صفحة الكاتب : جواد البغدادي

البرامج الانتخابية بين الواقعية والاحلام..
جواد البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من منا لا يدرك اهمية
الانتخابات ,سوى كانت مجالس المحافظات او المجالس النيابية. لأنها ترسم الخارطة السياسية والخدمية  والتشريعية  لمسار البلد, فقد كانت تلك الانتخابات حصرا على نظام الحزب الواحد, ومحصورة على فئة معينة من ابناء الشعب, ولابد  من مناغمتها لطموحات الحزب الحاكم في تلك المرحلة العصيبة على شعب افتقر الى إقرار طموحاته وفق الرؤيا الذي كان يتمناها في صناعة مصير البلد.
كانت الإملاءات مفروضة مسبقا على من كان يسمح له القانون بالانتخابات, حيث نشاهد اشباه الرجال من أزلام النظام المقبور يرافقون كل من يحضر لصندوق الاقتراع.
وبذلك اوهموا العالم وكل
من يتابع البرامج الانتخابية بانهم خير مثال للحرية والديمقراطية, متناسين سياساتهم التعسفية واجبار الناس على من يرغبون به.
وفق سياسية الترهيب
والتهميش, مستخدمين الالة العسكرية والمؤسسات الامنية المتعددة, وتنفيذها ما يجعل النظام وحاشيته في ديمومه  البقاء  لحكم البلد بقبضة من حديد وفق الاستراتيجيات المرسومة للنظام المقبور في ادارة الدولة.
وتكون تلك البرامج
الانتخابية شكلية يوهمون بها العالم قبل الشعب.
وبعد احداث9/4/2003 كنا
نأمل بمتغيرات تخدم المواطن وفق ماكنا نامل به, ورغم دخول البلد في مرحلة جديدة لم يألفها منذ الاستقلال , وحتى سقوط النظام البائد, وفرض الاحتلال الامريكي  للعراق.
وتعد المتغيرات السياسية
على مسرح الاحداث, واقرار الدستور ونوع النظام في البلد , ومشاركة المواطن في تقرير العملية السياسية , متحديا  كافة انواع الارهاب, على امل تحقيق  طموحات المواطن  الذي  افتقرها في  حكم النظام البائد,  من خلال البرامج الانتخابية, التي اعلنت عنها الكتل السياسية.
وهنا اوضحت الكيانات
السياسية , من حق المواطن اختيار البرنامج الانتخابي الذي يخدم طموحاته , ووضع تلك البرامج بين الحقيقة والحلم, وكان الامل لدى عامة الناس بان حالة الانفراج قد لاحت في الافق, متناسين عقود النظام المقبور, على امل العيش في واقعية البرامج الانتخابية وبناء الاحلام الوردية من خلال الوعود من السادة المنتخبين, بتوفير جنة الاحلام من خدمات بإكافه انواعها ومن عيش كريم في عراقا جديد.
البرامج الانتخابية
للكتل السياسية تتصارع على أحلام العراقيين.. والأمن لم يعد في المقدمة,جاءت البرامج الانتخابية للقوائم العراقية خلال هذه الانتخابات مختلفة نوعاً ما عن برامج الأحزاب التي خاضت الانتخابات سابقاً .
 فقد ركز برنامجها الانتخابي على رأي المواطن وعقيدته و العمل على بناء دولة المواطن وليس دولة المسؤول ومكافحة الروتين الإداري وكذلك الخدمات وإيلاء أهمية كبيرة لذوي الشهداء والسجناء السياسيين وضحايا الإرهاب «التكفيري والصدامي»، كما تناول البرنامج موضوع الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية للعراق وامتصاص البطالة.
فنرى من
الضروري الاستفادة من الاخطاء الذي وقعت بها برامج تلك الكتل السياسية, وعدم ايفائها بآتلك البرامج للجمهور الذي انتخبهم, ومن هنا لابد بان تكون تلك البرامج واقعية لخدمة المواطن وان لأتكون احلام وسراب يضن المواطن بانه قد خدع وهذا سبب ما جعل عزوف المواطن عن انتخابات مجالس المحافظة. اذن لابد من اعادة الثقة للمواطن من خلال جعل الحلم حقيقه, في تنفيذ البرنامج الانتخابي بعدما تزعزعت ثقة المواطن بالبرامج الانتخابية للكتل الحاكمة.
ومن هذه
التجارب لابد ان يكون البرنامج الانتخابي ذو مصداقية مع المواطن وبذلك نكون قد اعدنا ثقة الناخب ببرنامج الانتخابي حينما يترجم على ارض الواقع, بالمصداقية وتنفيذ البرامج مع  شركاء العملية السياسية,لكن الأهم أن هناك وعياً وطنياً زاد لدى الجماهير، ولابد التحرك على من عزف عن الانتخابات من خلال تنفيذ البرنامج الانتخابي على ارض الواقع وليس الاحلام 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/04



كتابة تعليق لموضوع : البرامج الانتخابية بين الواقعية والاحلام..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net