صفحة الكاتب : د . حامد العطية

من هم الفرحون بعدوان الصهاينة على سورية؟
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    فرح المعارضون للنظام السوري، بعدوان الصهاينة على سورية، وعبروا عن ذلك بالتكبير والتهليل، في الاشرطة المصورة للعدوان، ولو اقررنا بأنهم طلاب حق، والحرية والعدالة حق للجميع، ولا يحق لنظام سياسي ابطاله، مهما كانت الذرائع، لكن الحق لا يطلب بالجور، وهكذا تأكد بأنهم ليسوا طلاب حق وإنما طامحون للسلطة، أو مجرد أدوات رخيصة لدى أعداء العرب والمسلمين.
   كثير من العرب فرحوا بالعدوان أيضاً، وأولهم الحكام عملاء أمريكا، ومن يسمون أنفسهم شركائها في المنطقة، وأمريكا والكيان الصهيوني روح واحدة في إقنيمين، وهي روح شيطانية بالتأكيد، وتفرض أمريكا على كل عملائها أو "شركائها" الاعتراف بالكيان الصهيوني، جهاراً بمعاهدات الصلح وتبادل السفارات، أو سراً بالاتفاقات السرية والتجارة غير المباشرة، وهؤلاء الحكام يرددون بأن لا نية لديهم لنقض المعاهدات مع الكيان الصهيوني أو الدخول في محور المقاومة، وهم كما سماهم كبيرهم القطري نعاج.  
   ولن يمر وقت طويل حتى يفتي مشايخ السلاطين بجواز الفرح والتكبير والتهليل للعدوان الصهيوني على سورية، وسيحرفون الكلم عن موضعه ليجدوا تبريراً من الكتاب والسنة لفتاويهم الباطلة، فهم المحرفون بالتأويل، ولعل كبيرهم القرضاوي سيشكر الصهاينة في سره كما شكر أمريكا علناً، لتقديمها الدعم والعون لأتباعه في سورية، ليمعنوا قتلاً وتخريباً وتقسيماً في الجسد السوري المدمى، أتذكرون الشيخ الشعراوي المعتدل "الوسطي"؟ هو الآخر سجد  لله  شكراً على هزيمة الجيش المصري أمام الصهاينة في حرب حزيران، لأن عبد الناصر كان رأس النظام، وأمثالهم أيضاً حرموا الدعاء لحزب الله بالنصر على الصهاينة، فكان النصر المؤزر لحزب الله دليلاً على بطلان معتقدهم وضلال منهجهم.
   ماذا عن الشعوب العربية؟ ظن البعض بأن الربيع العربي سينبت الشعر في صدور الرجال العرب، فهم أبطال، تصدوا للنظم المستبدة، ولم يكلوا أو يملوا حتى أسقطوها، أو هكذا خيل لنا، كما قيل لنا بأن هنالك صحوة إسلامية ستصحح الفكر والمسار، ولو تحقق ذلك ومضت الرجولة على السراط المستقيم فستتحقق المعجزات، لكن  فحول العرب الثوار لم يردوا بعد على التحدي من السودان، ومن وزير إعلامها بالذات، إذ صرح بأن العدوان الصهيوني الآخير طعنة في رجولة العرب، فأين الرجال؟ أم هم لا يتحركون إلا بأمر خفي، وما ربيعهم إلا سراب بقيعة وصحوتهم يقظة ميت.
   أقول للفرحين بالعدوان الصهيوني على سورية، وبالأخص المعارضين السوريين، والمقاتلين منهم بالتحديد: واجب عليكم بالحد الأدنى طلب هدنة مع قوات النظام، ليتسنى لها الرد على العدوان، وفي الحد الأقصى ابداء استعدادكم لحمل السلاح جنباً لجنب مع النظام لتحرير الجولان، فتقيموا الحجة على  النظام الذي تتهمونه بالتقصير في المقاومة والتحرير، وتبرهنوا للجميع بأنكم لستم مجرد طلاب سلطة وبيادق يحركها الأعداء وعصابات من السفاحين والخاطفين واللصوص.
5 أيار 2013م  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/06



كتابة تعليق لموضوع : من هم الفرحون بعدوان الصهاينة على سورية؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net