صفحة الكاتب : حمدالله الركابي

السيد مقتدى الصدر والقيادة الرشيدة الصالحة
حمدالله الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في زمن الفوضى والدجل والكذب والنفاق السياسي والمجتمعي تحتاج الجماهير إلى خطاب واقعي يتجاوز الجغرافية البلاغية والعبارات المغلفة بالرداء السفسطائي والتي لاتجدي نفعاً في علاج الامراض المستفحلة في الجسد الاجتماعي والسياسي، حيث يمكن للحوار الواقعي والخطاب الوطني الحقيقي البسيط والواضح والبعيد عن الكلمات المموسقة أن يكون احد العلاجات لتلك العلل والادران التي باتت تشكل عقد مستعصية في الواقع العراقي، وباتت مسؤولية الخلاص من تلك العلل تقع على عاتق القيادات المتصدية للعمل في الساحة العراقية. ولقد شاهدنا الكثير من قادة الكتل السياسية وهم يتحدثون إلى المسؤولين من اتباعهم بأحاديث لم تخرج عن السياق الرسمي واللقاء البروتوكولي لتكون صالحة فقط للتسويق الاعلامي، فلم نرَ اياً منهم يتحدث  بصراحة وينصح اتباعه ويحذرهم من مغبة القصور او التقصير في أداء دوره التشريعي او التنفيذي. إلا ان اللقاء الاخير لسماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) مع الفائزين بثقة الجماهير في انتخابات مجالس المحافظات كسر هذه القاعدة واصبح إنموذج في القيادة الرشيدة والصالحة، فقد كان حديثه بمنتهى الصراحة والعفوية والصدق، نائياً بمفرداته عن الدبلوماسية السياسية والتزويق اللفظي ولوازم الظهور الاعلامي. فقد وجد السيد مقتدى الصدر بحسه القيادي وتكليفه الوطني إن المرحلة الراهنة تستوجب التعامل بحزم وجدية لأن الامر يتعلق بتقديم الخدمة للشعب عن طريق مجالس المحافظات فكان لابد من ايصال الرسائل الواضحة إلى الفائزين، فلربما تنسيهم نشوة الفوز معاناة الناس وآلامهم وتجعلهم يتنكرون لأصوات ناخبيهم التي لولاها لما استطاعوا الوصول إلى هذه الكراسي اضافة إلى دعم الجهة التابعين لها. لقد شكل هذا الحديث علامة فارقة في طبيعة تعامل القائد مع الرعية او الاذرع القيادية، حيث ركز على عدم التساهل مع من يسيء إلى سمعة  الاسلام والمذهب والوطن، او يسيء إلى من ينتمي إليه، حديث يكشف عن مكنونات الفكر القيادي للمدرسة الصدرية التي من اهم مميزاتها النزول إلى ساحة الميدان سواء على المستوى الجهادي او السياسي او الثقافي او اي مستوى آخر. كان حديثاً واقعياً ينطلق من نواة الفرد إلى دائرة المجتمع  ليكون النتاج مثمراً وينعكس على الحياة العامة للشعب العراقي، حديث ربما فاجأ الكثيرين إلا اولئك الذين يعرفون مقتدى الصدر جيداً، انه لايسعى إلى مكسب سياسي او دنيوي زائل ولايثنيه شيء عن قول كلمة الحق ولايهمه سوى إصلاح الخلل الذي يكتنف العمل السياسي في ظل الظروف المعقدة التي يعيشها العراق.  قد يختلف معي البعض فيما اوردته في هذا المقال ولكني اتمنى عليهم ان يدلونني على إنموذج آخر يمكن أن يحتذى به او ينافس الانموذج الصدري في محاسبة اتباعه بل قد يتبرأ منهم عندما يكون خطأهم جسيماً ! في الوقت الذي لانكشف سراً عندما نشير إلى قيادات مرموقة واحزاب عريقة تدافع عن الفاشلين وتحمي السراق والفاسدين ! تحية للقيادة الصدرية الشابة الواعية التي تعتمد الصراحة والوضوح لأن المجاملة في الزوايا المخفية وتحت اجنحة الظلام تؤدي إلى هدم جسور التواصل والثقة وإخفاء الحقائق عن الجماهير، وألف تحية لمن لا يخاف في الله لومة لائم ولا يجامل على حساب المصالح العُليا للعراق وشعبه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمدالله الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/12



كتابة تعليق لموضوع : السيد مقتدى الصدر والقيادة الرشيدة الصالحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net