صفحة الكاتب : حيدر محمد الوائلي

الفرق بين مسلمي بورما والعراق
حيدر محمد الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثر في الاونة الاخيرة البكاء والتباكي لما يحصل للمسلمين في بورما من عملٍ إرهابي شنيع على يد جماعات بوذية إرهابية متوحشة لمجرد اتباعهم ديناً يخالف دين الأكثرية، وإنتشرت صور مروعة لما يحصل هناك وهنا في بلاد العرب والمسلمين تكاثرت وسائل إعلام وأنظمة حكم ومنظمات وشخصيات للشجب والأستنكار والتنديد وعقد المؤتمرات وفي الفيس بوك صور وتعليقات تبكي وتتبكاى على مسلمي بورما المساكين.
لم يعهد المسلمون وخصوصاً العرب منهم هكذا صور بشعة ولم يسمعوا بالقتل من قبل ولم يروا صوراً لقتلى لمجرد خلاف ديني ولم يعرفوا ما معنى أن يُقتل أو يُؤذى شخصٌ بسبب خلاف ديني فمجتمعنا العربي ذو الأكثرية المسلمة وأنظمة حكمه المسلمة شفافة جداً ورقيقة جداً جداً وإنسانية جداً جداً جداً حيث لم تتحمل أن ترى صوراً لبعض ضحايا المسلمين في بورما، وكثرت حالات الأغماء عند رجال الدين الكبار والصغار والمفتين والخطباء ورجال السياسة في العراق وبلاد الشام والخليج وشمال افريقيا حينما رأوا صورة مسلم يُحرق في بورما فهي أول مرة يرون ويسمعون فيها بحرق مسلم في الوقت الحاضر ولم يقرأوا في تاريخ الأسلام القديم والحديث والمعاصر أي جرائم ترتكب لمجرد خلاف ديني ومذهبي وسياسي...!
 
كان في ودي أن أضع خمسة وثلاثين مليون علامة تعجب بعد كلامي السابق على عدد سكان العراق ذي الغالبية المسلمة والذين كانوا هدفاً أساسياً ومتعمداً للقتل والعنف الذي سببه ومحركه الأول والرئيسي فتاوى ومواقف رجال الدين والسياسة وأتباعهم لتخلف تفجيراتهم وقتالهم ونزاعاتهم قتلى وجرحى تجاوزت مئات الالاف من مسلمي العراق وسط سكوت مطبق لسيل تلك الدماء البريئة بسبب طائفيتهم المقيتة وأحقادهم السياسية منذ سقوط نظام حكم صدام الذي كان له حصته من القتل والأرهاب بحق شعبه طوال سنين حكمه ليعطيه علماء السلطة يومذاك لقب (قائد الحملة الأيمانية) واليوم يسميه بعضهم (شهيداً)...!
لم تخلو نشرة أخبار حول العراق من تفجير سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة أو تفجير إنتحاري في منطقة سكنية أو تجارية خلفت عشرات القتلى والجرحى لمسلمين يجزرون كالأضاحي على ثرى العراق بسبب العنف ذو الطابع الديني السياسي الطائفي وبدعم من منظمات إسلامية ورجال دين وأنظمة حكم من داخل العراق وجواره وأبعد.
 
يبكون ويتباكون على مسلمي بورما اليوم وينشرون صوراً لبعض الحوادث هنالك وفي العراق صوراً ومقاطع فديو واضحة وصريحة توثق لعمليات قطع رؤؤس بسكين يتلوا قاطعها ايات من القران الكريم قبل أن يذبح هذا الأنسان الذي ذنبه أنه يخالفه في الطائفة أو أنه ضحية يستخدمها إرهابيي الأسلام للضغط السياسي والطائفي.
فديوهات توثق كل عملية تفجير وقتل، ولم تسقط دمعة من تلك العيون التي تتباكى اليوم على مسلمي بورما، وكلمة (تفجير وعراق) إرتبطتا سوية لدى أي عملية بحث في نصوص وصور (Google) وفديوهات (YouTube) .
 
تفجيرات وقتال بداعي الجهاد (في العراق فقط) وبداعي المقاومة (في العراق فقط) وبداعي طرد المحتل وقواعده العسكرية (في العراق فقط) وبداعي قلب نظام الحكم الطائفي (في العراق فقط) وبداعي محاربة حكومة طائفية (في العراق فقط) وبداعي التدخل في شؤون (العراق فقط) وبداعي محاربة النظام الديمقراطي (في العراق فقط) وبداعي نصرة (سنة العراق فقط) وبداعي نصرة (شيعة العراق فقط) وتعددت المرات وأختلفت ولكنها تشابهت أن رجال الدين والسياسة ومموليهم من أنظمة حكم داعمة ووسائل إعلام محرضة واتباعهم إتفقوا جميعاً أن يكون كل ذلك في (العراق فقط) رغم تشابه كل تلك الأمور (إن صحت وهي ليست صحيحة بالمرة) في دول ومناطق يسكنها شيوخ وأقطاب الدين والسياسة وأتباعهم (هناك) ولكنها حرام لأنهم مقيمين (هنالك) ولأنها (هناك)...!
 
لم يحصل لأقلية (الروهينغا) المسلمة في بورما ما نسبته حتى واحد بالمائة من ربع نصف ربع الربع ما حصل ويحصل للأغلبية المسلمة (السنية والشيعية) في العراق، ولكن لأمور طائفية وسياسية ونفاق إقتضى السكوت عن بشاعة جرائم أتباع الأسلام بحق مسلمي العراق وياليتهم سكتوا فعند بعضهم واجب التحريض وزيادة العنف...!
يتباكون على مسلمي بورما وبعضهم يتغاضى أو يستبشر لما يحصل لمسلمي العراق من قتل وتفجيرات عى يد أتباعهم ومن يقتدي بفتاواهم ونهج دينهم الطائفي.
 
يا ليت ما يحصل على مسلمي بورما يحصل في العراق لكنا في خير وسعادة حيث القاتل هناك بوذياً لا يؤذي كثيراً مثل الأذى الكبير الذي خلّفه تدخل التيارات الأسلامية المتشددة في العراق وفتاوى التكفير والتحريض والدعم والمباركة.
لو كان ما يحصل على مسلمي بورما في العراق لكنا نحمد الله ليل نهار أن الوضع بسيط مقارنة ببشاعة القتل العشوائي الحاصل كل يوم في العراق وبمختلف الوسائل (انتحاري، سيارة مفخخة، عبوة ناسفة، مواجهة مسلحة، اغتيالات) مستهدفاً مختلف شرائح المجتمع (أطفال، شباب، شيوخ) ومختلف الوظائف (عامل بسيط، بروفيسور في الجامعة) ومختلف الأماكن (مدرسة إبتدائية، سوق شعبي، مسجد) ومختلف الطوائف والأديان (سنة، شيعة، أيزدية، صابئة، شبك، مسيحيين).
 
رحم الله مسلمي بورما وأعانهم وآجرهم على مصابهم الجلل وأن يلهمهم الصبر والعزيمة فالله مع الصابرين وأرجوهم أن يدعوا لمسلمي العراق فهم بحاجة للدعاء.
يا مسلمو بورما إدعوا للعراقيين في مساجدكم إن وُجدت فمساجد العراق شهدت مئات التفجيرات حيث جدرانها حمراء من الدماء وأرضيتها بساط من جثث المصلين، وأدعوا الله بالرحمة لهم في صلاة الجمعة إن كنتم تؤدوها فصلاة جمعة العراق تشهد كل جمعة تهديداً وتفجيراً وقتلى وجرحى وكل مسجد تحرسه قوة أمنية وعليه طوقاً أمنياً لحراسة مصلين ذنبهم أنهم يقيمون الصلاة.
يا مسلمو بورما إدعوا للعراقيين بالرحمة والصبرر والسلوان فربما دعوتكم مستجابة فأنتم مظلومين ودعاء المظلوم مستجاب ولم تتلطخوا بعار الطائفية وظلامها فدعاء بعض علماء المسلمين الطائفيين من داخل العراق وجواره وأبعد لمسلمي العراق زاد السوء سوءاً أكثر والعنف عنفاً أكثر والطائفية أكثر وأكثر.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر محمد الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/13



كتابة تعليق لموضوع : الفرق بين مسلمي بورما والعراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net