهاد . وأداء الأمانة ألى البر والفاجر . وطول السجود . وصيام النهار . وقيام الليل . واجتناب المحارم . وانتظار الفرج بالصبر . وحسن العزاء . وكرم الصحبه . )
أنها لعمري لوحة تورانية طافحة بالعقيدة الحقة الناصعة  كقلوب الأنبياء والمتوهجة كقرص الشمس ولو سار المسلمون على نهجها وطبقوا شرائطها لكانوا من أعظم أمم الكون اليوم . وأثرها محبة للبشرية جمعاء وأغزرها علما وثقافة وحبا فيما بينهم ولما تفرقوا ولعبت الفتن  الطائفية والعنصرية بعقولهم فأصبحوا أضعف الأمم وأقلها تأثيرا في عالمنا المعاصر في كل مجالات الحياة نتيجة الفرقة والنعرات الجاهلية العمياء وتسلط حكام الجور الذين يغذون  هذا التمزق  بوسائل أعلامهم التي تسري كالأخطبوط   في جسد الأمه لتبث سمومها وأراجيفها وزيفها وضلالاتها .
قال الأمام الرضا ع ( يامن دلني على نفسه . وذلل قلبي بتصديقه , أسألك الأمن والأيمان في الدنيا والآخرة . )  5
وقال ع ( من لم يقدر على مايكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله , فأنها تهدم الذنوب هدما )   6 . عن عيون أخبار الرضا وأمالي الشيخ الصدوق .  وقال ع عن أبيه عن جده عن أبي جعفر الباقر ع أنه قال ع لخيئمه : ( أبلغ شيعتنا أنا لانغني من الله شيئا , وأبلغ شيعتنا أنه لاينال ماعند الله ألا بالعمل , وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس يوم القيامة حسرة من وصف عدلا ثم خالفه ألى غيره , وأبلغ شيعتنا أنهم أذا قاموا  بما أمروا أنهم هم الفائزون يوم القيامه . ) 7  نرجو من الله العلي القدير أن يجعلنا من أتباعهم حقا وصدقا
أستشهد الأمام علي بن موسى الرضا ع في طوس من أرض خراسان في صفر عام 203ه  على يد المأمون العباسي بسم دسه أليه وله من العمر 55 سنه . فسلام عليك سيدي أيها الأمام الزاهد العابد التقي الصابر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا  .
أشارات
1-الآية 32-33 الزمر
2-الآية 119- المائده
3-أبن الجوزي /تذكرة الخواص / ص315
4- بحار الأنوار  49/91
 5-أصول الكافي 2/579
6-البحار م19/ص76
7- أمالي الشيخ الطوسي ج1/ ص 380
جعفر المهاجر – السويد


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/05



كتابة تعليق لموضوع : الأمام علي بن موسى الرضا ع سراج الحق الساطع.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net