جماعة الاخوان تبحث سبل تنشيط العلاقات مع واشنطن وتل أبيب
مجدي الصفتي

 ضيق السلفيون الخناق سياسيا حول جماعة الاخوان المسلمين التي تتصدر المشهد السياسي في مصر، وسط ترجيحات متصاعدة سياسيا وشعبيا بقرب اسقاط الاخوان وتقلد السلفيين خلال فترة قصيرة موقع الصدارة، الا ان المراقبين اكدوا ان ذلك مرهون بمدى قبول العروض السلفية على الادارة الامريكية التي ما زالت تحوط جماعة الاخوان برعايتها من وراء الستار.

وذكرت مصادر اخوانية مطلعة ان السلفيين قدموا بالفعل اوراق اعتمادهم الى الادارة الامريكية وفي انتظار الرد.
وقالت المصادر ان ما أقدم عليه السلفيون ربما كان احد الاسباب الرئيسية التي دفعت واشنطن الى رفض عروض مرسي وجماعة الاخوان الثلاثة خلال الاشهر الاخيرة بطلب عقد لقاء قمة بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ومرسي بهدف حصول جماعة الاخوان على تعزيزات امريكية لتثبيت اقدامها في حكم البلاد مقابل تعهدات باستعادة العلاقات المصرية الاسرائيلية عافيتها واسكات صواريخ حماس المواجهة الى عمق اسرائيل.
وقد التزمت الدعوة السلفية واحزابها السياسية وفي مقدمتها اكبر احزابها النور الصمت وعدم التعقيب حتى الآن عما فجره الدكتور سعد الدين ابراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية والذي كشف في حواره مع فضائية المحور، ان هناك احد قادة السلفية متواجد حاليا في الولايات المتحدة مدشنا فتح قنوات اتصال مباشرة مع الادارة الامريكية وقال ان هذا يؤكد صحة ما صرح به في السابق عن مجيء بعض قادتهم كي يتوسط لهم مع الادارة الامريكية.
وقال ابراهيم ان نص رسالة السلفيين والتي اتفقوا عليها بكافة فصائلهم الى الادارة الامريكية هي (اننا ننوي ان نستقل عن الاخوان المسلمين ونريد قناة مباشرة مع امريكا بدلا من التعامل مع الاخوان) وهو ما نقله بالفعل.
واكد رئيس مركز ابن خلدون ان هذه الوساطة لم تكن الاولى من نوعها مع التيار الاسلامي بل سبقها حالة اخرى مع جماعة الاخوان المسلمين عام 2003 عندما كان معهم في السجن موضحا ان قادة الاخوان اخذوا عليه العهد داخل السجن ان يقوم بدعم القيادات خارج السجن بهذه الطريقة.
واكد سعد ابراهيم ان الدكتور عصام العريان كان من ضمن من حضر الاجتماعات الثلاثة بعد خروجه من السجن لترتيب الكيفية التي سوف يتم من خلالها فتح قنوات اتصال مباشرة مع امريكا، واشار الى ان العريان قال له حرفيا نريد فتح قنوات اتصال مباشرة مع الادارة الامريكية، كما ضمت الاجتماعات الثلاثة القيادي الاخواني محمود عزت وجهاديين. وقال ابراهيم انه سافر بعد ذلك للعلاج هناك بعد ان تم الاتصال به ولم يتدخل بعد ذلك.
وعلى صعيد آخر، فقد اصاب الكشف عن اتصالات سرية بين السلفيين والادارة الامريكية قيادات ورموز جماعة الاخوان المسلمين بحالة من الصدمة السياسية العنيفة.
ودعا المرشد العام للاخوان الدكتور محمد بديع الى عقد اجتماع مشترك عاجل بين مكتب الارشاد ومجلس شورى الجماعة لاعادة ترتيب الاوضاع وتحويل سبل اعطاء جرعات تنشيطية للاتصالات السرية مع الولايات المتحدة لانقاذ نظام الاخوان من السقوط، واشارت مصادر قريبة الصلة من الاجتماع الذي بدأ في ساعة متأخرة من ليلة امس الاول وحتى صباح امس في مقر الجماعة بالمقطم ان الاجتماع قد غلبت على الحاضرين فيه حالة شديدة من العصبية والرفض المطلق لتوجه السلفيين بدق اسفين سياسي صعب بين الاخوان والادارة الامريكية، وقالت المصادر انه تم الاتفاق على تحرك اخواني عاجل بالدفع بنائب المرشد الاول المهندس خيرت الشاطر الى واشنطن خلال هذا الاسبوع في مهمة انتحارية خاصة لن يتم الاعلان عنها محملا برسائل من جماعة الاخوان تحذر من خطورة التواصل مع التيار السلفي الذي يسعى للانقضاض على السلطة ونزعها من الاخوان. واشارت المصادر الى ان «المهموز» الاخواني سيرتكز على تهديدات علنية رصدتها العديد من مقاطع الفيديو لقيادات سلفية متشددة تدعو الى مقاطعة الاقباط والكنيسة ورفض التعامل معهم واعتبارهم اقلية يستوجب عليهم دفع الجزية للخزانة العامة، وايضا رفض السلفيين تطبيع العلاقات المصرية الاسرائيلية.
غير ان الجديد والمفاجئ هو ما اشارت اليه المصادر المقربة من تقديم تعهد اخواني من المؤسسة الرئاسية رسميا باستعداد مرسي لعقد لقاء قمة مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في القاهرة أو أي مدينة مصرية حدودية مقترحة منتجع شرم الشيخ الا انها رافق التعهد اعتذار عن قبول الاخوان زيارة مرسي الى تل ابيب على الاقل في هذه المرحلة لحين تهيئة المناخ النفسي المناسب لتحقيق هذه الخطوة وتمسكت بالاشارة الى ان مبارك لم يزر اسرائيل طوال سنوات حكمه الثلاثين الا مرة واحدة لتقديم واجب العزاء في وفاة اسحاق رابين والعودة فقط. ولكن المؤسسة الرئاسية الاخوانية قررت التعهد باعطاء جرعة تنشيطية للعلاقات مع اسرائيل سياسيا واقتصاديا وتجاريا في المرحلة المقبلة وعودة السفير المصري الى تل ابيب.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجدي الصفتي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/04



كتابة تعليق لموضوع : جماعة الاخوان تبحث سبل تنشيط العلاقات مع واشنطن وتل أبيب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net