فيضان 2013 .. وغيات السلطة الحكيمة
جاسب المرسومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تمر على العراق ودول الشرق الأوسط دورة مائية اسمناها بالدورة المائية الشرق أوسطية الكبرى كونها شملت مناطق الشرق الأوسط بأكملها خصوصا الدول المحيطة بالعراق والتي لها تأثير مباشر على طبيعة المناخ والموارد المائية .

وقبل وقوع مشكلات الدورة المائية وكوننا خبراء بموضوع المياه والاهوار كتبنا تقريرا مفصلا ارسل بتاريخ 9/1/2013 الى الامانة العامة لمجلس الوزراء وارسل بدوره الى وزارة الموارد المائية لاتخاذ الاجراءات الاحترازية لتلافي مشكلة الفيضان الذي سيضرب عددا من مناطق العراق .

وكانت للدورة المائية الشرق أوسطية الكبرى مرحلتين الاولى شتوية باردة ثلجية والثانية ربيعية تتميز بغزارة الامطار التي تسبب السيول الجارفة , ومثلما وصل التقرير الى الجهات المعنية تناولت ذلك العديد من وسائل الاعلام هذا الموضوع قبل حدوث فيضان تكريت .

الغريب في الأمر ان الحكومة والجهات المسؤولة عن هذا الملف لم تقتنع بما يقوله المفكر والمحلل وتحاول بعض الاطراف تزييف الحقائق ولا أعلم لم بعد حدوث الحدث تقوم بصرف المبالغ الطائلة لتعويض المتضررين وكان الأجدر بهذه الجهات اتخاذ الحلول الوقائية بدلا من الخراب والدمار الذي حل بالعوائل المسكينة وبالاقتصاد الوطني .

ومن جملة ما حاولنا اقناع الحكومة فيه هو فتح منافذ الاهوار وتهيئة المناطق التي ممكن أن تكون خزانات مياه يستفيد منها العراق وكان آخر الخزانات التي يمكن أن يستفيد منها العراق هو خزان هور الشويجة الذي يتم الآن تصريف مياهه باتجاه دجلة بدون تقييم لقيمة هذه المياه التي يمكن للعراق الاستفادة منها لسنين قادمة اهما المشاريع الزراعية .  

يقع الهور على الجانب الشرقي من نهر دجلة والطريق العام بغداد كوت – عماره ويمر الطريق العام كوت – بدره بمحاذاة قسمه الشمالي وينتهي قسمه الجنوبي قرب نهر الجباب ويكون الهور في تماس بجانبه الغربي والجنوب الغربي مع طريق كوت – عماره , ويتكون الهور من أراضي منخفضة نسبيا وأولها بقعة فيه بمنسوب ( 413م) فوق سطح البحر حيث تتجمع فيها مياه السيول والوديان في فصل الأمطار والفيضانات ومن ثم يتم تصريفها تدريجيا الى نهر دجلة حسب ما تسمح به مناسيب النهر وخلال الأشهر اللاحقة للفيضان وعليه فان هور الشويجة يعد خزانا موسميا يقوم باستيعاب مياه فيضان الوديان المنحدرة من أراضي مرتفعة ومتوجة ذات انحدارات كبيرة أغلبها في إيران ويكون واقيا لنهر دجلة ومانعا لدخول مياه فيضا هذه الوديان بصورة مباشرة الى مجراه .

ومن أهم هذه الوديان هي وادي النفط ووادي حران ( كنيكر ) وحزام وطهلان وترساق وشورشيرين ووادي بدره ( نهري كنجان وجوم وكافي ) حيث يقدر ورودها ألفيضاني في السنوات الرطبة بحدود (مليار م3  ) وتصريفها السنوي مجتمعة ( 5740 م3 / ثا ) وينتهي الهور في أجزائه المنخفضة بقناة تصريف مرتبطة بنهر دجلة وفي نهايتها ناظم مصرف أم الجري باستيعاب أقصى بقدر ب( 70م3/ثا) حيث يقوم بتصريف مياه الهور بصورة تدريجية الى النهر كلما سنحت مناسيب دجلة بذلك.

والآن يجري تصريف مياهه بدون اي تقنية الى دجلة فقط للتخلص منها لا أكثر وأجبرت الدولة على تعويض المتضررين بمليارات الدنانير كون الجهات المعنية لم تضع خطة للاستفادة من تلك المياه ولم تكن لها رؤيا مستقبلية بهذا الأتجاه .

ولو كانت هناك جهات حريصة على ما يحدث يفترض ان توجه للمسببين بهذه الأضرار الكبيرة  اتهامات رسمية ويعاقب المسبب علنا لكون الموضوع لم يكن مفاجأة بل هناك من نوه عنه وحذر من حدوث كارثة قادمة .

الموضوع السابق الاقليم السني بين الفعل ورد الفعل

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat