صفحة الكاتب : علاء كرم الله

أعان الله من يحكم العراق؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نعم أعان الله من يحكم العراق أكان المالكي أو غيره! فالشعب العراقي أصلا هو شعب صعب المراس، وتعّود على مدى تسعين عاما منذ الحكومة الملكية ثم الجمهورية، ان يحكم بطريقة انفرادية (ملكا كان أم رئيسا)، كما في فترة الحكم الملكي ثم فترة الزعيم عبد الكريم قاسم ومن ثم فترة حكم الأخوين (عبد السلام وعبد الرحمن عارف) ثم جاء البعث ليضع حدا لكل ذلك ويحكم بطريقة الحزب الواحد والرئيس الواحد وبدكتاتورية مطلقة!!. كما وأن الشعب  العراقي لم يعرف طيلة حياته وعصره السياسي الحديث ديمقراطية منفلتة كالتي يمر بها الآن كما لم يعرف في تاريخه السياسي الحديث أحزابا كثيرة وعديدة كما هو عليه الآن؟!. ولأن ارضاء الجميع غاية صعب أدراكها والوصول أليها! ، فمن الطبيعي على المالكي بأعتباره هو من يحكم العراق الآن أن  يجابه بمعارضة شديدة  ويخوض صراعا سياسيا! ليس من خصومه التقليديين السياسيين( الأكراد – القائمة العراقية)، حسب بل حتى من أئتلافه الحاكم ومن أقرب المقربين أليه!، لا سيما وهو يريد أن يتصدى للأرهاب ويوقف نزيف الفساد ويحافظ على وحدة العراق بعيدا عن فدرالية الأكراد التي فصّلوها وفق مقاساتهم وأطماعهم الخاصة!!.فعلى المالكي  أن  يضع بالأعتبار الأول رضى الأمريكان بأعتبارهم اصحاب الحل والعقد ليس في العراق حسب بل بالعالم أجمع!!بعد أنفرادهم كقوة عظمى واحدة بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي السابق, فرضى الأمريكان أصبح أمرا  مفروغ منه ولا مفرمنه لكل رئيس يريد أن  يبعد عن نفسه ووطنه وشعبه وجع الرأس والمصائب والمكائد ولأن الأمريكان هم من بدأوا اللعبة في العراق فهم  من يعرفون كيف ينهونها!!، وعلى الرئيس أن لا يتقاطع مع رؤاهم السياسية بخصوص العراق ولا المنطقة؟!والتي بالأكيد هي تصب في مصالحهم الوطنية العليا، حتى وأن  كان على حساب مصلحة العراق والعراقيين ومستقبله؟!، والأختلاف مع الأمريكان معناه أن  تفتح أبواب جهنم  لكل أنواع  المشاكل والمصائب والمكائد، وكيف لا وهم من حرروا العراق من دكتاتورية صدام والبعث؟! فأي  معادلة قاسية هذه وأي أحراج  للرئيس الحاكم؟!.هذه نذالة الأمريكان وهكذا يتعاملون معنا؟!.وعلى الرئيس في نفس الوقت أن يحافظ على علاقته مع ايران، الدولة الخليجية الكبيرة والقوية التي تمتلك زمام أمن الخليج! بتأثيرها الواضح على العراق  دينيا وسياسيا! لاسيما وأن هذه الدولة ترى نفسها هي الأخرى متفظلة على الكثير من القيادات السياسية العراقية الحالية  التي تحكم العراق اليوم عندما وفرت لها الآمان بسبب مطاردات النظام السابق لهم!!لاسيما و لا يخفى ذلك بأن لأيران أطماعها ومصالحها في العراق! وهي بنفس الوقت تعيش صراعا طويلا مع أمريكا منذ نجاح ثورتها في  1979 بأطاحة نظام الشاه الموالي لأمريكا والغرب، وأزدادت حدة الصراع أكثر عندما شرعت أيران  ببرنامجها النووي، وما زاد وعمق من حدة الصراع بين الدولتين، أن أيران تدعم نظام بشار الأسد عسكريا ولوجستيا ومخابراتيا وبكل وسائل الدعم الأخرى خوفا من سقوطه الذي تسعى بالمقابل  أليه أمريكا وتركيا والسعودية وقطر!، والأكثر من كل ذلك ان أيران تعتبر الداعم الرئيس لحزب الله الذي يعيش حالة حرب دائمة مع أسرائيل والذي يشكل صداعا مزمنا لأمريكا وأسرائيل خاصة منذ حرب عام 2006  الذي كسر بها أسطورة الجيش الأسرائيلي بأنه الجيش الذي لا يهزم!. فكيف يمكن للرئيس المالكي التوفيق في العلاقة بين امريكا من جهة وبين ايران من جهة أخرى؟!. وعلى نفس الصعيد الخارجي على المالكي ان يرضي تركيا الدولة الأقليمية ذات الأطماع التاريخية في العراق والتي لا زالت تنظر اليه بنظرة عام 1917 عندما كان جزء من امبراطوريتها! ومعروف ما تشنه تركيا ( أردوغان )الآن من  حرب مياه شعواء على العراق ببناء الكثيرمن السدود على نهري دجلة والفرات لخنق العراق مائيا  فتركيا تسعى الى ذلك من عام 1996 !! حيث أنها  ترمي من وراء ذلك  لمبادلة برميل ماء مقابل برميل من النفط!! .كما على الرئيس المالكي ان يرضي باقي دول الخليج بزعامة السعودية وملكها العجوزالخاضع لرجالات الدين السلفيين وفتاويهم الشاذة والمدمرة التي تركت أثارها الدموية ليس على العراق حسب  بل على عموم الوطن العربي!، كما عليه أن  يضع رضى اللقيطة قطر!! في الأعتبار الهام أيضا  والتي تقوم مقام أسرائيل في خلق المشاكل وأحداث الفتن والقلاقل في الوطن العربي!. فأي رئيس حكومة يقدر على كل ذلك؟!.هذا على الصعيد الخارجي، أما على الصعيد الداخلي، فعلى الرئيس المالكي أن يرضي طموح الأكراد بأقامة دولتهم الحلم والتي لم يبق ألا الأعلان عنها!! وذلك بتحقيق كافة مطالبهم دون أية مناقشة، ويعطيهم كركوك بكل نفطها، وكذلك المناطق التي يريدون استقطاعها من بقية المحافظات! دون اية اعتراض!، وأن لا يشتري طائرات ولا دبابات ولا يسلح الجيش أحتراما لمشاعر الأكراد المصابين بعقدة الخوف من الحكومة المركزية منذ تمرد الشيخ أحمد الحفيد على الحكومة الملكية  قبل اكثر من ثمانين عام!؟ وان أي أعتراض من المالكي على أي مطلب كردي معناه هو دكتاتور أسوء  من صدام!!. ولربما طالب الوفد الكردي الذي زار بغداد أخيرا لأجراء جولة من المفاوضات  بأنه طلب من الحكومة العراقية أصدار بيان يناشد فيه العراقيين بالتصويت للمطربة الكردية(برواز حسين) !!المشاركة في برنامج(أرب أيدل) حتى تفوز في المسابقة!!. وعلى الرئيس المالكي أيضا أن يرضي قوائم التمرد البعثية! المتمثلة (بعلاوي – الهاشمي – آل النجيفي – آل المطلك!) وباقي جوقة الأرهاب! والتي كانت كسكين في خاصرة العملية السياسية بشكل عام والحكومة بشكل خاص منذ بدايتها ولحد غرز هذه السكين اكثر في احداث الأنبار والحويجة وصلاح الدين!، وأرضاء هؤلاء لا يكون ألا بتبييض السجون! وأصدار العفو العام ليشمل كل من صدرت بحقهم الأحكام ام لم تصدر!! أن كانوا في خارج العراق ام داخله، يعني العفو عن طارق الهاشمي وأبن أخته أسعد الهاشمي الملطخة ايديهم بدماء العراقيين وايضا العفو عن عدنان الدليمي وأبنته أسماء ومحمد الدايني والجنابي الهاربين من وجه العدالة والمقيمين في قطروتركيا وباقي دول الخليج، كما انهم يطالبون بأصدار العفو عن بقية ازلام النظام السابق من وردت اسمائهم وصورهم في (كارتات اللعب)! والموجودين الآن في السجون؟!،ولكي يرضون على المالكي فعليه ان يعيد ضباط الأجهزة الأمنية والمخابراتية في النظام السابق للعمل؟! أو أن يأمر بصرف رواتب تقاعدية مجزية لهم!!، ليس هذا فقط  أذا اراد أرضائهم  بل على المالكي ان يغض النظر عن تواجد عناصر القاعدة  وباقي التنظيمات الأرهابية ( النقشبندية – النصرة) والتي وجدت في المناطق الغربية ملاذا آمنا لها!!.جهة أخرى يجب على رئيس الحكومة المالكي أن يحرص على رضاها هو أئتلافه  أي ان يرضي كل طلبات التيار الصدري المتقلب المزاج والمتذبذب  دائما والذي لا يعرف منذ انبثاقه ولحد الآن ماذا يريد؟!والشيىء نفسه بالنسبه للمجلس الأعلى الذين لديهم رؤية تختلف كليا عن رؤية المالكي في ادارة شؤون البلاد وما عدا كل ذلك عليه أن يرضي العشائر بأعتبارهم صمام الأمان للحالة العراقية منذ عشر سنوات ولحد الآن!،ناهيك عن الأهم في كل ذلك وهو تلبية وأرضاء  الشعب الذي عانى الأمرين منذ سنوات طويلة.بعد كل ماتقدم كيف يمكن لرئيس حكومة أيا كانت قدراته الفكرية والسياسية والمذهبية والعشائرية  أن يرضي كل هؤلاء داخليا وخارجيا, فعلى سبيل المثال: أن اراد أن يرضي أمريكا وما تطلبه منه فعليه والحالة هذه أن يختلف مع أيران !! والعكس صحيح! وفي كلا الحالتين سيكون  في موقف لا يحسد عليه !. اما على الصعيد الداخلي فأذا اراد أعادة تعيين بعض القيادات العسكرية البعثية للحاجة الفعلية لها، والذي فيه  رضى وأرتياح  لجماعة علاوي والنجيفي والمطلك! ، فأنه  بالمقابل سيثير غضب التيار الصدري الذي لا يطيق سماع شيء اسمه البعث!وغيرها الكثير من الأمور الخلافية فالذي يرضي هذا الطرف وهذه الجهة السياسية يتقاطع حتما  مع الطرف والجهة السياسية الأخرى وهكذا؟!. وأخيرا: أن قالوا أن ارضاء الناس غاية لا تدرك فأنا اقول أن أرضاء  العراقيين أن كانوا أناس عاديين أم سياسيين أمرمناله صعب وصعب جدا! وفعلا أعان الله المالكي أو أي حاكم غيره يحكم العراق؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/05



كتابة تعليق لموضوع : أعان الله من يحكم العراق؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2013/05/05 .

يقول اللعين يزيد بن معاويه عليه لعائن الله لعبت هاشم بالملك فلا خبرا جاء ولا وحي نزل
*******************************************************************************






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net