صفحة الكاتب : علي العبادي

تغطية لمسرحية عرضت في كربلاء مسرحية على ظلال الطف
علي العبادي
رغم محاولات الخروج من واقعية الواقعة لكن بقى عنصر التجريب ضعيف
 
 
الطف من جديد بحضور العديد من الشخصية الفنية والثقافية والسياسة التي حضرت من عدة محافظات العراق ومن تلك الشخصيات ، (المخرج العراقي المغترب جواد الاسدي، الدكتور رياض موسى سكران، الدكتور عبد  المطلب السنيد، الفنان جبار جودي مدير المسرح الوطني ورئيسة لجنة الثقافة والإعلام في مجلس محافظة كربلاء دكتورة سليمة سلطان). عرضت مسرحية (على ظلال الطف) على خشبة مسرح قصر الثقافة والفنون في كربلاء ضمن فعاليات مهرجان المسرح الحسيني العالمي الرابع الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة سنوياً المسرحية من تأليف الكاتبة السورية (بارعة مهدي البديري) وإخراج (علي الشيباني) أن هذا المهرجان هو للنص المسرحي الذي يتناول القضية الحسينية حيث أجريت مسابقات لأفضل عشرة نصوص مشاركة من بينها المراكز الثلاثة الأولى، يتخللها قراءات لبحوث أكاديمية حول الطقوس الدرامية الحسينية، انها مسابقة لكن يطلق عليها مسمى مهرجان لا اعرف لماذا؟ (على ظلال الطف) بالرغم من محاولات الكاتبة والمخرج إلى الخروج من واقعية الواقعة إلا إنهما لم يخرجا عنها كثيرا أي لم يكن عنصر التجريب شاخصا ، أن احدث المسرحية هي رؤيا  افتراضية لكتابة نص الواقعة من قبل المؤلف ويدور جدلا بين المؤلف و المخرج وهما شخصيتان في العمل . هل وفقت هذه المسرحية بالإجابة على السؤال الآتي: كيف نطرح القضية الحسينية مسرحيا ونحن في عام2013 وفق ما أنتجته الحضارة؟ لا يخفى على البعض أن هناك مشتركات بين الواقعة والوقت الحاضر، وان المخرج والكاتبة وظفا ذلك من خلال المزاوجة بين الماضي والحاضر.لكن لا يرتقي إلى مستوى الطموح أن هذا العمل كشف عن طاقات فنية شبابية سوف يكون لها شان في المستقبل و أن المتلقي الذي يشاهد العمل سوف يستشف أن وراء هذا جهد يستحق الاحترام والتقدير. كانت لنا وقف مع كادر المسرحية حيث تحدثوا عن العمل قائلين:
 
الباحث المسرحي، وعضو اللجنة التحضيرية للمهرجان،ومدير المسرح للعرض المسرحي. عبد الرزاق عبد الكريم:
بمبادرة رائعة وكبير من العتبة العباسية المقدسة لاهتمامها بالثقافة والفنون توجهت لإقامة مهرجان للمسرح الحسيني العالمي، والآن نعيش دورته الرابعة قبل أربعة سنوات عقد المؤتمر التأسيسي للمسرح الحسيني العالمي، ووضعت اللبنة الأولى والخطوط الرئيسية للمسرح الحسيني وأقامت المهرجان كل، عام لحظ قلة النصوص المسرحية الحسينية أو كثرها كتب قبل أكثر من خمسة وثلاثين عام فشرعت بإقامة مسابقة للمسرح، في السنة الأولى للنصوص والسنة الثانية للمهرجان حيث قدم (30) نص وفي الثالثة قدم)42) وفي هذه السنة للمسرح الحسيني وللمسرح (57) نص حيث حصل على أكثر من (150) نص يتناول واقعة الطف بإبعاد مختلف، حيث شارك في المسابقات العديد من الكتاب العراقيين والعرب كانت هناك جوائز ثمينة وعالية للفائزين الثلاثة الأوائل وسبعة جوائز أخرى، أن اللجان التي تحكم على تلك النصوص هي من أساتذة كليات الفنون الجميلة في العراق وفي كل سنة تبدل اللجان، حيث حصلنا على عدد من النصوص القيمة التي يمكن الاستفادة منها وتوزيعها على المؤسسة الثقافية والفنية. ارتأت العتبة أقامة عرض مسرحي هذا العام من هذه النصوص الفائزة فوقع الاختيار على مسرحية على ظلال الطف تأليف الكاتبة السورية بارعة مهدي وإخراج الفنان المبدع علي الشيباني، تتناول هذه المسرحية بشرح ثيمات محددة من الواقعة وربطها بالواقع، وهناك نية أن يتم عرض هذا العمل في المحافظات العراقية وان يعرض خارج العراق وان في العام القادم سوف تشارك من( 5 إلى 10) فرق مسرحية عراقية لتمثيل النصوص المسرحية الفائزة و هناك مسابقة لهذه الإعمال.
مخرج العمل علي الشيباني
العمل المسرحي هذا جاء عبر ماكانت ترغب به مزاجات ونواميس ثقافية وفكرية  التي ترغب بها العتبة العباسية المطهرة، العمل جاء بناءا على فكرة تقاد قبل ثلاثة أعوام في مهرجان يسمى المسرح الحسيني، هي مخاضات لمجموعة من المثقفين والدارسين في حقل المسرح كان لديهم رغبة أن يؤسسوا لهذه القضية فعبر ثلاثة أعوام كانت القضية تتعلق بالتراث والبحوث ومسابقة النص المسرحي، بالرغم من أن المسرح ليس بحوث ودراسات هناك جانبا فيه هو الجانب التطبيقي، قدمت العتبة لي خمسة نصوص ولغيري أيضا من النصوص التي فازت بمهرجان العام الماضي حيث وقع اختياري على نص (على ظلال الطف) من بين الخمسة، لان هناك أعمال ليست بالمستوى المطلوب أنا رشحت المسرح الملحمي لكون هذه المادة تتسق مع الطف عمليا أذا اعتبرنا مأساة الطف يمكن أن نضع لها تخريجات ضمن نظريات المسرح أضف إلى ذلك نحن ليس بصدد أعادة الواقعة، لأنها معروفة لدى الناس نحن نريد أن نخضع الواقعة بشكل أخر برؤى أخرى. وتحدث عن الورشة قائلاً: أن الورشة كانت ضرورية وخصوصا عملي كان مع الشباب حيث أعمال الورشة تذهب إلى الشبان الذين يحبون المسرح أما المحترفين فلا حاجة لهم بها كونهم وصلوا إلى مرحلة في الأداء لكن يحتاجها المحترف في حالة الانقطاع، أن هذه الورشة في الصوت والإلقاء والتمثيل والإضاءة والتأليف والإخراج الضرورة التي دعتني إلى أقامت ورشة من اجل إسقاط النص على أدائهم، أن أقامة الورشة هذا لا يعني خلال في أدائهم بل هي عملية (خلق وإبداع وتحفيز) الورشة يمكن أن نشبهها بالمطبخ الذي ينتج لنا طبخة طازجة.
 
الفنان خلدون المسعودي 
أن هذه المسرحية هي أعادة أنتاج للواقعة، نحن دخلنا في ورشة مسرحية استمر تقريبا شهرين ونصف، من خلالها تمكن المخرج من التقاط الشخصيات التي يحتاجها في العمل من خلال هذه الورشة ظهرت طاقات بإمكانها إيصال الشخصية إلى المتفرج، نحن غير قادرين على الوصول إلى الطف أو الواقعة  بحبكتها التاريخية ومنطقتها الزمنية وشخوصها فاتخذنا من الظلال شفرات لإيصال رسالة العمل، بالرغم من أن العمل طويل يصل إلى(85) دقيقة تقريبا أن المخرج اشتغل على منطقة الأداء الملحمي حيث عالج المخرج ذلك من خلال كسر الإيقاع الشخصيات والعودة إلى الشخصيات وبالعكس حتى لا يحدث الملل، أضف إلى ذلك مزج المخرج بين الشخصية الحديثة المعاصرة والقديمة لما تحتوي تلك الشخصية من مقاربات في الإبعاد سواء أبعادا (اجتماعية أو سياسية أو أخلاقية). شخصيتي رجل القاعة أنا امثل من القاعة إلى خشبة المسرح حيث أتداخل مع الممثلين من خلال الحوارات. 
الفنان حسين العبادي
المسرحية تتناول قضية الطف فكريا ،أننا نعرف أن المسرح هو أحدى وسائل التعبير، حيث تم الإشادة بهذه المسرحية من قبل المختصين من الأكاديميين والنقاد، أن النص حمل حساً جميلاً، أن المخرج قام بإخراج المسرحية بطريقة ذكية وذلك من خلال الورشة والصور المسرحية والديكور ومن خلال سينوغرافيا العرض، هناك شخصية أبدعها المخرج وهي الهامش حيث تحمل لمسات كوميدية، ،لا توجد مسرحية كاملة بالرغم من نجاح العمل إلا أن هناك أخفاقات حدثت في العمل خصوصا ضعف المؤثر الصوتي أما عن شخصيتي فقد جسدت شخصية الشمر استطعت قدر الإمكان أن أهضم الشخصية وأتلبس بالدور وخصوصا ما أبداه الجمهور اتجاه الشخصية.
 
الفنان احمد كريم
أن المسرحية تتحدث عن واقعة معروفة لدى جميع الناس، لكنها عرضت بطريقة تجريبية .أن فكرة المسرحية تتحدث عن مخرج يبحث عن فرقة لتجسيد الواقعة فيعتذر ويغادر المسرح عندما لم يجد ممثلين أثناء المغادر، تسمع أصوات (لبيك يا حسين) تخترق الجمهور باتجاه الخشبة. أما عن شخصيتي عمر ابن سعد قائد الجيش الذي حارب الحسين شخصية سلبية اختارني المخرج لها، لأنه وجد باستطاعتي تجسيد هذه الشخصية والحمد لله حاولت أن أوصل سلبية هذه الشخصية إلى المتفرج.
 
الفنان زيدون السلطان
شخصيتي في المسرحية شخصية الهامش شخصية مفتعلة جاءت من خارج النص هي بعيدة عن المحاكاة الدرامية الموجودة في النص، (كمعسر عمر بن سعد ومعسكر الإمام الحسين(ع) ومعسكر عبيد الله بن زياد). شخصيتي فيها تداخل بالحوارات مع المعسكرين هي شخصية من الواقع تنحاز إلى الإمام الحسين شخصية مودرن.
الفنانة وداد هاشم
بمبادرة كبيرة وجميلة جدا من العتبة العباسية احتضانها لهذا المهرجان ربما يبدو هذا العمل بسيط عند البعض لكن هو في وقع نفوسنا هو كبير ، أنا أديت عدة شخصية منها (زوجة زهير ابن القين ودور السيدة زينب (ع))، لكن الشخصية البارزة شخصية (زوجة ابن القين) .أن شخصيتي في العمل شخصية محورية ولاسيما وأنا المرأة الوحيدة في العمل وهذا شيء افتخر به أن أجسد تلك الشخصيات البارزة ومن المستحيل أن بلغ إلى تلك الشخصيات بما تملكه من روحانية وإنسانية وفكر.
 
الفنان احمد الصفار
هذه المسرحية تحكي قصة الإمام الحسين بممازجة بين الماضي والحاضر، المسرحية عبارة عن اضاءات ومقتطفات تتمازج مع الواقع اليوم مع الماضي، حيث أن الكاتبة قامت باقتناص قضايا معينة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية اقتنصتها ووضعتها كمزيج كرنفالي -أذا صح التعبير- في هذه المسرحية، وكذلك أبدع المخرج علي الشيباني في تمرين الشباب ولاسيما الممثلين الجدد حيث أعطاهم تمارين في الجسد والصوت والإلقاء. أما بالنسبة لشخصية الإمام الحسين التي جسدتها فلا يمكن لأي ممثل في العالم أن يجسدها ويعطيها أبعادها الحقيقة لكن يعطيها أبعادا افتراضية، هذه الشخصية هي تفصح عن ومضات بسيطة وسريعة جدا للإمام الحسين حيث دخوله وخروجه كانت لحظات سريعة المراد منها إيصال رسالة للمجتمع أن المسرحية لم تكن مسرحية مواكبييه أو عاشورائيية .
الفنان قحطان عدنان المسعودي
 نحن عملنا بنظام الورشة المسرحية الذي أبداها (المخرج علي الشيباني) يعتمد على أداء الممثل و الصوت من ناحية الإلقاء، وفي الوقت ذاته يعمل على المسرح البرختي(الملحمي) أن الممثل الذي يمثل في المسرح الملحمي لا يتقمص من ناحية الإبعاد الثلاث عند استانسلافسكي وإنما من خلال أداء الممثل نفس شخصيته، وان عمر ابن سعد الشمر والإمام الحسين هم نفسهم لكن عرض لن ظلال الشخصيات. أما عن شخصيتي لقد جسدت شخصية زهير ابن القين هو احد أصحاب الإمام الحسين حيث عرضنا ضربة أو ومضة من ناحية من هذه الشخصية.
كانت هناك أراء حول هذا العرض المسرحي، من قبل المهتمين بهذا الجانب فكانت لنا وقفة مع الفنان صادق النصراوي:
حقيقة نحن فرحنا كثيرا عندما سمعنا العتبة العباسية وبعد محاولات عديدة اقتنعوا بدعم عمل مسرحي لتجسيد جزء من المشهد المسرحي، أن هذا من الأمور المفرحة حيث حرر بعض الشباب جزء من مكنوناتهم واظهروا أداء متميزا، أن المسرحية فيها صور جميلة بمعنى سينوغرافيا العمل كانت جميلة أضف إلى ذلك هناك جمالية في توزيع الكتل على خشبة المسرح، لكن هناك إشكالية على بعض الأمور منها، أن بداية المسرحية ذات إيقاع تحت الهابط وليس الهابط تبدأ بحوارية روتينية بسيطة جدا لا يكاد تسمع حيث نشكله على هذا العمل صحيح أن العمل يبدأ منخفض حتى يصل إلى الذروة لكن ليس بهذا البرود، وهناك ترهلات واضحة والسبب في ذلك طول النص حيث لم يراعى الإيقاع بحذف بعض المشاهد، أرى أن المخرج قد وفق في بعض المواقع ولم ينجح في البعض الأخر، أضف إلى ذلك أن نهاية المسرحية ليست بالمستوى المطلوب أن إيقاعها ضعيف والدلالة على ذلك أن المخرج حذف بعض الكلمات في العرض الثاني هناك إرباك في اتخاذ القرار بحيث تكون النهاية مناسبة جدا، كذلك وجود بعض الشخصيات الضعيفة حيث أخذت قالبا واحدا من البداية إلى النهاية ولا اعرف هل ألوم المخرج أم الممثل نفسه الذي لم يضفي على دوره تنوع أم (الكركتر)؟  لقد تم حبس المؤلف في (مربع متر في متر) وظل يجول فيه آملا أن يعبر انفعالاته. أما شخصية المخرج مرة نجده مرتبكا حائرا لا يعرف ماذا يريد ومرة أخرى نراه شخصا يملك الذكاء والدهاء، حيث اتكئ على الغير في الإقناع بدل أن يواجه الأمر بنفسه.
2/4/2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/27



كتابة تعليق لموضوع : تغطية لمسرحية عرضت في كربلاء مسرحية على ظلال الطف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net