صفحة الكاتب : علاء كرم الله

أحداث الحويجة وأصل الحكاية ؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لاأرى في كل ما يحدث الآن من فوضى وأنفلات أمني وقتال شرس في مدينة الحويجة وسليمان بيك بين الجيش العراقي والمتمردين من تنظيم القاعدة وأتباع الطريقة النقشبندية وبتخطيط ودعم من العقول العسكرية والأمنية والمخابراتية لبقايا ضباط النظام السابق وما يرافقه من حالة غليان في بقية المحافظات المتمردة (صلاح الدين-الموصل- ديالى- الأنبار)، أقول لا غرابة في ذلك!! فهو نتاج وأمتداد طبيعي لكل ما جرى منذ عشرسنوات من بعد سقوط النظام السابق ولحد الان! ليس على مستوى العملية السياسية وما أصابها من تصدعات وما مرت بها من ازمات، بل لكل ما أصاب العراق من تدهور في كافة المجالات الحياتية والأجتماعية والأقتصادية. لأن اصل الحكاية في كل احداث العراق التي جرت وتجري من بعد انهيار النظام السابق ولحد الان هي طائفية بأمتياز وصراعا مذهبيا بين السنة والشيعة!!! ولكن ألبس ثوب السياسة وادخل حلبة الصراع تحت هذا الغطاء لأضفاء حالة من الشرعية والمقبولية لها لدى عموم المواطنين( الكثير من العراقيين يدعون كرههم للطائفية وهم في حقيقتهم طائفيون حد النخاع!!) وكذلك لكل المتابعين للشأن العراقي، بأعتبار أن ذلك أمرا طبيعيا في ظل أجواء العملية السياسية الديمقراطية  الجارية في العراق من بعد سقوط النظام السابق!!!. ونسأل هنا: هل يعقل أن السنة الذين حكموا العراق منذ تأسيس دولة العراق بداية عشرينات القرن الماضي، وكانوا هم أصحاب الحل والعقد وأصحاب الرأي سياسيا ودينيا أن يقبلوا بالتنازل والتراجع عن هذا التفوق التاريخي الذي دام قرابة الثمانين عاما، الى الشيعة بسبب العملية الديمقراطية ولكون الشيعة هم الأغلبية حيث يمثلون أكثر من 67) %) من مجموع الشعب العراقي؟!، لا أعتقد أن الأمر يحتاج الى (صفنة)! وتأمل ودراسة لمعرفة أن مثل هذا الأمرمرفوض أساسا ولايقبله عقل أكبرمثقف سني!! وأكبر وأصلح وأعقل رجل دين سني!!، فما بالك بالدهماء والجهلة والأميين من الطائفة نفسها؟! أذا والحالة هذه لا بد من الوقوف ضد العملية الديمقراطية وأيقافها وعرقلتها أن لم يكن بالأمكان نسفها وتدميرها بالكامل على أمل عودة عقارب الساعة الى الوراء مهما كان حجم التدمير والخراب؟!!.فليس بجديد على المحافضات الغربية المتمردة ان تقوم بما تقوم به الآن من حالة من العصيان والتمرد والقتال وقطع الطريق والقيام بأعمال التسليب والقتل على الهوية كما حدث قبل أيام حيث  قتل سائق من أهالي الناصرية وحرقت شاحنته!! فهي من بعد السقوط أصبحت ولا زالت لحد الآن ملاذا آمنا للأرهاب من البعثيين والتكفيريين وتنظيمات القاعدة وأتباع الطريقة النقشبندية( أتباع الهارب عزت الدوري) وأنظم أليهم أخيرا أرهابي تنظيمات النصرة الذين يقودون المعارك الآن في سوريا!، فكيف نعتقد أن يحلوا لأهل هذه المحافظات وكيف تغمض عين لشيوخها ورجالات الدين فيها أصحاب الفتاوي الصفراء! أن يقبلوا بما أصبحوا عليه من بعد سقوط النظام السابق حيث فقدوا السطوة والجاه والكثير من الأمتيازات الأخرى؟!، وما زاد من هذه المشاعروروح الرفض والأحتقان الطائفي والمذهبي والعشائري السني ، هو الصراع الأقليمي الملتهب والذي تدور رحاه  بين (أيران الشيعية والسعوية وتركيا وقطرالسنية!) ومعهم باقي دول الخليج المؤتمرة بأمر السعودية!،منذ تغير النظام في العراق عام   2003 ولحد الآن ، وكذلك ما يجري من أحداث في سوريا التي تلقي بظلالها على الأوضاع الأمنية في العراق بسبب التقارب والتداخل الجغرافي بين العراق وسوريا من جهة المناطق الغربية.أما من جانب الأمريكان بأعتبارهم أصحاب اللعبة السياسية ليس في العراق ودول مايسمى بالربيع العربي حسب بل في كل ما يجري من أحداث في كل دول العالم،وعلى الرغم من تغييرهم  موازين القوى السياسية والطائفية في العراق لصالح الطرف الشيعي لا حبا بهم  بل  لكونهم الأكثرية!! ، ألا انهم في الوقت نفسه أي الأمريكان هم من أججوا حالة الصراع الطائفي والمذهبي في العراق ضد الشيعة! وزادوا من الأمور أحتقانا وصراعا ، عندما دفعوا الأحزاب والتيارات السياسية الشيعية منها والسنية والكردية وباقي الأحزاب الأخرى الى قبول مبدأ الشراكة في ظل حكومة توافقية وطنية لكل فيها نصيبه! والتي أثبتت فشلها الكبيرمن بعد عشر سنوات من التغيير!!، فالأمريكان بقصد سيء وواضح! بتشكيلهم هكذا حكومة توافقية جمعوا الضحية والجلاد تحت سقف واحد؟! دون ان يعتذر الجلاد وهم (البعثيين) الى ضحاياهم وهم من ا(لأحزاب الشيعية والكردية)!؟ فكيف ستستقيم الأمورفي هكذا خلطة سياسية لايقبلها العقل والمنطق؟ هذا أذا ما عرفنا بأن البعثيين قد دخلوا العملية السياسية في العراق ومن أوسع  أبوابها !!! من خلال بعض الأحزاب السياسية التي لم تعد خافية  حتى على المواطن البسيط !!( القائمة العراقية – متحدون –العراقية الوطنية) ونلمس ذلك من خلال توجهات قادة هذه القوائم وتصريحاتهم :(العلاوي –  صالح المطلك وأخوه حامد - أسامة النجيفي وأخوه أثيل – طلال الزوبعي – ظافر العاني – حيدر الملا – ميسون الدملوجي)، فالكل صار يسمع بوضوح وبصوت عالي جهارا نهارا ومن خلال الفضائيات وكل وسائل الأعلام  وبلا أدنى درجة من الخجل والحياء ودون أحترام لمشاعرالملايين من العراقيين الذين ذاقوا الأمرين في ظل النظام البعثي طيلة فترة حكمه التي قاربت الأربع عقود، كيف يدافع هؤلاء عن البعثيين من خلال مطالبهم بألغاء قانون الأعدام ،والمسائلة والعدالة، وقانون تجريم البعث الذي لم يصوت عليه لحد الآن، وكذلك مطالبتهم بالعفوالعام وأطلاق سراح كافة المعتقلين تحت حجج واهية لم تعد تنطلي على أحد ومنها موضوع حقوق الأنسان، لكونهم يعرفون جيدا أن غالبية من يلقى القبض عليهم هم من البعثيين أو من تنظيمات القاعدة المتحالفة مع البعثيين !!. كما أن  البعثيين معروفين بمنهجيتهم الدموية وتاريخهم شاهد على ذلك، وهم على أستعداد للتعاون مع الشيطان في سبيل مصالحهم فأما هم يحكمون أو ليأتي الطوفان على الجميع!!، لذا صاروا أداة طيعة بيد تركيا والسعودية وقطر( قبل أيام نشرت الكثير من الصحف خبرا مؤكدا عن  تعين الفريق رعد الحمداني أحد قادة الحرس الجمهوري فترة النظام السابق، معاون لرئيس المخابرات القطرية)!!، ومعروف ماذا تضمر قطر للعراق بل للأمة العربية؟!، وبالتالي لا يهم البعثيين أن حرقوا العراق ودمروه وجعلوه ترابا كما قال صدامهم المعدوم!.فبعد عشر سنوات من الصراع السني الشيعي، أصبح النفور واضحا بين الطائفتين! وصار موضوع التعايش السلمي بين المحافظات الشيعية والسنية فيه الكثير من الصعوبة والرفض!ويكذب على نفسه من يرى ويعتقد غير ذلك؟! وهذا هو المطلوب بالوصول  أليه وكما مخطط له من قبل أمريكا وأسرائيل بسياسة تقسيم المقسم وتجزأة المجزء وأحداث الصراعات والفتن الطائفية والعرقية!، حتى تبدأ بعدها صفحة اللجوء للتقسيم الذي يصبح أمرا لا مفر منه!! في سبيل تهدأة الأمور أي تفعيل مشروع (بايدن)  السيء الذكر!!بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات(سنية، شيعية ، كردية)، ومن الطبيعي أن أمر التقسيم سيكون بالقوة وبالقتال وبمزيد من سفك الدماء، لأن المحافظات الغربية تريد التقسيم والأنفصال والحكومة المركزية  ترفض ذلك فلا بد من القتال والعصيان والتمرد، حتى يكون التقسيم أمرا لابد ومفروغ منه ؟!  وهذا ما عملت عليه أمريكا وقطر وتركيا والسعودية منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن، ويبدوا أنها قطعت أشواطا كبيرة في ذلك ووصلت الى الصفحة الأخيرة؟!. أما البقية الباقية من العراقيين الطيبين لم يبق لهم الا ان يلتجئوا الى الله وتدعوه ان يحفظ العراق وأهله من كل سوء، وان يرد كيد الحاقدين والكائدين  الى نحورهم.قال الأمام زين العابدين (ع)( ليس العصبية أن تحب قومك، لكن العصبية أن ترى شرارقومك خيرا من خيار قوم آخرين).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/28



كتابة تعليق لموضوع : أحداث الحويجة وأصل الحكاية ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : كاتب صريح ، في 2013/04/28 .

والله لقد وضعت يدك على الجرح ووصفت الحال بواقعية.
للأسف ان اخواننا في المحافظات الغربية قد نسوا
او تناسوا ما فعلته القاعدة بنسائهم ورجالهم من اغتصاب وقتل
مما دفعهم في النهاية الى التصدي للقاعدة بعد ان وفروا لها ملاذا آمنا بين بيوتهم بل
وفي بيوتهم ومع عوائلهم. وهام مجددا يوفرون للقاعدة موطئ قدم بينهم
وعطونها فرصة السيطرة على مناطقهم وكل ذلك هو بسبب العصبية المذهبية
والطائفية التي تعمي بصر وبصيرة الانسان وتجعا احكامه بهيمية غرائزية وليس عقلانية




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net