صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

شلل الحكومه السياسي..هل من علاج؟؟ وجهة نظر
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الامراض التي تصيب الانسان وتؤثر على حركة اعضائه او ربما تجعله فاقدا السيطرة عليها او تمنعها من القيام بوظائفها الطبيعية مرض ( الشلل ) الذي هو من اختصاص الاطباء وميدان عملهم ويخضع المريض فيه الى ارشاداتهم ووصفاتهم الدوائية التي قد تنجح في التغلب عليه فيشفى كليا او جزئيا , او تخيب فيبقى عاجزا مشلولا ممنوعا من الحركة او حتى الكلام في بعض انواعه , وقانا الله واياكم جميع الامراض التي يبدو انها تصيب المجتمعات وهيئاتها المختلفة بنفس العلل والامراض وتكون آثارها ونتائجها اكبر واقسى عليه مما لدى الانسان الذي يتحسس التغييرات والعوارض التي تصيبه فتراه يسرع الى اقرب طبيب اذا ما اعتراه عارض او هم , اما المجتمعات وهيئاتها السياسية والاجتماعية فانها غالبا ما تحتاج الى وقت طويل جدا للاعتراف بوجود المرض اولا , وتحتاج الى وقت اطول لاختيار الطبيب او الطريق الذي يوصلها الى العلاج الذي اذا ما وُجد او عُرف فانه يخضع للاجتهادات والتفسيرات والتأجيلات التي ربما تُحول المرض من عارض عادي الى عاهة او عجز دائم .

الحكومة العراقية الحالية التي تعيش مرض الشلل السياسي باقسى حالاته والذي جعلها تتخبط في قراراتها وعاجزة عن القيام بابسط مهماتها وواجباتها تجاه الوطن والمواطن وهي عاجزة عن تجميع اعضائها الوزراء في اجتماع مشترك لغرض اللقاء والكلام المباشر بينهم, فكيف يمكنها القيام بواجباتها ومهماتها المطلوبة تجاه الآخرين ؟ 

مشكلة الحكومة العراقية ليست في امراضها الكبيرة والمزمنة فيها وانما من حالة العناد وعدم الاعتراف بالواقع الموجود... وهو العجز الكبير لبعض السياسيين العراقيين الذي يشكلون الطبقة السياسية الحاكمة في العراق والذين ينظرون دائما الى زاوية معينة من الصورة ...ووفقا لمصالحهم ومكاسبهم الآنية والوقتية دون ان يكلفوا انفسهم او يٌروضوها للتفكير والتصرف وفق مصلحة المجموع العام وليس حال الحاضر الموجود او الظرف الخاص .....

ملفات ومواضيع كثيرة شكلت نقاط الاختلاف ومحور الصراع بين مختلف القوى والحركات السياسية خلال السنوات السابقة وهي نفسها مطروحة اليوم وبنفس الحدّة وربما اصابها الكثير من التعقيد والتشابك بفعل الظروف والتدخلات الخارجية والاقليمية وما زالت الحكومة والسياسيين يمارسون نفس السياسة والدور , أي في المراوحة والجمود على نفس المواقف والمكان الذي انطلقت فيه العملية السياسية في العراق أي قبل عدة سنوات وما زالت نفس الشعارات والمطالب والاتهامات والاجتماعات والتحالفات تلف وتدور وتعود الى المربع الاول الذي انطلق منه الجميع في سباقهم نحو السلطة... والاستئثار بمغانمها وامتيازاتها واضوائها دون ان يكون هناك تغيير حقيقي في حياة الناس المساكين البسطاء الذين هبّوا في الانتخابات الاولى والثانية وقدموا عشرات الشهداء امام المراكز وصناديق الانتخابات املا في غد افضل .....

هل يستحق العراق كل هذا الموت والخراب والدمار والاعتداءات الخارجية والمؤامرات من دول الجوار ؟ ألا تُغير كل هذه الظروف والوقائع التي يعرفها السياسيون في بعض مواقفهم وتدفعهم الى التحرك بصدق وجدية نحو الملفات والمواضيع التي تحولت لجروح ُمتقيّحة في الجسد العراقي ؟ ...

المصالحة الوطنية الحقيقية القائمة على الفعل وليس الكلمات او توصيات المؤتمرات هي الباب الوحيد الذي يمكن ان تدخل من خلاله نسمات العافية... وتقدم من خلالها وصفات العلاج للوضع الذي نحن فيه والذي يمكن من خلاله ان يُعالج شلل الحكومة وعجز السياسيين وضياع الوطن ......


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/29



كتابة تعليق لموضوع : شلل الحكومه السياسي..هل من علاج؟؟ وجهة نظر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net